تجاهل المحتجون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا مطالب كييف بمغادرة المباني الإدارية وإلقاء السلاح ورفضوا الاستسلام في الوقت الذي حشدت فيه السلطات الأوكرانية قوات كافية لدحر ما يسمى بقوى المقاومة الشعبية. باتت الأزمة الأوكرانية بذلك مفتوحة على سيناريوهات خطيرة.
ويرى المراقبون أن ظروف الحرب الأهلية بدأت تتشكل هناك وتشكل معها نذر مناخ حرب باردة بين موسكو والغرب. واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي باراك أوباما أن الاحتجاجات في دونيتسك ولوغانسكوخاركوف وسلافيانسك والمدن الأخرى جنوب شرق أوكرانيا ناتجة عن عدم رغبة وعجز القيادة في كييف عن الأخذ في عين الاعتبار مصالح السكان الروس والناطقين بالروسية.
وجاء في بيان صدر عن الكرملين أن الرئيس بوتين دعا نظيره الأمريكي إلى تسخير كل ما لدى واشنطن من الإمكانات لمنع استخدام القوة وإراقة الدماء في أوكرانيا. وأضاف البيان أنه في رده على قلق الرئيس الأمريكي مما وصفه (بالتدخل الروسي في جنوب شرق أوكرانيا)، شدد بوتين على أن هذه المزاعم مبنية على معلومات غير صحيحة، مضيفا أن على السلطات الأوكرانية الحالية أن تفكر في المقام الأول في إشراك جميع القوى السياسية الرئيسية وجميع المناطق في عملية شفافة لوضع دستور جديد يضمن الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين والشكل الفدرالي للدولة، ويثبت وضعها كدولة خارج الأحلاف.
بالمقابل أكد الرئيس الأوكراني المعين من قبل البرلمان ألكسندرتورتشينوف في خطاب ألقاه في البرلمان الأوكراني ان السلطات الأوكرانية لن تسمح بنشوب حرب أهلية في البلاد. وكان تورتشينوف قد أعلن في وقت سابق من أمس بدء عملية خاصة في شمال مقاطعة دونيتسك الأوكرانية، إذ وقع مرسوماً بالبدء في تنفيذ قرار مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني حول الإجراءات العاجلة لتجاوز الخطر الإرهابي والحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا. وهذا يعني أن تورتشينوف أعطى الضوء الأخضر للبدء في تنفيذ عملية أمنية يشارك فيها الجيش الأوكراني ضد السكان المحتجين في شرق البلاد الذين يطالبون بجعل أوكرانيا دولة فدرالية واعتماد اللغة الروسية لغة رسمية ثانية في أوكرانيا.
ودافعت الولايات المتحدة عن تحرك أوكرانيا ضد المسلحين بشرق البلاد كإغلاق الطرق والسيطرة على مبان من جانب محرضين مسلحين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا. ووصف المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني الوضع المتصاعد بأنه خطير للغاية واتهم روسيا بأنها أججت الأزمة بشكل مباشر وغير مباشر. وقال كارني إن الحكومة الأوكرانية عليها مسؤولية توفير القانون والنظام، وهذه الاستفزازات في شرق أوكرانيا تؤدي إلى وضع يتعين على الحكومة أن تتعامل معه. وأضاف أن الولايات المتحدة حثت كييف على ممارسة ضبط النفس في وضع متقلب وهي تثق أن الإجراءات الأوكرانية ضد المسلحين ستكون تدريجية ومسؤولة.