سبق وتحدثت في مقال سابق عن أهمية الإبتسامة الجميلة ودورها الحيوي كأداة ومفتاح تواصل اجتماعي مفيد ومهم جدا. فهي من أهم مفاتيح القبول لدى الطرف الآخر، و كذلك هي من أهم أدوات الثقة بالنفس لدى صاحبها، فهي جزء من المظهر العام للناس الذي يحرص الكثيرون على اكتسابه مما يساعد على النجاح المهني والاجتماعي، فلا يستطيع أحد أن ينكر بأن الله جميل يحب الجمال، وبالتالي حب الجمال هي فطرة الله التي فطر الناس عليها، ومن صفات أهل الجنة الجمال والمظهر الجميل.
أسباب الابتسامة السيئة
1- اللون البشع للأسنان سواء كان وراثيا أو مكتسبا، بسبب إصابات الأسنان، أو نوعية مياه الشرب، أو مرافقا لأحد الأمراض العامة، أو بسبب تقدم السن.
2- التموضع الشاذ للأسنان.. والمقصود هنا مثلا.. البروز، التراجع، الانفتالات، الازدحام أو الفراغات بين الأسنان.
3- فقدان بعض الأسنان إما بسبب الحوادث أو الأسباب الوراثية أو الإصابة وإهمال العلاج.
4- شكل الأسنان وحجمها، والمقصود هنا صغر حجم الأسنان، أو كبر حجمها أوأشكالها البشعة كأن تكون مستدقة الشكل أو غيرها من حالات الشذوذ في الشكل.
5- علاقة الأسنان مع اللثة، والمقصود إما تراجع اللثة بسبب المرض اللثوي، أو ظهور اللثة المبالغ فيه بشكل بشع عند الابتسام والذي نسميه الضحكة اللثوية.
6- علاقة الشفاه مع الأسنان، و مقدار ظهور الأسنان أثناء الابتسام.
الحلول العلاجية
كقاعدة عامة في الطب.. الحل يعتمد على السبب، و بالتالي إزالة الأسباب هو أحد أهم وسائل نجاح المعالجة، وهنا ببساطة نستنتج بأنه في كثير من الأحيان لن يكون هناك حل واحد سحري يوصلنا إلى الابتسامة المثالية، إنما قد نلجأ إلى تضافر مجموعة من الوسائل العلاجية.. مثل التقويم والجراحة و الوجوه الخزفية وتبييض الأسنان، حتى نصل الى هدفنا.
الوجوه التجميلية الخزفية
هنا سنتكلم بالتفصيل عن أحد الحلول العلاجية لبناء الإبتسامة الجميلة، والذي يمكن أن يكون في كثير من الأحيان كافيا وحده كحل مثالي للحصول على ابتسامة اللؤلؤ كما اعتاد شعراء العرب تسميتها، أو ابتسامة (هوليوود) كما هو شائع في عصرنا الحديث، وهي ابتسامة بيضاء ناصعة جميلة مرتصفة الأسنان بشكل أنيق تتمتع فيها الأسنان بأشكال تشريحية متناسبة مع شكل الوجه وجنس المريض وعمره.
أنواع الوجوه التجميلية الخزفية (القشور الخزفية)
هي قطع من الخزف، تلتصق على الوجه الأمامي للأسنان، لإعطاءها شكلا و لونا أجمل، وإخفاء بعض العيوب في الأسنان الأصلية. وهنا سنتكلم عن نوعين رئيسيين فقط من القشور الخزفية وهما الأهم والأكثر شيوعا..
1- الوجوه الخزفية (Veneers):
وهذا النوع يتطلب من الطبيب أن يقوم بتحضير السطح الخارجي للسن (برد الأسنان من الأمام) وبالتالي يعطي الإمكانية للطبيب أن يتحكم أكثر بالنتيجة النهائية، فيتحكم بسماكة السن النهائية وشكله وحجمه وبالتأكيد لونه، وهي بالنتيجة عمل فني دقيق يحتاج من الطبيب وفني المختبر دقة شديدة في التعامل مع الحالة للوصول إلى أفضل النتائج وفي الغالب تكون نتيجته جميلة جدا ومرضية للمريض.
