كثير من النقاشات والحوارات بين الناس قد تؤدي للخلاف والاختلاف والسبب في ذلك عدم الإلمام بأهداف الحوار وجعله بناء لنصل إلى ما نريد دون تشعب الآراء وكثرة المهاترات، ومن الأسباب عدم فهم الموضوع من أحد الأطراف.
مما يجعل الحوار لدى المتحاورين عقيما وبدون فائدة، ومن الأسباب المهمة لهذه الخلافات كذلك التصنيف المقيت.
وهو تصنيف الناس وأخذ فكرة عنهم قبل محاورتهم وخاصة بعض الأحزاب وبعض الفئات التي يختلف معها المتحاور، لذا يكون التحاور بناء على الفكرة السابقة عن الشخص الذي نريد محاورته أو الفئة أو الحزب نحن من صنفنا أنفسنا ومجتمعنا وقسمناه إلى أصناف يعيب بعضها على بعض، وانطبق علينا ما قاله سورن كير كقارد حيث قال (إذا صنفتني نفيتني) متى نتجاوز هذه التصنيفات في بلدنا؟ قد صنفنا بها حتى منهم خارج حدودنا وحتى داخل معاقل العلم تجد تصنيف جامي وسروري وغيرهما من الأصناف.
وقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بالاستمرار على نهج الحوار الوطني، وعلى كل ما من شأنه أن يوحد المجتمع والرؤى، والابتعاد عن التصنيفات المذهبية والفكرية والمناطقية، وعن استخدام لغة التصنيف والإقصاء، التي لا تليق بمجتمع نشأ على تعاليم وقيم الإسلام السمحة.
وقال إنني أرى أنه لا يتناسب مع قواعد الشريعة السمحة ولا مع متطلبات الوحدة الوطنية أن يقوم البعض بجهل أو بسوء نية بتقسيم المواطنين إلى تصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان.
. فهذا علماني.. وهذا ليبرالي.. وهذا منافق.. وهذا إسلامي متطرف.
. وغيرها من التسميات... لذا لن تنجح حواراتنا إن لم نبتعد عن التصنيف الممقوت، هذا ما أردت توضيحه والله من وراء القصد.