متابعة - محمد المنيف / تصوير - فيصل العتيبي:
ليس غريبا أن يوصف قسم التربية الفنية بكلية التربية في بجامعة الملك سعود بمصنع المبدعين ومنتج التشكيليين، إذا عدنا إلى ما أصبح ظاهرة فنية في الساحة التشكيلية المحلية من الأعداد الكبيرة من التشكيليين والتشكيليات الذين ملأوا الساحة عطاء وإبداعا، خصوصا ممن واصلوا ممارستهم لهذا الفن اتكاء على ما تلقوه من خبرات في هذا القسم.
قبل أيام افتتح مدير عام جامعة الملك سعود الاستاذ الدكتور بدران العمر بحضور عميد كلية التربية الدكتور طارق الريس ورئيس قسم التربية الفنية د. فهد الشمري ومسؤولي وممثلي الجهات المشاركة وبحضور جمع غفير من منسوبي الجامعة من دكاترة وإداريين وطلبة ونخبة من التشكيليين وعشاق الفنون، وذلك في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بمعهد العاصمة النموذجي الذي يستقبل فيه زواره من متذوقي الفنون البصرية وعلى مدى أسبوعين، حددت فيه الزيارات المدرسية في الفترة الصباحية كما اشتمل على عدد من المحاضرات في الفترة المسائية.
حفل لائق وإشادات
بدأ الحفل بكلمة الترحيب تلاها تكريم الجهات المشاركة وتوزيع الدروع وشهادات الشكر، ثم قام الجميع بجولة على المعرض الذي غصت به صالة الأمير فيصل بن فهد وشملت الدورين الأرضي والأول ضمت مختلف الإبداعات التي أنتجتها تخصصات القسم. أشاد الاستاذ الدكتور بدران العمر مدير الجامعة بما شاهده من إبداعات تجاوزت مرحلة الدراسة واكتساب الخبرات إلى ما هو أعلى يمكن استشراف مستقبل المبدعين المتميز من خلال ما قدموه من أعمال تدل على امتلاكهم المواهب والقدرات، مثنيا على ما يقوم به القسم ممثلا في رئيسه وأعضاء هيئة التدريس من جهود أثمرت هذا المعرض المتميز.
من جانبه أشاد د. إبراهيم القريشي مدير عام معهد العاصمة النموذجي الذي يستضيف هذا المعرض ممثلا في صالة الأمير فيصل بن فهد التابعة للمعهد، بما شاهده من إبداعات طالبات وطلبة قسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود الذي اعتبره القريشي إضافة متميزة لصالة الأمير فيصل التي يعتز بها المعهد، وبما يقدم فيها من معارض يأتي معرض الجامعة أحدها، كما يسعد بالشراكة المجتمعية بين الجامعة والمعهد من خلال هذا المعرض أو من أي نشاط يخدم أبناء الوطن.
المعرض حمل عنوان «التربية الفنية وشراكة تنموية للفئات الخاصة» أضاف المعرض من خلال هذا العنوان جديدا من جانب الشراكة المجتمعية منحت الفرصة فيه لعدد من الجهات المعنية بالفئات الخاصة على النحو التالي:
جمعية المكفوفين الخيرية بالرياض، وزارة التربية والتعليم، التعليم الخاص، مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، جمعية سند لدعم الأطفال مرضى السرطان، جمعية الأطفال المعوقين، جمعية حركية لرعاية المعوقين..
المحاضرات المصاحبة للمعرض
هذا وقد تم إعداد - محاضرات تنوعت عناوينها التي تصب في الهدف من المعرض ومن الفنون والتربية توزعت على أيام المعرض العشرة التي تنتهي الأسبوع القادم جاءت على النحو التالي (مفهوم التربية الفنية وشراكة تنموية للفئات الخاصة ) قدمها د. فهد بن محمد الشمري رئيس القسم.
(الملف الصحفي للمعرض) وتضمن الملفات التعريفية لطلاب الدراسات العليا لعرض طبيعة أنشطة الجمعيات الأهلية التي ترعي ذوى الإعاقة على اختلاف توجهاتها تفعيلا للشراكة المجتمعية والبحثية.
