حوار - زيد السبيعي:
أكدت الدكتورة موضي بنت عثمان الموسى رئيسة اللجنة النسائية في المؤتمر العلمي الخامس لطلاب وطالبات التعليم العالي في المملكة والمستشارة والمشرفة العامة على القسم النسوي بوكالة التخطيط والمعلومات بوزارة التعليم العالي أن المؤتمر سيشهد في هذا العام إضافة محور «الابتكار وريادة الأعمال» كمحور رئيس، إضافة إلى المحاور العلمية الثلاثة الأخرى. وبينت أنه يأتي امتداداً للمؤتمرات السابقة والتي يتم إقامتها سنوياً في مناطق مختلفة من مناطق المملكة.
وأشارت الدكتورة موضي أن هذا الحراك يأتي تنفيذاً لرؤية ولاة الأمر - حفظهم الله - للوصول بالبلاد إلى مصاف الدول الرائدة، وتحقيقاً لأهداف خطط التنمية الثامنة والتاسعة، مؤكدة في الوقت نفسه أنهم في وكالة التخطيط بالوزارة يطمحون أن تقوم الجامعات ببذل المزيد من الجهد والدعم بنشر ثقافة الابتكار والإبداع بين الطلبة وإدراج مناهج ريادة الأعمال ضمن خططها الدراسية وإنشاء معامل للابتكار على غرار ما هو معمول به في الجامعات العالمية المرموقة.
وأضافت: تفاجأنا في اللجنة المنظمة بتميز الطالبات وتفوقهن على الطلاب في محور الابتكار في الاختراعات، سواءً في المجالات الطبية وتطبيقات الهواتف الذكية والابتكارات المتعلقة بالأمن والسلامة والابتكارات التي تتلمس حاجات ذوي الاحتياجات الخاصة، والعديد من الأمور التي تهم المشاركين في الحوار التالي..
) في البداية دكتورة حدثينا عن المؤتمر العلمي الخامس الذي سيقام الأسبوع المقبل؟
- المؤتمر العلمي الخامس يستهدف طلاب وطالبات التعليم العالي في الجامعات السعودية سواءً الحكومية أو الأهلية، ويحظى برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وهو فرصة لأبنائنا وبناتنا لعرض ابتكاراتهم وأفكارهم والالتقاء ببعض. ولا شك أن المؤتمر يحقق نجاحات كبيرة خلال الأعوام الأربعة الماضية، وبينت أنه سيقام خلال الفترة من 28-06-1435هـ وحتى 02-07-1435هـ، وهو امتداد للمؤتمرات السابقة والتي يتم إقامتها سنوياً في مناطق مختلفة من مناطق المملكة.
) ما هو جديدكم في هذه النسخة؟
- دائماً نحن في وكالة التخطيط والمعلومات بالوزارة نحرص على تطوير الأفكار التي تقدم في كل مؤتمر من قبل الطلاب، والمؤتمر يعد الأول من نوعه على مستوى التعليم العالي، وهذه السنة تم إضافة محور «الابتكار وريادة الأعمال» كمحور رئيس، إضافة إلى المحاور العلمية الثلاثة الأخرى، وهي «محور العلوم الإنسانية والاجتماعية، ومحور العلوم الأساسية والهندسية، ومحور العلوم الصحية»، وتسعى إدارة المؤتمر أن يكون المعرض المصاحب للمؤتمر في دورته الخامسة من أكبر معارض الابتكار المقامة في المملكة.
) د. موضي، بماذا يهدف المؤتمر العلمي؟
- يهدف المؤتمر لصقل مهارات مواهب الطلاب والطالبات من خلال فتح المجال أمامهم بشكل موسع لإفراز طاقاتهم وإبداعاتهم في جميع المحاور، خصوصاً سيتم التركيز بشكل كبير على «محور الابتكار وريادة الأعمال» باعتبار أن الابتكارات والمشاريع الريادية والأفكار المتميزة تقوم بدور المولد والمنتج للأفكار والحلول الإبداعية سواء في المنتجات أو الخدمات والتي تسهم في تطور الحياة الإنسانية بشكل عام والمجتمع الذي يقوم بإنتاجها بشكل خاص.
