الكاتب سعيد شهاب صدرت له -مؤخراً- رواية (الأيام لا تعود) وهي شيقة، غنية ومضخمة بعبق الماضي الجميل الذي استمد منه أهل الجزيرة العربية معالم شخصيتهم المعاصرة، تعرض الرواية للتحول التاريخي الذي طرأ على حياة بدو الجزيرة العربية بعد ظهور البترول، كيف تسللت أدوات الحضارة الحديثة فأنهت عزلتهم وغيرت نمط حياتهم، كيف صادرت البندقية دور السيف بعدما تغنى به العربي أجيالاً بعد أجيال واعتبره رمزاً للشجاعة والشرف، كيف حلت السيارات محل أصائل الخيل والإبل فلم يعد يسعى عليها، وكيف ساهم الراديو في تغيير قناعاتهم وتوسيع مداركهم وتفتيح أذهانهم على ما يدور في العالم من حولهم، وما كانت مفاهيمهم عن الدين والأخلاق والوطن والقبيلة؟ كيف تخلوا عن حياة الرعي والفروسية التي توارثوها منذ الأزل فتوقفت أظعانهم عن الترحال وطووا بيوت الشعر فاستوطنوا المدن وامتهنوا المهن والتحقوا بالمدارس فأمسكوا بالقلم لأول مرة، تصف الرواية أحداثاً وقصصاً مترابطة عن الحب والحرب والجيرة والشرف تدور بين منازل القبيلة، تصور لحظات فرحهم حين تعزف قطرات المطر فوق بيوت الشعر وتتخلل أنوفهم رائحة الأرض الممطورة وترصد لقاءات العشاق عند الغدير وخفقات قلوبهم، تعيش ذكرياتهم عن ليالي القطين وحنينهم إلى الإبل حين تهب نسائم الخريف وتلتمع البروق لكن الأيام لا تعود!