أكَّد أعضاء اللجنة العلميَّة الوطنيَّة للأمراض المعدية أن الوضع الصحي لمحافظة جدة مطمئن ولله الحمد وأن التجمع الذي ظهر للحالات في محافظة جدة يتماشي مع طبيعة المرض الذي قد يظهر على شكل تجمعات ولا يختلف عن نمط المرض في بقية مناطق المملكة التي ظهر فيها الفيروس. كما أن استعدادات المرافق والمستشفيات تتماشى مع المعايير الوطنيَّة والعالميَّة لمكافحة العدوى ولا تحتاج إلى إضافات لجاهزيتها وتوفر جميع الأجهزة واللوازم المطلوبة للتعامل مع الحالات. جاء ذلك خلال الزيارة التفقدية التي قام بها فريق من اللجنة العلميَّة الوطنيَّة للأمراض المعدية والذين يمثِّلون عددًا من القطاعات الصحيَّة من خارج وداخل وزارة الصحة لمستشفيات محافظة جدة للاطِّلاع على الوضع الصحي وجاهزية هذه المستشفيات فيما يخص فيروس كورونا ميرس بالإضافة إلى لقائهم بمجموعة من الممارسين الصحيين في تلك المرافق. وفي ذات السياق، التقى أمس معالي وزير الصحة د.عبد الله الربيعة في مكتبه بمحافظة جدة بحضور نائب الوزير للشؤون الصحيَّة د.منصور الحواسي ونائب الوزير للتخطيط والتطوير د.محمد خشيم بفريق من أعضاء اللجنة العلميَّة الوطنيَّة، حيث شمل النقاش آخر المستجدات في المحافظة. كما تناول النقاش الجهود التي قامت بها وزارة الصحة لتجديد وتأكيد التواصل مع شركات تصنيع اللقاحات العالميَّة ومراكز الأبحاث لبحث تصنيع لقاح فاعل للمرض واستعداد وزارة الصحة واللَّجْنة العلميَّة الوطنيَّة بالتعاون في هذا المجال. كما اطلع معاليه على تقرير وزارة الصحة عن وضع فيروس كورونا منذ ظهوره، حيث أشار التقرير إلى أن فيروس كورونا ميرس من الأمراض المستجدة أسوة بالأمراض المستجدة الأخرى التي لم يعرفها الإنسان من قبل وناتجة عن مسبب لم يكن معروفًا لدى الإنسانيَّة مثل ظهور فيروس الإنفلونزا H1N1 في عام 2009م وفيروس السارس في عام 2003م وأن هذه الأمراض يصعب التعامل معها وتأخذ وقتًا غير قصير ليتعرف العلماء عليها ويَتمُّ التعرف على مصدر عدواها وطرق انتقالها وتصنيع دواء لعلاجها وإنتاج لقاح وقائي لها وذلك كلّّه ينطبق على متلازمة الشرق الأوسط التنفسية لفيروس الكورونا، الذي لم تعرفه الإنسانيَّة من قبل، حيث سجَّلت أول حالة بالمملكة في يونيو من عام 2012م لمريض قادم من محافظة بيشة للعلاج بجدة حيث كان يشكو من أعراض تنفسية وتَمَّ أخذ عينة له وأرسلت إلى مختبرات أوروبيَّة لتأتي انتيجة بأن المسبب هو فيروس جديد من عائلة الكورونا عندها دعت هذه الوزارة أعضاء اللجنة الوطنيَّة العلميَّة للأمراض المعدية والمكوَّنة من استشاريين للأمراض المعدية وطب الأسرة والمجتمع والصحة العامَّة من جميع الجهات الصحيَّة بالمملكة وهي: وزارات الدفاع، الحرس الوطني، الداخليَّة، التربية والتَّعليم، والصحة وكلية الطب بجامعة الملك سعود، ومستشفى الملك فيصل التخصصي وأرامكو السعوديَّة التي أقرّت السياسات الوقائية التي تنتهجها وزارة الصحة التي بدأت بالترصَّد الوبائي للمرض في جميع مناطق المملكة وتجهيز المختبرات المرجعية في جدة والدمام والرياض والمدينة المنورة ومكة المكرمة لاستقبال العينات.
كما شمل التقرير أن المرض سجّل في عدَّة دول في منطقة الشرق الأوسط وقد قامت وزارة الصحة واللَّجْنة العلميَّة الوطنيَّة باستشارة الخبراء والمختصين من منظمة الصحة العالميَّة والهيئات الدوليَّة والجامعات العالميَّة وشارك بعضهم ميدانيًّا مع الوزارة في دراسة هذا المرض. وحول تاريخ المراقبة الوبائية للمرض فقد تَضمَّن التقرير أن بداية المرض كانت تسجيل حالات فردية متفرِّقة أو تجمع حالات قليلة بين أفراد العائلة ولا يكون هناك أيّ نقل للعدوى مثل حالة بيشة وحالات متفرِّقة في الرياض، وفي شهر أبريل من العام 2013م ظهرت لأول مرة مجموعة حالات في مستشفى بمحافظة الأحساء وذلك بين أفراد من ذوي المناعة الضعيفة نتج عنها انتقال العدوى بين بعض المرضى، ثمَّ ظهرت في المنطقة الشرقية وسجَّلت حالات في مستشفى أرامكو السعوديَّة حيث تمَّت السيطرة على هذه الحالات التي ظهرت في الأحساء والشرقية. وخلال النصف الثاني من شهر مارس 2014م بدأت تسجل حالات في مستشفى الملك فهد بجدة، حيث بلغت الحالات في مجملها منذ تلك الفترة 26 حالة، بالإضافة إلى حالتين سجَّلت سابقًا قبل هذا التاريخ. وهناك فرق لوزارة الصحة تعمل الآن وعلى مدار الساعة وتقوم بإجراءات مكافحة العدوى وتعقيم الأماكن اللازمة واستكمال إجراءات مكافحة العدوى. وأكَّد التقرير أن وزارة الصحة ما زالت ترصد المرض وتقوم بما يلزم نحو التعامل معه. كما أشار التقرير إلى أن الوزارة لا تعلن عن الحالات إلا بعد تأكيدها وإعادة الفحص في مختبرات مُتعدِّدة داخليَّة وخارجية لتأكيد النتيجة.