افتتاح فترة السيدات
افتتحت فترة السيدات يوم الثلاثاء وتضمنت - محاضرة الافتتاحية حول»طبيعة الأنشطة التشكيلية الموجهة إلى ذوى الاحتياجات الخاصة» ألقتها الدكتورة وكيلة قسم التربية الفنية.. تلا ذلك ـ محاضرة بعنوان دور التربية الفنية في دعم الأفكار التشكيلية للأسر المنتجة تقدمها: د. مسعودة قربان تبع ذلك - محاضرة بعنوان»مفهوم الإعاقة بين القصور الجسدي والتنمية العقلية» يقدمها سعادة الدكتور إبراهيم العثمان رئيس قسم التربية الخاصة، كما تمت إقامة فعاليات أنشطة النادي الفني لدعم ورعاية المواهب التشكيلية لطلاب الجامعة، ثم لقاء مفتوح مع طلاب الدراسات العليا لمناقشة الخطط المستقبلية للمجالات البحثية للتربية الفنية المعاصرة وعلاقتها بخدمة ذوى الحاجات الخاصة. فمحاضرة بعنوان: «الجمعيات الأهلية داعم اجتماعي معنوي» يلقيها سعادة الدكتور إبراهيم أبو نيان أستاذ التربية الخاصة المشارك بجامعة الملك سعود.
ـ أنشطة وورش عمل مع أطفال جمعيات رعاية ذوى الإعاقة، محاضرة بعنوان: «أهمية جاذبية اللون في غذاء الأطفال» يقدمها د. حنان حسانين، أنشطة وورش عمل مع أطفال جمعيات رعاية ذوى الإعاقة بإشراف طلاب وطالبات قسم التربية الفنية ومشاركة طلاب وطالبات قسم التربية الخاصة، معرض مصغر لعرض إبداعات نتاج الأطفال المشاركين في الورش التشكيلية، تصميم حقيبة تشكيلية محمولة تمثل الأنشطة التشكيلية الموجه للأطفال من ذوى الإعاقة، كما سيتم إقامة حفل الختام تكريم فيه الأطفال المبدعين من ذوي الاحتياجات الخاصة.
نبذة عن طبيعة المعرض
تتشكل التربية الفنية المعاصرة من أربعة جوانب معرفية مهمة، ترتكز هذه الجوانب الأربعة على مجموعة من الأسس التي تتحدد من خلالها اتجاهات التربية الفنية في أي مجتمع وتشكل ملامحه الثقافية والتشكيلية ومن أهم هذه الأسس، علاقتها التفاعلية بالبيئة والمجتمع الذي يشكل التنمية المستدامة بمقتضاها. فإذا كانت غايات التربية هي اكتساب المعرفة والتكيف مع المجتمع وتنمية الذات، فإن عصر المعلومات قد أضاف بُعداً تربوياً رابعا وهو المدخل الوظيفي لعلاقة التعليم بالمجتمع، وقدمته التربية الفنية من خلال الجانب التطبيقي لعلاقتها المؤسسية، التي تؤكد على وجود مساندة وتكامل وظيفي، واعتماد متبادل بين نُظم المجتمع على اعتبار انه نسق اجتماعي مكون من مجموعة من الُنظم المتداخلة بغرض الحفاظ على الارتباط والوحدة المجتمعية في صورة تسهم بشكل واضح في بناء نظام اجتماعي وثقافي عام تتفاعل مؤسساته بطريقة تبادلية وتأثيرية بحيث تٌشكل «مٌخرجات» نظام «مٌدخلات نظام أخر.
ففي ظل متغيرات العصر الحديث وما يكتنفها من تحولات، تتسارع معها التطورات والتغيرات، لتُشًكل المحك الأكاديمي لابتكار مداخل معاصرة تٌحدد وتصف الأدوار التي يقوم بها الأفراد والمؤسسات في حياتنا بشكل عام، وفي فِعلَنا التربوي بقسم التربية الفنية على وجه الخصوص، تحدد التربية الفنية أهدافها المتعددة، التي تعمل على تنمية العقول والأحاسيس ودعم القيم المرتبطة بالذوق العام، إلى جانب المساهمة في تعديل سلوك أفراد المجتمع، ودعم السلوك الجمالي، داخل إطار الشراكة المجتمعية والتنموية، وصولا إلى تحقيق التخطيط التكاملي للمؤسسات التعليمية في طرح مفهوم شراكة تنموية لأفراد المجتمع بصفة عامة للفئات الخاصة بصفة أكثر تحديدا.