وتعد الجامعات هي المحرك الرئيس للبحث العلمي والابتكار والإبداع، وقد أدركت الجامعات السعودية المسؤولية الملقاة على عاتقها في إيجاد بيئة محفزة للبحث العلمي والإبداع والابتكار, حيث يوجد في الجامعات خلال السنوات الماضية حراك معرفي جيد أثمر عن زيادة كبيرة في النشر العلمي في المجلات العالمية المرموقة والابتكارات وبراءات الاختراع المسجلة محلياً وإقليمياً ودولياً.
ويأتي هذا الحراك تنفيذاً لروية ولاة الأمر - حفظهم الله- بالوصول بالبلاد إلى مصاف الدول الرائدة وتحقيقاً لأهداف خطط التنمية الثامنة والتاسعة بالتحول من الاقتصاد المبني على البترول إلى الاقتصاد المبني على المعرفة، وكذلك إيمان الوزارة بهذا التوجه التنموي الذي يعد أساس التنمية في المجتمع وأن الاستثمار الحقيقي هو في رأس المال البشري.
) د. ما هي طموحاتكم المستقبلية من الجامعات، وكيف ترون دورها في المؤتمر؟
- الطموحات كبيرة وليس لها حدود ومع ما يدور في أروقة الجامعات من حراك معرفي متميز، فإننا نطمح أن تقوم الجامعات السعودية ببذل المزيد من الجهد ودعم توجه الوزارة من خلال نشر ثقافة الابتكار والإبداع بين الطلبة وإدراج «مناهج ريادة الأعمال» ضمن خططها الدراسية وإنشاء معامل للابتكار على غرار ما هو معمول به في الجامعات العالمية المرموقة، وتوفر بيئة داعمة للإبداع والتميز، بحيث تصبح هذه الجامعات بيئة معرفية خلاقة تمنح الطلاب والطالبات الرعاية والدعم وتفتح لهم الآفاق لشحذ همهم للنهوض بوطنهم.
وبالنسبة لدور الجامعات في المؤتمر فهو دور كبير وفعال ومن الشركاء الحقيقيين في التميز من خلال ما يقدمونه من دعم لطلابهم وطالباتهم.
) متى بدأت استعدادتكم لهذه الدورة من المؤتمر العلمي؟
- الاستعدادات بدأت منذ وقت مبكر لأهمية المؤتمر الحدث العلمي السنوي الأبرز في المملكة لطلاب وطالبات التعليم العالي, حيث أصبح حدثاً ينتظره الطلبة ويبدؤون الاستعداد له باكراً.
وقد أحدث المؤتمر حراكاً علمياً غير مسبوق في مؤسسات التعليم العالي على الأصعدة كافة سواء في البحوث العلمية أو الابتكارية أو المشاريع الريادية أو الأعمال الفنية.
) كم عدد الطلاب والطالبات المشاركين من الجامعات في هذه الدورة؟
- بلغ عدد المشاركين من الجامعات السعودية المختلفة في الملتقيات التحضيرية (20037)، وعدد المشاركات (17024)، وبلغ عدد المشاركات المرسلة من الجامعات للمؤتمر (5676) حيث كانت مشاركات الطلاب (2353)، بينما عدد مشاركة الطالبات (3323)، وبلغت عدد المشاركات المؤهلة (587) كان نصيب مشاركات الطالبات منها (393) مشاركة.
وقد كانت نسبة الطالبات المترشحات في المحاور العلمية الثلاثة: «محور العلوم الأساسية والهندسية ومحور العلوم الإنسانية والاجتماعية ومحور العلوم الصحية» مقاربة للنسب في المؤتمر في دورته الرابعة فقد زادت نسبة الطالبات على الطلاب المشاركين في محور الإنسانية والاجتماعية والصحية، بينما زادت نسبة الطلاب على الطالبات في محور العلوم الأساسية والهندسية.
) طيب دكتورة كم نسبة مشاركة الطالبات في المحور الجديد ريادة الأعمال؟
- نسبة مشاركة الطالبات في محور الابتكار وريادة الأعمال والذي تم استحداثه هذه السنة 77 %.
