شنت قوات المعارضة السورية أمس الأحد هجوماً مضاداً داخل أحياء حمص القديمة وانتزعوا من قوات النظام عدداً من المباني، حيث كانت قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد باشرت قبل نحو أسبوع هجوماً على أحياء حمص القديمة التي تحاصرها منذ نحو سنتين، وتعتبر آخر معقل للمعارضة المسلحة في هذه المدينة الواقعة وسط سورية.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارضين المسلحين استعادوا المبادرة وسيطروا على عدد من المباني في منطقة (جب الجندلي) في حمص. وترافقت هذه التحركات الميدانية بالمعارك الجارية بين الطرفين على أطراف الأحياء القديمة وقامت قوات الجيش بقصف المربع الأخير للمعارضة في هذه المدينة بالصواريخ والدبابات.
وكان الهجوم المضاد للمعارضة قد بدأ بعد أن فجر عنصر جبهة النصرة نفسه داخل سيارة مفخخة أمام حاجز للجيش السوري أول أمس السبت في قطاع جب الجندلي في الطرف الشرقي من الأحياء القديمة المحاصرة. وتمكن المقاتلون المعارضون من الدخول إلى هذا الحي بعد أن انسحب الجنود من الحاجز القائم فيه.
واعتبر عبد الرحمن أن دخول مقاتلي المعارضة إلى هذا الحي اجبر عناصر الجيش على التركيز على الدفاع عن مواقعهم بدلاً من مهاجمة المناطق التي لا تزال بأيدي المعارضة المسلحة في حمص.
على صعيد آخر أكدت فرنسا أمس الأحد أنها تمتلك ( بعض العناصر) التي تفيد عن استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية في شمال غرب البلاد على مقربة من الحدود اللبنانية ولكن من دون أن تملك (أدلة)على هذا الأمر.
وفي مقابلة أمس مع إذاعة (اوروبا 1) رداً على سؤال صحافي عما إذا كان صحيحاً أن نظام الأسد لا يزال يستخدم أسلحة كيميائية قال الرئيس فرنسوا هولاند (لدينا بعض العناصر) حول هذا الأمر(لكنني لا املك الأدلة ما يعني انه لا يمكنني تقديمها). واضاف (ما اعلمه أن هذا النظام اثبت فظاعة الوسائل التي يمكنه استخدامها وفي الوقت نفسه رفضه أي انتقال سياسي). من جانبه قال وزير الخارجية لوران فابيوس (وردتنا مؤشرات ينبغي التثبت منها تفيد بوقوع هجمات كيميائية مؤخراً). وأوضح أن هذه الهجمات (اقل أهمية بكثير من الهجمات التي وقعت في دمشق قبل بضعة اشهر لكنها هجمات فتاكة للغاية وموضعية في شمال غرب البلاد على مقربة من لبنان). وقال مصدر فرنسي قريب من الملف لوكالة فرانس برس أن ( التقارير) حول هذه المعلومات نابعة من عدة مصادر من بينها المعارضة السورية. وتابع هولاند في المقابلة أن فرنسا تسعى إلى أن تستعيد سورية الحرية والديموقراطية.