2- الوجوه الخزفية الرقيقة (Lumineers):
يطلق البعض عليها العدسات اللاصقة للأسنان، وهذا النوع لا يتطلب من الطبيب أن يقوم ببرد سطوح الأسنان الخارجية، أو يمكن أن يقوم بذلك بشكل بسيط ومحدود جدا، هذا النوع يحتاج إلى ظروف مثالية حتى تكون نتيجته جميلة ومرضية تماما للمريض، كأن تكون الأسنان جيدة الارتصاف والحجم وليست بارزة كما يجب أن تكون علاقتها مع اللثة، والشفة جيدة، كذلك علاقتها مع الأسنان المقابلة جيدة، أي أن مشكلة المريض الأساسية هي اللون السيئ فقط، أو كثرة الحشوات والتبقعات على الأسنان.
وهذا النوع يتمتع بصلابة عالية رغم سماكته الرقيقة جدا، والتي تكون في كثير من الأحيان أقل من نصف ملليمتر، بالإضافة الى عدم شفافيته رغم رقته العالية وبالتالي لا يعكس لون السن الأصلي تحته.
تثبيت الوجوه الخزفية على الأسنان
هنا ساهم التقدم التقني في صناعة المواد إلى الوصول إلى أنواع من المواد اللاصقة للأسنان تتمتع بقدرات عالية جدا على الإلصاق والتثبيت، كما يمكن في بعض الحالات إلصاق الوجوه مؤقتا لمدة يوم واحد حتى يتأكد المريض من أن النتيجة مرضية بالنسبة له، ومن ثم يتم إلصاقه بالمواد القوية التي لا يمكن بعدها نزعه عن الأسنان.
بعض الأسئله الشائعة
1- هل تحتاج الوجوه الخزفية إلى إجراء علاج جذور للأسنان؟
في معظم الحالات لا تحتاج أبدا وخاصة النوع الثاني الرقيق الذي لا يحتاج إلى برد أسنان.
2- هل يمكن تركيبها على أسنان تمت معالجة جذورها مسبقا؟
يمكن ذلك ولكن هنا يفضل تتويج السن كاملا بدلا من الوجه الخزفي، ولا يتعارض ذلك مع كون باقي الأسنان بوجوه خزفية و بعضها بتيجان كاملة.
3- هل هذا الإجراء يحتاج الى تخدير؟
نعم يحتاج إلى تخدير موضعي حتى يسهل العمل على الطبيب والمريض معا ويتم العمل بسلاسة وراحة و دقة فنصل إلى أفضل النتائج.
4- لأي الأعمار يصلح هذا الإجراء؟
لا يفضل عمله تحت سن الثامنة عشرة ولا يجوز إجراؤه عند الأطفال مطلقا
5- هل تترك الأسنان مكشوفة بعد بردها عدة أيام حتى وصول العمل من المختبر؟
لا يجوز ترك الأسنان مكشوفة إنما يتم تركيب وجوه مؤقتة تعيد شكل السن وتحميه بشكل مؤقت لحين اكتمال العمل
6- هل يمكن نزع الوجوه الخزفية و تعديلها بعد الإلصاق النهائي؟
لا يمكن نزعها بدون أن تتلف بعد الإلصاق النهائي إنما تكون العملية هي إعادة كاملة للعمل.
7- هل يمكن لهذه الوجوه أن تنكسر أو تتلف أو يتغير لونها بعد التركيب النهائي؟
يجب أن ندرك أن ما يوذي الأسنان الطبيعية يؤذي الوجوه الخزفية و بالتالي يجب الإبتعاد عن فصفصة الحب والأشياء عالية القساوة، ولا يجوز استخدامها لقطع الخيوط أو فتح العلب أو قضم الأظافر، فجميع هذه العادات السيئة تؤذي الأسنان الطبيعية والوجوه الخزفية على حد سواء، ولكن يمكن قضم التفاح وأكل كل المأكولات الطبيعية التي تحتاج الى قطع بالأسنان الأمامية دون خوف، أما بالنسبة للون فهو ثابت لايتغير أبدا.
كيف يمكن الحفاظ عليها؟
بالإبتعاد عما يؤذيها أو يسبب كسرها والمحافظة على غسلها بانتظام بفرشاة الأسنان وعلى سلامة اللثة وإجراء الفحص الدوري عند الطبيب كل ستة أشهر.