الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
تعاني المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات التي يفوق تعدادها ثلاثمائة مكتب منتشرة في أنحاء المملكة تعاني من نقص الموارد الماليَّة، حيث إنه لا يوجد لديها ميزانية ثابتة تقدم لها، وتعتمد في توفير مصروفاتها على التبرعات والصدقات والهبات.
ولا شكَّ أن المال هو عصب الحياة في أنشطة المكاتب الدعوية والتوعوية.
«الجزيرة» ناقشت القضية مع أصحاب الفضيلة المشايخ مديري ورؤساء المكاتب ليقدّموا رؤيتهم حيال توفير دعم ثابت للمكاتب التعاونية. وكيف يمكن للأوقاف أن تسهم في هذا المجال.
تفريغ العاملين
بداية يَرَى مدير المكتب بتنومة بمنطقة الباحة عبد الله بن سالم الشهري أن تقدم وزارة الشؤون الإسلاميَّة والأوقاف والدعوة والإرشاد إعانة سنوية لا تقل عن نصف ميزانية كل مكتب، وأن تنشئ الوزارة أوقافًا تنفق من خلالها على المكاتب التعاونية، وأن تسعى الوزارة لتفريغ بعض العاملين في المكاتب التعاونية من أعمالهم الحكوميَّة وإعارتهم للتفرغ للعمل الدعوي، وأن تخاطب وزارة الشؤون الإسلاميَّة وزارة الشؤون البلدية لتخصيص أرض مناسبة داخل البلد للمكاتب التعاونية، وتبني الوزارة دعم أوقاف المكاتب والمساهمة في إنشائها.
كما يمكن للأوقاف أن تسهم في هذا المجال بإعطاء المكاتب التعاونية جزءًا من الأراضي الوقفيّة لاستثمارها ويكون ريعها للمكاتب التعاونية.
إنشاء أوقاف
ويشير مدير المكتب بالمظيلف بمنطقة مكة المكرمة مهدي عبد الله الزبيدي إلى أنّه يمكن إنشاء أوقاف يعود ريعها لصالح أنشطة وبـرامج المكتب، وأن تخصص وزارة الشؤون الإسلاميَّة والأوقاف والـدعوة والإرشاد وظائف للمكاتب، وأن تمنح الإدارة بعض أراضيها للمكاتب التعاونية.
أرض لكل مكتب
أما مدير المكتب ببلسمر بمنطقة عسير سعيد بن محمد فهران فيطالب بوجود أرض خاصة لكل مكتب بموقع جيد، وتسهم الأوقاف بمخاطبة البلديات.
عمائر ومبانٍ
ويقترح نائب رئيس المكتب بتيماء بمنطقة تبوك فارس بن بندر الشمري لتوفير دعم ثابت لصالح الدعوة إلى الله إيجاد عمائر ومبانٍ للإيجار مثلاً يرجع ريعه للمكتب، ومنح الأراضي الفارغة التابعة للأوقاف لاستثمارها، ويمكن للأوقاف المساهمة في المصاريف كالتالي مثلاً: كفالة الدعاة والموظفين، وكفالة برنامج أو نشاط كامل، والمساهمة في المجالات الاستثمارية للمكتب، وتفريغ بعض المنتسبين إليه لصالح المكتب.
استقطاعات وقفية
وينادي مدير المكتب بحبونا بمنطقة نجران حسين صالح لسلوم بإنشاء وقف خاص بالمكتب، ومن خلال الاستقطاعات والأوقاف الخيريَّة الخاصَّة بالمكاتب هي الداعم الثابت للجهات الخيرية.
مخاطبة أهل الخير
أما مدير المكتب برياض الخبراء بمنطقة القصيم فيصل بن ذياب الحربي فيقترح أن تسهم الأوقاف في إعزاز الأوقاف الخيريَّة بمخاطبة أهل الخير والبذل والعطاء مع مساندة الأوقاف لهذا الدعم يتم الصرح بشكل أوسع.
المورد المالي
ويؤكد مدير المكتب بسلطانة بمنطقة الرياض عبد الله بن ناصر الصالح أن المكاتب تعاني في المرتبة الأولى من نقص في الموارد الماليَّة وتعتمد بعد الله تعالى في توفير مصروفاتها على التبرعات والهبات وللأسف فإنَّ البعض يستمر على هذا النهج وهو الاعتماد على التبرعات معتقدًا أن هذا الأمر سيستمر دائمًا وغفل عن تطوير هذا الدعم لإنشاء مورد دائم ولكي تكون لهذا الدعم صفة الديمومة بإذن الله فلا بُدَّ من تطويره وتنميته واستثماره في أوقاف يكون صرف ريعها في أمور المكتب ولا شكَّ أن الأوقاف هي المورد المالي الأمثل والثابت لبقاء أيّ عمل دعوي أو خيري بعد توفيق الله ومتى توفر المورد المالي الثابت للعمل الدعوي الذي هو الشغل الشاغل لمنسوبي المكاتب جعلهم في فسحة من الأمر في التفكير والتخطيط والتطوير لأعمالهم وأنشطتهم الدعوية وبذلك يكون التفرغ لتحقيق طموحات أعلى بإذن الله تعالى.
