العميد إبان علو كعبه على الجميع محلياً وعربياً وآسيوياً وحتى عالمياً وأثناء مشاركته في مونديال كأس العالم للأندية التي قارع فيها أشرس وأقوى أبطال قارات العالم.. وتجاوز فيها بطل إفريقيا وخسر بشرف أمام أبطال الأمريكتين الجنوبية والوسطى.. وكان نداً قوياً ومنافساً عنيداً.. لم يكتف حينها (بشرف المشاركة)، كما نطمع على أعلى تقدير في مشاركاتنا في المسابقات الكبيرة على مستوى العالم.. ولولا عدم التوفيق والأخطاء الفردية من بعض اللاعبين لفجر الاتحاد مفاجأة مدوية على مستوى العالم آنذاك.
والاتحاد نادي بطولات وتاريخ وإنجازات لكن بطولاته وأرقامه الكبرى كانت خلال فترة وجيزة انحصرت تحديداً بين عامي (2003 - 2007) تلك الفترة الذهبية التي كانت تحت رئاسة منصور البلوي.. الرئيس الخرافي الذي جاء ليطل وغلب على الكل.. والذي أحدث ثورة ونقلة نوعية كبرى ليس على مستوى الاتحاد وحسب بل على مستوى الكرة السعودية وعلى مستوى الاحتراف ونقل العميد من لعب الأدوار الثانوية في المسرح الرياضي السعودي إلى لعب دور البطولة المطلقة محلياً وخارجياً.. وحقق مع الفريق بطولات عدة داخلية وخارجية أنهاها بتعميد العميد لتمثيل الوطن والقارة الصفراء أجمع في مونديال كأس العالم للأندية في مشاركة تعد من بين أجمل وأقوى المشاركات العربية والآسيوية.
تلك الإنجازات والبطولات والثورة الفنية الهائلة التي حصلت في الفريق في عهد البلوي والقصائد والألحان المحلية والخارجية التي نظمها وتغنى بها لاعبو الاتحاد داخل الملعب فجرت قريحة الشعراء والملحنين خارجه وقتها ونظموا أحلى القصائد والألحان التي تغزلوا فيها بالعميد.. وأصبح الجميع يردد «وانتهى الموضوع عاد... وفاز فيها الاتحاد» لكن بعد عودة الفريق من مشاركته في كأس العالم للأندية في العام (2005) بدأت أحوال كبير الأندية السعودية ونادي الوطن تتغير، فمستواه الفني بدأ بالتراجع قليلاً ورئيسه المثالي والذهبي بدأ يعمل خارج الملعب أكثر من داخله وتصاريحه اختلفت وصارت أكثر حدة وبعد عن الاتزان ودخل في صراعات ومشاكسات شديدة مع بعض الأندية للحصول على بعض اللاعبين وتفاقمت مشكلاته وصراعاته في الوسط الرياضي إلى أن انتهى الأمر به إلى الابتعاد على أعقاب حادثة (كالون) الشهيرة في العام (2007).. ومن ذلك العام تحديداً بدأت مشكلات العميد تزيد وتظهر على السطح وأحواله الفنية والإدارية والمالية تأخذ بالانحدار بشكل ملحوظ ومخيف.. وكل رئيس من ذلك العهد حتى هذا اليوم لا يستطيع البقاء أكثر من عام واحد في الرئاسة ولا يقوى على مواجهة ومجابهة الكثير من العواصف والملمات التي بدأت تهز كيان النادي العريق وتنذر بسقوطه.. إلى أن جاء عهد (الفايز) والذي تزامن مع ظهور بعض الأمور الخطيرة على السطح والتي تتعلق بالفساد المالي في النادي وتورطت الإدارة على أثرها في دفع مستحقات لاعبيها وشكاها لاعبوها المحليون والأجانب في الداخل والخارج لعدم تسلمهم حقوقهم!.. وتطور الحال أكثر واستفحلت المشكلات حتى وصلت إلى الاعتداء على رئيس النادي في الملعب.. وقرر حينها الفايز الانسحاب حفاظاً على نفسه ولترك المجال لمن عنده المقدرة على تسيير أمور النادي ومحاولة إنقاذه من الغرق وهنا تم تكليف عادل جمجوم لرئاسة العميد وبعد مدة عقدت الجمعية العمومية لانتخاب رئيس جديد يتولى رئاسة العميد فاز بها إبراهيم البلوي شقيق منصور البلوي وأصبح جمجوم نائباً له.. ولكنه تعرض هو الآخر للاعتداء وفي داخل النادي هذه المرة والذي يعتبر أحد المقرات الحكومية.
في ظل كل هذه الأحداث كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تستشرف المشهد وتأمل أن يحل الاتحاديون مشكلاتهم بأنفسهم وبرجالاتهم دون تدخلات ووصايات من أحد.. لكن الأمور كانت تزيد سوءاً على سوء ولزم التدخل السريع ومحاولة معالجة الموقف.. حينها شكلت الرئاسة لجنة عنيت بإحصاء وتقصي كل ما يدور في النادي من مشكلات إدارية ومالية، وخلصت الرئاسة في النهاية لحل مجلس إدارة النادي كاملاً باستثناء رئيس النادي.. من كان يصدق أن بطل آسيا وعميد الأندية السعودية وخير من مثل القارة الصفراء والعرب في كأس العالم للأندية يحدث فيه كل هذا؟!.. وهل حل المجلس والإبقاء على رئيس النادي هو بناء أم هدم؟.. وهل توصلت رئاسة رعاية الشباب إلى جذر المشكلة أم أن الحلول كلها عبارة عن تضميد وتطهير الجروج السطحية فقط؟.. هذا هو السؤال الأهم الذي يعنينا الإجابة عليه.
وكل من يريد الإجابة على هذا السؤال ما عليه فقط إلا أن يذهب إلى سر تدهور وغرق العميد في بحر كل هذه المشكلات بعد العام (2007) تحديداً ليصل إلى جذر المشكلة.