لم يسفر الاتفاق الأولي الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا وأوكرانيا عصر أمس الخميس في جنيف إلى تخفيف حدة التوتر في جنوب وشرق أوكرانيا. واعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما انه لا يمكن الوثوق بأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف حول أوكرانيا سيؤدي إلى خروج البلاد من أزمتها. وأضاف في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض أنه تم وضع إجراءات إضافية مع الأوروبيين يمكن فرضها على موسكو في حال تأزم الوضع في أوكرانيا.
جاءت تصريحات أوباما تعليقا على نتائج اجتماع جنيف حول أوكرانيا، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختامه إن المشاركين في الاجتماع الرباعي حول أوكرانيا أصدروا بياناً يدعون إلى اتخاذ خطوات أولية باتجاه نزع فتيل التوتر وضمان الأمن لجميع مواطني أوكرانيا. وجاء الاجتماع والاتفاق تزامناً مع تمسك الانفصاليين بمواقفهم في أوكرانيا أمس على الرغم من اتفاق جنيف المفاجئ القاضي بإلقاء أسلحتهم واخلاء المباني التي يحتلونها منذ عشرة أيام متحدين حكومة كييف الموالية لأوروبا. ويسيطر (الرجال الخضر) المسلحون الغامضو الهوية الذين تقول كييف انهم عسكريون روس في حين تقول روسيا انهم (مجموعات دفاع ذاتي محلية) على بلدية سلافيانسك التي احتلوها منذ ستة أيام. وفي تلك المنطقة تحديداً كبدوا الأربعاء عشية مباحثات جنيف القوات المسلحة الأوكرانية هزيمة مهينة باستيلائهم على قافلة دبابات أرسلتها الحكومة الأوكرانية لاستعادة السيطرة على الوضع قبل إعادة بقية الجنود إلى ثكناتهم.
وفي (جمهورية دونيتسك) أعلن أحد مسؤولي الانفصاليين أمس الخميس انهم لا يعتبرون أنفسهم ملزمين بالاتفاق المبرم أمس الخميس في جنيف الذي لم (يتم التوقيع عليه باسمهم) ويصرون على نيتهم تنظيم استفتاء حول حكم ذاتي. وصرح دنيس بوشيلين أحد (وزراء) حكومة هذه (الجمهورية) المعلنة من طرف واحد للصحافيين في دونيتسك أن الانفصاليين يوافقون على إخلاء المباني التي يحتلونها كما ينص الاتفاق، لكن على السلطات الأوكرانية الموالية لأوروبا (أولا أن تغادر المباني التي تحتلها بشكل غير شرعي منذ الانقلاب الذي قامت به) . واضاف أن تطبيق الاتفاق لا يمكن أن يتم (إلا بعد إصلاح دستوري) مضيفاً أن الانفصاليين يطلبون إدراج (نظام فدرالي) في الدستور الأوكراني، وهو ما ترفضه الحكومة التي ترى في ذلك إفساحا في المجال أمام تفكيك البلاد وتقترح (لامركزية) .
ويرفض الانفصاليون على غرار موسكو الاعتراف بالحكومة الانتقالية التي تشكلت في فبراير بعد التظاهرات الدامية التي أطاحت بالرئيس الموالي للروس فيكتور يانوكوفيتش الذي كانت دونيتسك معقله. ولا يعتبر الانفصاليون أنفسهم ملزمين بالاتفاق لان وزير الخارجية الروسي سيرغي (لافروف وقعه باسم روسيا ولم يوقعه باسمهم) . بدورها أفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف بأن الوزارة ستقدم مساعدة غير عسكرية إضافية للقوات المسلحة الأوكرانية تقدر بـ 3.5 مليون دولار. وأضافت أن واشنطن سترسل بأسرع وقت ممكن الأدوية والمعدات للعسكريين بما فيها خوذات وأجهزة لتنقية المياه. كما قالت إن وزارة الدفاع الأمريكية ستخصص مبلغ 3 ملايين دولار إضافية لدعم حرس الحدود الأوكراني.