باتت الخطوات الكبيرة وبنهج احترافي تلك التي يخطوها الأمير سلطان بن محمد مؤسس دورة عز الخيل موسما تلو الآخر عبر هذه البطولة الجماهيرية في محاربة آفة المنشطات المحظورة وغير المحظورة (المسكنات!!) دليل وفكر ودروس مستفادة لمن أراد أن يتعلم في كيفية توأمة النجاح لهذا الأمير والفارس ورجل الأعمال الناجح.
ولا شك أن مهرجان عز الخيل الذي يعد أكبر تظاهرة فروسية لسباقات السرعة في المنطقة الخليجية علق الجرس بخصوص أضرار المنشطات لهذه الرياضة العريقة التي لن يستقيم حالها وتتطور دون أن تتخلص من تلك السموم.
ولعل توجيهه وفقه الله في هذا الموسم وعبر التصفيات التمهيدية بتحويل فحص التحاليل إلى أحد أفضل المختبرات العالمية (مختبر فرنسا) تعتبر خطوة استباقية ورائدة تعطي الدلالة الواضحة على مصداقية هذه البطولة وإظهارها بالمظهر اللائق بها ويدل على ما يمتلكه الأمير سلطان بن محمد من فكر احترافي كبير طالما خدم سباقات الوطن كعرّاب للإنتاج السعودي سواء بفكرته الرائدة «ختم الإنتاج» وما تلاها من دعم متواصل حتى اليوم وما كرنفال دورة عز الخيل إلا ثمرة من أحد ثمار سموه الكريم.
خطر المنشطات لرياضتنا له جوانب عدة تمثل فيما يلي:
أولاً: كثرة الإصابات في خيول سباقات السرعة التي تتعاطى هذه العقاقير فالحصان الذي يستخدم مسكن (كالبيوت) ومشتقات (دكسا) تجد ذلك المخلوق الجميل يركض وهو لا يشعر بالألم الأمر الذي يسبب له الإصابة ومضاعفتها لديه.
ثانياً: مضاعفات وأضرار هذه العقاقير بخصوص مادة (اللازكس) على الجواد يسبب مشاكل صحية كما انخفاض ضغط الدم وأمراض الكلى والجفاف وهنا تكون للجناية على الحصان المكرم في ديننا الحنيف الذي أقسم الله به والله لا يقسم إلا بعظيم كريم.
ثالثاً: كل ما كان الحصان بعيدا عن هذه المنشطات كل ما كان مكوثه وتعميره بالسباقات أطول ويعطيه سنوات من العطاء.
رابعاً: عدم معرفة مستوى الحصان الحقيقي لان استخدام تلك السموم يعطي مستوى غير حقيقي! وهنا تكمن المشكلة كونه يصعب في هذه الحالة أيضاً على جانب الإنتاج (تفحيلة) متى كان يستخدم (مادة البيوت واللازكس).
خامساً: تأثير تلك المنشطات بخصوص مستوى أفراس الإنتاج والتي تسبب (العقم) للأفراس وعندما تمرل تلك الفرس ويراد منها الإنتاج الطيب تكون النتائج عكسية في إنتاجها وبما انه ليس مستواها الحقيقي!!
سادساً: استخدام تلك العقاقير لا تمكننا من معرفة المدرب الحقيقي من المدرب المزيف سيما وان هناك قلة من المدربين يعتمد اعتماداً كلياً على العقاقير (نحن نريد مدرب دبره!! لا مدرب ابره!!
سابعاً: من خلال استخدام بعض تلك المنشطات في سباقتنا يسمح لشاكلة من الناس في التسويق لمواد محرمة دوليا لها أضرار لا تعد ولا تحصى على صحة الجواد السعودي!
ثامناً: ان استخدام (البيوت واللازكس) احد أبرز الأسباب التي منعت أبطال في الميدان السعودي من المشاركة في أمسية كأس دبي العالمي وخصوصا أبطال كأس المؤسس تواجد للانتاج السعودي في المحافل الدولية!
والدليل على منع تلك المواد نجاح سباقات الخيول في أوروبا وخاصة بريطانيا وقوة الخيول البريطانية في المحافل الدولية كونها تمنع تلك المنشطات ومنها (البيوت واللازكس).
تاسعاً: وتلك هي المعاناة في ان استخدام تلك المنشطات في سباقاتنا يحرم الملاك الذين يشترون بأثمان غالية وفي المقابل من يشتري بأثمان رخيصة حصان ضعيف المستوى بمبلغ رخيص ويدعمه استخدام البيع والشراء غير ان دورة عز الخيل الغت تلك الميزة السلبية وبات الحصان النظيف أحد مكتسبات الدورة حصان سواء من التصفيات أو النهائي.
أخيراً نتمنى للجميع التوفيق في هذا الكرنفال الكبير الذي بات اليوم منارة لأهل الخيل منتجين وملاك ومدربين في مملكتنا الغالية وعلينا جميعا مساندة الأمير سلطان بن محمد ولجنته القريبة دائما من أهل الخيل في مشروعهم الرائد ومحاربة المنشطات لكي نرقى وترتقي صناعة الإنتاج وكما يصبو إليه رمز الإنتاج السعودي ومؤسس دورة الوطن طوال 19 عاماً والتي ظلت ولازلت هي الوقود الحقيقي لميادين المملكة بما اصبغه عليها من دعم سخي مادي ودعم معنوي مشاهد وراقي!