اختتم المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي والذي عقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «حفظه الله» ودشنه معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري أعماله أمس في مدينة الرياض بعدما شارك في فعالياته أكثر من 440 جامعة محلية وعالمية ومؤسسات علمية من مختلف دول العالم.
وضمت قائمة المشاركين نخبة من الخبراء المحليين والعالميين من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، وساهم المؤتمر في تسليط الضوء على أفضل الممارسات والابتكارات في مجال التعليم العالي، والتي من شأنها النهوض بمسيرة التعليم العالي في المملكة والاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال، بالإضافة إلى 9 ورش عمل متخصصة وأكثر 75 ورشة عمل عامة، ساهمت في نقل المعارف الأساسية للمشاركين، كما شهدت الورش زخماً وحضوراً كبيراً فاق جميع التوقعات.
وشهد المؤتمر توقيع مجموعة من الاتفاقيات في مجال التعاون العلمي بين الجامعات السعودية وعدد من الجامعات العالمية الكبيرة في خطوة تعكس سعي الجامعات الوطنية «الحثيث» لمواكبة نظيراتها العالمية واكتساب الخبرة، وتعزيز أواصر التعاون بينها وبين الجامعات العريقة للاستفادة من الخبرات، في مجال البحث العلمي وتقديم الخدمات للطلاب والطالبات السعوديون الراغبين في استكمال تحصيلهم العلمي في الجامعات العالمية.
وساهم المؤتمر في تسليط الضوء على النجاحات الكبيرة للتعليم العالي السعودي والإنجازات التي حققها خلال السنوات الماضية، فضلاً عن استمرارية سعي حكومة خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله» الدائم وضمن إستراتيجيات مدروسة إلى الاستثمار وبأعلى المستويات في مجال التعليم العالم وتوجيه الطلاب والطالبات نحو التخصصات المتعددة في التعليم العالي، لتحقيق التنمية والتنافسية العالمية في المجالات كافة.
وما يحسب لوزارة التعليم العالي والقائمين على المعرض والمؤتمر أنه استطاع أن يحقق الأهداف المنشودة من انعقاده، حيث حصد مجموعة من الثمار من أهمها: تعزيز التعاون بين الجامعات السعودية ونظيراتها العالمية, وتحقيق الشراكة العلمية فيما بينهم، حيث جاء مكملاً لسلسلة النجاحات التي حققها في الدورات الماضية، في ظل استقطابه لأفضل الجامعات المتميزة في قائمة التصنيف العالمي، إلى جانب عدد من مؤسسات التعليم العالي العالمية والمنظمات الدولية ذات العلاقة، في خطوة تؤكد تميزه وتجاوب الجامعات العالمية مع دعوة وزارة التعليم العالي، وذلك عطفاً على ما يحظى به المعرض من سمعة واسعة على المستوى الدولي.
واستطاع المؤتمر أيضاً أن يقدم الصورة الحقيقية للنهضة الكبيرة في قطاع التعليم العالي والتي تشهدها المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، وسمو النائب الثاني، وعرّف القيادات والمسئولين في أبرز الجامعات العالمية والمتخصصين والخبراء في التعليم العالي على الإمكانات العلمية والعملية التي تتمتع بها الجامعات السعودية.
وأخيراً وليس آخراً فإن انعقاد المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في المملكة العربية السعودية يأتي تأكيداً على الريادة العلمية والعالمية والنقلة النوعية للتعليم العالي في المملكة، حيث ساهم في نشر الوعي المتكامل بقضايا التعليم العالي ومؤسساته على مستوى العالم، ونتج عنه فتح قنوات التواصل الفاعل بين الجهات التعليمية في المملكة ومؤسسات التعليم العالي في العالم، وحجم الحضور والمشاركة يعتبر إنجاز بحد ذاته، إذ شارك فيه أكثر من 436 جامعة عالمية تمثل 37 دولة إلى جانب 51 جامعة ومؤسسة تعليمية سعودية، وشهد توقيع العديد من الاتفاقيات بين الجامعات السعودية والجامعات العالمية.
وأخيراً فإن ما قدمه المؤتمر للمجتمع «العلمي» السعودي، والحصاد «الثري» الذي نتج عنه، سيكون له الأثر الكبير في مواكبة العصر الجديد وتنمية وتطوير التعليم العالي في المملكة، وتحويل المجتمع، من مجتمع مستهلك للمعرفة إلى منتج لها، كون التعليم العالي يمثل أحد أهم دعائم التطور ويحقق التنمية الاقتصادية الشاملة.