استقبل قسم الطوارئ بمستشفى الحبيب بالعليا طفلا في الرابعة عشرة من عمره يعاني من آثار حادث وقع له قبل عشر سنوات أصيب على إثره بكسر في الفقرات الرابعة والخامسة وقطع بالنخاع الشوكي تسبب له في شلل في الساقين وخضع لعدة عمليات نتجت عنها مضاعفات خطيرة .
ذكر ذلك الدكتور عبدالله النبهان جراح العمود الفقري والمخ والأعصاب بمجموعة د.سليمان الحبيب الطبية والحاصل على البورد الألماني ، وقال : لقد ظل والد الطفل يحدوه الأمل ويبحث عن كل ما هو جديد في عالم الطب خاصة في جراحة العمود الفقري والمخ والأعصاب ، حتى ساق له القدر إعلاناً قيّماً عن استخدام أحد المستشفيات الصينية للخلايا الجذعية في زراعة وتوصيل النخاع الشوكي وعلاج المصابين بالشلل ، وأضاف الدكتور النبهان : لم يتردد الوالد في حجز الموعد والسفر مباشرة لهذا المستشفى وأجريت له عدة جراحات أقنعه الأطباء في الصين أنها بهدف توصيل النخاع الشوكي .
وتسببت تلك العمليات في فقدان المادة السائلة حول النخاع الشوكي وتجمعها تحت الجلد وأصيب الطفل على إثر ذلك بصداع شديد وارتفاع في الحرارة وتقيؤ مستمر وتدهور عام في صحته.
وأكد الدكتور النبهان : عاد الوالد بطفله لطوارئ مستشفى د.سليمان الحبيب بالعليا وأجرينا له على الفور عدداً من الفحوصات الدقيقة بالرنين المغناطيسي MRI على النخاع الشوكي وهو ما أظهر وجود تجمعات هائلة من ماء الدماغ تحت الجلد نتيجة وجود فتح في القناة الشوكية.
وقال الدكتور النبهان : على إثر ذلك اتخذنا ضرورة إجراء عدد من العمليات العاجلة لإنقاذ الطفل من تلك المضاعفات الخطيرة ، حيث أجرينا الجراحة الأولى لترقيع النخاع الشوكي بعد الفتحة التي سببتها الجراحات السابقة في المستشفى الصيني ، ثم قمنا بزراعة وصلة طبية cathter في أسفل القناة الشوكية لتسريب المياه المتجمعة ، وعندما أجرينا فحصا للتأكد من بدء تسريب المياه من خلال الوصلة كما هو متوقع طبياً اتضح لنا أن السوائل مازالت تتجه نحو الجلد وهو ما اضطرنا لإجراء عملية أخرى تم خلالها زراعة وصلة طبية أخرى cathterبالدماغ وترميم الجرح بالقناة الشوكية مع وضع وصلة طبية ثالثة داخل القناة الشوكية باتجاه الرأس .
ثم أوضح د.النبهان أن بعد تلك الجهود الحثيثة من جانب الفريق الطبي وبإجراء الفحص على القناة الشوكية تبين أنها مسدودة من جهة أسفل الظهر وهو ما يؤكد وقوع خطأ طبي في علاج الطفل بالصين. مؤكداً أن حالة الطفل بعد تلك العمليات تحسنت كثيراً وقد نجحت - ولله الحمد - في تلافي المضاعفات التي سببتها الجراحات السابقة في الصين وعاد الطفل بشكل تدريجي لوضعه الطبيعي ولله الحمد.