ريع ثابت
ويقول مساعد المدير التنفيذي بمكتب ظهران الجنوب بمنطقة عسير خالد بن علي القحطاني: إنه ينبغي شراء وقف للمكتب يكون ريعه ثابتًا بحيث يستغني المكتب بموارده المالية، وكفالة الدعاة والعاملين بالمكتب، وتأهيل الدعاة والعاملين بالمكتب بالدورات التدريبية، ومشروعات الاستدامة الماليَّة من خلال قرض ميسر للمكتب للاستثمار في مشروع تجاري يعود ريعه للمكتب.
الجانب المالي
ويؤكد مدير المكتب بالحناكية بمنطقة المدينة المنورة موسى بن سمير الحيسوني على أهمية تخصيص موارد ماليَّة من ريع الأوقاف وهو أمر من الأَهمِّيّة بمكان حيث إن جودة البرامج الدعوية واستمرارها تعتمد بشكل كبير على الجانب المالي.
وقف دعوي
أما مدير المكتب بضرية بمنطقة القصيم سليمان بن محمد السويلمي فيرى أن تخصص وزارة الشؤون الإسلاميَّة والأوقاف والدعوة والإرشاد جزءًا من ريع الأوقاف للمكاتب التعاونية بحيث تؤسس المكاتب وقفًا دعويًّا خاصًا بها يكون ريعه لتوفير مورد ثابت للمكاتب ينفق منه على الأعمال الدعوية.
دخل مالي
ويقول نائب المدير التنفيذي للمكتب بالصناعيَّة الجديدة بمنطقة الرياض ناصر بن عايش البقمي: إنّه لتوفير دعم ثابت لا بُدَّ من السعي لتوفير الأوقاف والاستقطاعات الشهرية والسنوية وتسهم الأوقاف في هذا المجال عن طريق توفير دخل مادي ثابت سنويًّا يؤمن دعم البرامج والمشروعات الدعوية القائمة عليها المكاتب الدعوية التي تخدم المسلم الجديد وغير المسلم لدعوته لدخول الدين العظيم وأيْضًا المسلمين أنفسهم.
أيقونات للتبرع
ويخاطب مدير المكتب بالحمراء والكورنيش بجدة بدر بن أحمد العليان رجال الأعمال بتخصيص إيرادات أوقافهم لصالح المكاتب التعاونية، وعمل أيقونات تبرع في أجهزة الصراف الآلي للبنوك للتبرع للمكاتب، وتفعيل مشروع الاستقطاع الشهري للموظفين بالشركات الكبرى، وجود مبنى وقفي ملك لكل مكتب تعاوني يغطي مصاريفه التشغيلية.
تطبيق التوصيات
ويقدم المدير التنفيذي لمكتب محافظة بدر بالمدينة المنورة بندر بن حامد الصبحي اقتراحًا أن تتبنى وزارة الشؤون الإسلاميَّة والأوقاف والدعوة والإرشاد أوقافًا يعود ريعها على المكاتب وهذا كان من ضمن الاقتراحات التي تكررت كثيرًا واتفق الجميع عليها خلال لقاءات المكاتب التعاونية في المملكة، وقد كتبت توصيات نصت في بنودها على هذا الاقتراح في ختام لقاءات المكاتب التعاونية بحضور معالي الوزير ووكلاء الوزارة، ونقترح أيْضًا أن تطلب الوزارة دعمًا ولو تشغيليًا للمكاتب التعاونية التي تشرف عليها من وزارة المالية، وأن يَتمَّ توظيف مجموعة من العاملين في المكاتب التعاونية بوظائف رسمية ولو كانت على بند الأجور أو غيره.
دعم سنوي
ويناشد مدير المكتب بجبه بمنطقة حائل سالم بن خميس الثويني وزارة الشؤون الإسلاميَّة والأوقاف والدعوة والإرشاد بتخصص دعم سنوي ثابت للمكاتب أو تدعمها بأرقام للموظفين حتَّى يتفرغ المكتب لمهامه الدعوية وتوفير المبالغ لصالح الدعوة وحرص المكاتب على إنشاء أوقاف خاصة حتَّى يتوفر الدعم الثابت.
