قد تندهش حين تكتشف أن أعظم مهارة يمكنك احترافها من بين مهارات التواصل لا تمت بصلة للكلام.. إن أعظم مهارة يمكنك احترافها من بين مهارات التواصل هي الاستماع.
حين تتعلّم كيف تصبح مستمعاً حقيقياً يمكنك أن تنشئ علاقات أكثر عمقاً ومعنى فحين تركز اهتمامك على الاستماع من أجل الفهم بدلاً من الاستماع من أجل الرد فإنك تتعلّم أكثر وتتواصل على نحو أفضل وتصل بك المحادثة إلى مستويات أعمق.
إن الفائزين في هذه الحياة يتعلمون مهارة الاستماع ويعملون باستمرار على احتراف هذه المهارة أما الخاسرون فإنهم لا يستطيعون إبقاء أفواههم مغلقة فهم يثرثرون ويثرثرون غير مبالين بمقدار مقاطعتهم الآخرين. ركز اهتمامك خلال محادثتك التالية: كم مرة شعرت بأنك كنت بحاجة إلى مقاطعة حديث الآخرين؟ هل تقاطع الآخرين أكثر مما تستمع إليهم بحق؟
إذا فكرت لبرهة فستجد أنك عندما تتحدث مع شخص ما تعجب به بحق - شخص ما تحترمه بحق - فإنك تميل إلى الاستماع أكثر مما تتحدث والدرس الذي عليك أن تتعلّمه من هذا ليس أنه ينبغي عليك عدم مقاطعة الأشخاص الذين تحترمهم - فالفائزون يحترمون الجميع - ولكن الدرس هو أنك حين تقاطع الشخص الذي تتحدث معه فإنك تنقل له شعوراً بعدم احترامك إياه.
إنك حين تصبح مستمعاً حقيقياً ستصبح عظيماً محبوباً وإليك هذا التحدي لتطور مهارتك في الاستماع: خلال العشرة الأيام المقبلة التزم بأن تصبح مستمعاً في كل محادثة تشترك فيها، قاوم النزعة للمقاطعة أو حتى التحدث فقط استمع بكل قلبك، سوف تجد أن هذا التحدي سوف يساعدك على تحدي عدم الشكوى - فعلى أية حال حين تقلل من حديثك ستقل شكواك وهكذا لمدة 10 أيام لا تشك وواظب على أن تكون مستمعاً حقيقياً وهذا التحدي البسيط سوف يضعك بعون الله على طريق الارتياح والنجاح.