سعادة الأستاذ محمد بن صالح العبدي المحترم
مدير التحرير للشؤون الرياضية.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...,
إشارة إلى ما نشر في صحيفتكم الغراء يوم الجمعة الماضية الموافق 11-6-1435هـ، بالعدد رقم (15170) تحت عنوان (الهلال والريادة الثقافية) للأخ خالد الدوس معد صفحة أوراق من تاريخنا الرياضي الذي تناول من زاوية تاريخية موضوع.. اهتمام نادي الهلال في بداياته التأسيسية بالنشاط الثقافي, وبعض رجالات النادي الذين عملوا في تلك اللجنة الحيوية, وأسهموا في بنائها داخل مقره المتواضع، وتحديداً في النصف الأول من عقد الثمانينيات الهجرية.. منهم كاتب السطور, والأستاذ يوسف الكويليت والمجحد, والأستاذ محمد رمضان -شفاه الله- وتعليقاً على ما ذكر -مع يقيني أن هناك بعض الأسماء الريادية سقطت سهواً في سياق طرح الموضوع المشار إليه- وددت هنا ذكر بعض الأسماء الوفية التي خدمت نادي الهلال عبر بوابة نشاطه الثقافي ولم يتم الإشارة إليها.. ومنهم الأستاذ راشد الحمدان -رحمه الله- والأستاذ والصديق العزيز عبد الرحمن السماري ثم الدكتور أمين ساعاتي وهذه الأسماء خدمت البيت الهلالي من خلال الارتقاء برسالة النادي الثقافية وتفعيل نشاطها لخدمة المجتمع من خلال النشرات التنويرية والمعلومات الثرية وإقامة الندوات والمحاضرات الثقافية، بالإضافة إلى إعداد النشرات المنوعة والمنظمة التي كان يكتب فيها أصحاب الفكر المتزن ورجال الثقافة ومنهم الأستاذ صالح العجروش, والأستاذ عبدالرحمن الحمدان, والأستاذ فهد بن حيزان (سكرتير النادي آنذاك) الذي ندبه مؤسس الهلال لترأس فريق نجمة الرياض بعد تسجيله رسمياً, قبل أن يدمج مع الشباب عام 1388هـ, وغيرهم من رجال الفكر والعلم رغم محدودية الإمكانات وتواضع الأدوات المهنية فكان الإعلاميون يتواجدون في مقر النادي البسيط، تفاعلاً مع الاهتمامات الثقافية والتنويرية.. غير أن وجود رجل بحجم وقامة وفكر رائد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى، ومؤسس الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- أعطى العمل داخل البيت الأزرق بشموله «الرياضي والاجتماعي والثقافي» دعماً كبيراً واهتماماً بالغاً وعناية فائقة كانت كفيلة بإثراء النشاط الثقافي وحتى الاجتماعي في تلك الأيام الخوالي.. حيث أعطى هذا الاهتمام الكبير نادي الهلال خاصية الريادة والزعامة كأول ناد بالمنطقة الوسطى يفعل نشاطه الثقافي قبل ما نيف على نصف قرن من الزمن, وقد تشرفت بالعمل مع مؤسس الهلال أبو مساعد -غفر الله له- في أوائل الثمانينيات الهجرية. وكلفت بالعمل في النشاطلثقافي مع بعض رجالات النادي الأوفياء, وكنا نقضي ساعات طوال داخل أروقة النادي في الظهيرة.. والشيخ ابن سعيد كشخصية رياضية اجتماعية كان يتمتع بخصائص إدارية وسمات قيادية تتكئ على قيم أخلاقية رفيعة، ووعي رياضي، وعمق إنساني.
ولم يكن مهتماً فقط بالشأن الرياضي الذي حقق الهلال في عهد إدارته وفي أول موسم يصنف فيه رسمياً عام 80-1381هـ بطولة كأس الملك وعمره التأسيسي لم يتجاوز أربعة أعوام..! بعد فوزه على الوحدة في ملعب الصائغ بالرياض بهاتريك مهاجمه الراحل رجب خميس -رحمه الله- بل كان مهتماً أيضا بالنشاط الثقافي وحرصه على تجسيد رسالة النادي الثقافية تجاه المجتمع، بالإضافة للنشاط الاجتماعي الذي كشف شخصية -الرمز الراحل- الحقيقية, وحسّه الإنساني ومشاعره الأبوية، فقد كان النادي يشهد في تلك الحقبة تنظيم زيارات اجتماعية متنوعة وإقامة رحلات برية للاعبين تعمق روح التواصل الاجتماعي، وقيم المودة وتنمية العلاقات الإنسانية بين إدارات ولاعبي الأندية الأخرى فقد كان مؤسس الهلال -رحمه الله- يقدم مساعدات للأندية بالمنطقة الوسطى ويقف معها وقت الأزمات والمحن.. وأتذكر عندما عاد من مصر في أوائل الثمانينيات الهجرية أحضر أطقم وملابس ووزعها على بعض الأندية ولاعبيها, وتكفل بدفع قيمة إيجار بعض هذه الأندية ومنها النادي المنافس (النصر) ولم يكن الرمز الراحل متعصباً أو صاحب فكر متشدد.. بل كان ينظر للأندية بمنظار واحد هدفه خدمة الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى التي نهضت على أكتافه رغم المضايقات الثقافية، والمعوقات الاجتماعية التي واجهت أبو مساعد في تلك الحقبة البنائية من مجتمع كان يرفض الرياضة.. غير أنه بحكمته وحنكته نجح في إقامة مشروعه بقيام الحركة الرياضية العاصمية, ومن منطلق مسئوليته الاجتماعية ورسالته السامية قدم -يرحمه الله- مساعدات مالية لبعض اللاعبين ليس فقط لاعبي الهلال بل بعض لاعبي الأندية الأخرى المعسرين في تلك الفترة.. وأتذكر جيداً عندما استقطب لاعب الوحدة سليمان مطر (الكبش), واللاعب سالم إسماعيل -شفاه الله- خصص لهما راتباً شهرياً تقديراً لظروفهما الأسرية.. هكذا كان الرمز العصامي عبدالرحمن بن سعيد -غفر الله له- رجلاً شمولياً في اهتماماته الرياضية والثقافية والاجتماعية والإنسانية.. وأخيراً أتمنى من الهلاليين الأوفياء تكريم (مؤسس النادي) تقديراً لإسهاماته الكبيرة وتضحياته الجسيمة وعطاءاته الخالدة، وأدواره البارزة التي ما زالت محفورة في ذاكرة التاريخ الرياضي بالمملكة بكل فخر واعتزاز.
هذا ما وددت إيضاحه عندما فتح محرركم مشكوراً نافذة الذكريات الثقافية والرياضية في البيت الهلالي. وختاماً تقبلوا خالص الشكر والامتنان.