السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في عدد «الجزيرة» (15100) الصادر يوم الجمعة بعنوان: (البر بالأبناء) لكاتبه سلمان بن محمد العُمري ووجدته مقالاً ثرياً ناضحاً من عقل راجح ورؤية تستشرف المآلات ونصح للأمة، وقد لفت هذا المقال نظري إلى شيء مهم جداً، وهو ضرورة تكوُّن الوعي التربوي والأسري لدى الشباب المقبل على الزواج، لأن المسألة الأكبر في التربية تكمن في وعي المربي بمآلات فعله وسلوكه سواء على تكوين شخصية الطفل ونفسيته، أو سلوكه المستقبلي تجاه أبويه وتجاه أبنائه. لأننا ما لم نكن على مستوى من الوعي تتناقله الأجيال في التربية وتطوره أيضاً فإننا سنبقى في دوامة من الأخطاء المتزايدة المتراكبة بعضها على بعض.
إن سلوك الأب أمام أطفاله بحد ذاته يعد نوعاً من النمذجة التي يحتذيها الأبناء ويقتدي بها، لذلك كان الوعي بالإشارات السلوكية كما التوجيه المباشر بل قد يكون السلوك أكثر تأثيراً.
إننا نحتاج إلى تكاتف منظومة متنوعة حتى يتشكل الوعي التربوي الحقيقي من المدرسة التي يجب أن نعني بهذا النوع من العلوم في تكوين الأسرة وتربيتها، والبيت بحيث نقيم دورات مبسطة فيها نوع من الجدية والأخذ بالأساليب الحديثة، والمسجد حيث المحاضرة وخطبة الجمعة التي يجب أن تلامس هذه الجوانب بعمق وتأصيل، ووسائل الإعلام التي يجب أن تنوع في معالجتها لهذه القضية ما بين ندوات أو مقاطع توعوية أو حتى دراما هادفة.
وفقكم الله ونفع بكم.