وقد تركزت الابتكارات المقدمة من الطالبات في المجالات الطبية وتطبيقات الهواتف الذكية والابتكارات المتعلقة بالأمن والسلامة والابتكارات التي تتلمس حاجات ذوي الاحتياجات الخاصة، ومثلت هذه النسبة الكبيرة من الطالبات المترشحات في هذا المحور مفاجأة للجنة المنظمة حيث إن المحور يطرح في المؤتمر للمرة الأولى، ويعد المؤتمر فرصة سانحة خصوصاً للطالبات للمشاركة والاحتكاك بزميلاتهن من الجامعات الأخرى، ويقوم بتشجيع ودعم مشاركتهن في البحوث العلمية والابتكارات.
) ما هو دور اللجنة النسائية في المؤتمر؟
تقوم اللجنة النسائية في المؤتمر الإشراف على إدارة المؤتمر للطالبات، حيث تم تقسيم اللجنة النسائية إلى لجان عدة وهي اللجنة الإشرافية واللجنة العلمية ولجنة الابتكار وريادة الأعمال واللجنة الإعلامية ولجنة العلاقات العامة، وتقوم هذه اللجان بدورها بشكل تكاملي مع اللجان المماثلة في الجانب الرجالي. وقد بدأت استعدادات اللجان كافة في وقت مبكر من العام الدراسي تلاها انطلاق الاستعدادات في الجامعات لإقامة الملتقيات التحضيرية للمؤتمر.
) وهل دور الطلاب والطالبات في المؤتمر مقتصر على ابتكاراتهم واختراعاتهم فقط؟
لا.. لا يقتصر فقط على ابتكاراتهم واختراعاتهم، صحيح هو الأهم، لكن يوكل لهم العديد من المهام في عملية التنظيم، والقيام بإدارة الجلسات العلمية كاملة, حيث تم تقديم دورة تدريبية في إدارة الجلسات، بالإضافة إلى تقديم دورة للطالبات في كيفية التعامل مع الجمهور.
لإدراكنا بأهمية تفعيل دور الطلاب والطالبات في أعمال اللجان المختلفة، وذلك لما تضيفه التجربة من اكتساب المهارة والخبرة وتنمية المهارات القيادية فيهم، ويضيف احتكاك الطلبة من أنحاء المملكة كافة ومن الجامعات والكليات الأهلية والحكومية والجامعات الناشئة والعريقة تجربة فريدة للتعرف عن قرب على الأنشطة البحثية والابتكارية والمشاريع الريادية في كل مؤسسات التعليم العالي للمملكة.
ويعد هذا المؤتمر فرصة سانحة للطالبات والطلاب على حدٍ سواء لاكتساب خبرات في نشر الأبحاث في المؤتمرات العلمية المحلية والتي نأمل أن يجد المتميز منها طريقه للنشر في الدوريات العلمية العالمية والابتكارات إلى منتجات والمشاريع الريادة إلى شركات تسهم في دفع عجلة التنمية في بلادنا الغالية.
) ماذا كشفت لكم الدورات السابقة من المؤتمر في قدرات الطلاب والطالبات؟
- كشفت لنا الدورات السابقة عن القدرات العالية التي يتمتع بها طلاب وطالبات التعليم العالي في المجالات كافة، حيث ظهر جلياً في مستوى الأبحاث المقدمة والابتكارات والمشاريع الريادية المتميزة، بالإضافة إلى المستوى الفني الراقي للأعمال الفنية المشاركة في المعرض المصاحب، وقد روعي في المؤتمر في دورته الخامسة تجويد الأعمال المشاركة والاستعانة ببرنامج لفحص الأمانة العلمية للأبحاث المقدمة، وكذلك العديد من ورش العمل المتخصصة لنشر وتعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال بين الطلاب والطالبات.
) كلمة أخيرة لقراء «الجزيرة»؟
- أشكركم على الاستضافة التي أتمنى أن أكون قد بينت لكم فيها ولو جزءاً بسيطاً عن المؤتمر العلمي الخامس لطلاب وطالبات التعليم العالي في المملكة، وصحيفة الجزيرة من أكبر الصحف وأهمها لدينا ونشكركم على اهتمامكم وتسليطكم الضوء على فعاليات المؤتمر في جميع دوراته السابقة وأنتم شركاء النجاحات التي تحققت في الأعوام الماضية.