المعوق الدعوي
ويكشف مدير المكتب بمحافظة النعيرية بالمنطقة الشرقية زايد بن بلهان الشمري المعوق الأساسي للدعوة بأنّه قلّة الموارد الماليَّة حيث إن هذه الموارد غير ثابتة فهي تقوم على جمع التبرعات والهبات والصدقات وهو دخل قابل للنقص والزيادة وقد ينعدم بشكل شبه كلي في بعض الشهور وإن تخصيص مورد مالي ثابت للمكتب يجعل المكتب يقوم بأنشطته الدعوية والتخطيط لها مسبقًا على خلاف ما نحن عليه الآن حيث إننا نقوم بالتخطيط للبرنامج، ثمَّ ننتظر.. هل يوجد دعم يغطي لأنشطة البرنامج أم لا؟
مخصصات مالية
أما مدير المكتب ببلقرن بمنطقة عسير عثمان بن علي القرني فيؤكد على وضع مخصصات ماليَّة من ميزانية وزارة الشؤون الإسلاميَّة والأوقاف والدعوة والإرشاد للمكاتب التعاونية، وتخصيص أراضٍ من أراضي الأوقاف ومنح من قبل البلدية لتقام عليها المشروعات الوقفيّة للمكاتب، والسماح للمكاتب بالاستثمار بجزء من دخلها في مشروعات استثمارية وتجاريَّة، والاستقطاعات، وعقد ورش عمل مكثفة لدراسة هذا الأمر، كما أن تخصيص أراضٍ من أراضي الأوقاف لبناء أوقاف يعود ريعها على المكاتب سيكون رافدًا قويًّا لماليات المكاتب، وكذلك فإنَّ الاستغناء للجهات الخيريَّة عمومًا ومكاتب الدعوة خصوصًا سيخلق جوًّا من العطاء المستمر والمتميِّز لها.
أوامر استقطاع
ويطالب مدير المكتب بسكاكا بمنطقة الجوف د.حمدان بن محارب الوردي بتوفير دعم ثابت من خلال تبنّي الوزارة بدعم الأوقاف أو الرواتب للمكاتب التعاونية، وأن يكون من أولويات المكاتب الاهتمام بالأوقاف ولو على حساب البرامج، وتسهيل آلية أوامر الاستقطاع من مؤسسة النقد السعودي، وتوجيه رسائل شفوية أو تحريرية من مسؤولي الوزارة لرجال الأعمال والمجتمع بتبنّي برامج أو أوقاف المكاتب التعاونية. وتسهم الأوقاف في هذا المجال لأنّها من أكبر وأعظم الروافد للإسهام في برامج المكاتب التعاونية، وفي نظري أن أيّ مكتب مضى على إنشائه عدَّة سنوات ولم يكن له على أرض الواقع عمل يذكر مثل: تخصيص أرض أو جمع مبلغ للبدء في تنفيذ وقف لهذا المكتب فإنَّ ذلك دليل على عدم وجود رؤية وإستراتيجية واضحة للقائمين على هذا المكتب.
دعم وفق النشاط
ويؤكد مدير المكتب المكلف بشمال بريدة بمنطقة القصيم صالح بن عبد الله العيد أهمية إيجاد دعم ثابت من وزارة الشؤون الإسلاميَّة والأوقاف والدعوة والإرشاد يكون سنويًّا ويكون على حسب نشاط المكتب مثل الدعم من خادم الحرمين الشريفين قبل سنتين أما الأوقاف فلا شكَّ أن لها أثرًا في حياة المكاتب وتوجهت الوزارة في هذا الجانب بحيث تخصص أوقاف للمكاتب التعاونية في المملكة العربيَّة السعوديَّة ويصرف ريعها على المكاتب بمحاسبة قانونية معتمدة من الوزارة.
العجز في المصروفات
ويطالب المدير التنفيذي للمكتب بدومة الجندل بمنطقة الجوف عبد الله بن صايل القياض بدعم المكاتب التعاونية بالمصروفات اللازمة لعملها من (الرواتب للعاملين - مصاريف الأنشطة الدعوية الشهرية الثابتة - إيجارات البنايات التي تشغلها المكاتب التعاونية - مصاريف تجديد الإقامات والتأمينات الاجتماعيَّة) ويمكن للتبرعات والصدقات والهبات بعد ذلك أن توفي قيمة باقي مصروفات المكاتب التعاونية، وبناء الأوقاف الخاصَّة بالمكاتب التعاونية لتوفير دعم ثابت لها مثال ذلك (وقف الأجر الدائم) الذي يقوم المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمحافظة دومة الجندل ببنائه ويعجز عن إتمامه للضعف الشديد في الموارد الماليَّة ولأن التبرعات بالكاد تكفي لبعض مصاريف تشغيل المكتب.
مصاريف المكتب
ويـدعو مـدير المكتب بمحافظة خيبر بمنطقة المدينة المنورة محمد بن راشد الرشيدي إلى إيجاد أوقاف تكفل مصاريف المكتب.
دعم مماثل
ويـقول مدير المكتب بمحافظة الحوية بمنطقة مكة المكرمة فهد بن عائض القثامي: إنّه يمكن للأوقاف أن تسهم في بناء الأوقاف الخاصَّة بالمكاتب والاعتماد عليها، وتقديم دعم سنوي من قبل وزارة الشؤون الإسلاميَّة على غرار ما تقوم به وزارة الشؤون الاجتماعيَّة في دعم الجمعيات التابعة لها.