تفجرت خلال فترة زمنية قصيرة قضيتان تعاقديتان بين الهلال والنصر (قطبي الإثارة لهذا الموسم) تمثلت في عقدي خالد الغامدي وعبدالعزيز الجبرين. وكل من تناول الموضوع من قريب أو بعيد تعامل من مبدأ هلالي أو نصراوي، فوددت أن أطرق الموضوع من ناحيته القانونية البحتة. وللأسف فقد أحزنني ما رأيت. فتوقيع اللاعبين (خالد وعبدالعزيز) للهلال أو للنصر ليس هو المهم لدي، ولكن آلية تسجيلهما أو معاقبتهما في حال التجاوز منهم أو أحد الأطراف المعنية بالقضية هو فعلاً ما شد انتباهي. ففي الأصل، تم وضع العقوبات لتكون رادعة للتجاوزات ومانعة لتكرارها. فالعقود التي تبرم بين اللاعبين والأندية يجب أن تكون ملزمة وغير قابلة للنقض أو الإلغاء إلا باتفاق الطرفين أو لأسباب قهرية (غير اعتيادية) تبرر نقض هذه العقود.
لنلقي نظرة سريعة على لائحة الاحتراف وأوضاع اللاعبين والعقوبات التي تضمنتها لردع مثل هذه التجاوزات على كل الأطراف المعنية (اللاعب، النادي، وكيل اللاعب):
* أولاً:
المادة الخمسون: العقوبات على اللاعب
يحق للجنة وفق صلاحياتها أو بطلب من أحد الأندية أن توقع عقوبات على اللاعب المحترف في حالة ارتكابه مخالفة أو أكثر من المخالفات التالية، ومنها:
- توقيع عقد احتراف لأكثر من نادٍ عن نفس الفترة.
- التفاوض مع أحد الأندية أو التصريح بالتفاوض أو التعاقد خلافاً لأحكام هذه اللائحة.
(فيحق) للجنة إيقاع عقوبة أو أكثر من العقوبات التالية:
- الإنذار الخطي.
- غرامة مالية لا تزيد عن 300 ألف ريال.
- الإيقاف لمدة لا تزيد عن 6 أشهر مع صرف نسبة لا تتجاوز نصف أجر الراتب الأساسي والتزام اللاعب بالتمارين.
* ثانياً:
المادة الثانية والخمسون: العقوبات على النادي
يحق للجنة وفق صلاحياتها أن توقع عقوبات على النادي في حالة ارتكابه مخالفة أو أكثر من المخالفات التالية، ومنها:
- التفاوض مع أحد اللاعبين أو التصريح بالتفاوض أو التعاقد خلافاً لأحكام اللائحة.
- تحريض اللاعب على الإخلال بعقده مع ناديه.
(فيحق) للجنة إيقاع عقوبة أو أكثر من العقوبات التالية:
- الإنذار الخطي.
- غرامة مالية لا تزيد عن 500 ألف ريال.
- الحرمان من تسجيل لاعبين جدد لفترة لا تزيد عن فترتي تسجيل.
* ثالثاً:
المادة الثالثة والخمسون: العقوبات على وكيل اللاعبين أو الإداريين
يحق للجنة وفق صلاحياتها أن توقع عقوبات على وكيل اللاعبين في حالة ارتكابه مخالفة أو أكثر من المخالفات التالية، ومنها:
- تحريض اللاعب على الإخلال بعقده.
- تشجيع اللاعب على إنهاء عقده دون سبب عادل.
- التفاوض مع أحد اللاعبين أو التصريح بالتفاوض أو التعاقد خلافاً لأحكام اللائحة.
(فيحق) للجنة إيقاع عقوبة أو أكثر من العقوبات التالية:
- الإنذار الخطي.
- غرامة مالية لا تزيد عن 300 ألف ريال.
- إيقاف الترخيص بشكل مؤقت لمدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تزيد عن سنة.
- سحب الرخصة.
هذا ما ذكر في اللائحة، وتلك كانت العقوبات. عقوبات رخوة ومطاطية تستحضر المزاجية والعاطفة استحضاراً عند تطبيقها. فالتباين بين عقوبة وأخرى ليس بمنطقي. فلو أخذنا عقوبة النادي ما بين (إنذار خطي) و (المنع من التعاقد لفترتي تسجيل) لاعتقدنا أن مخالفتين مختلفتين تماماً ولا مجال للمقارنة بينهما. فمستوى العقوبة ومدى غلظتها، يصدر من جسامة الخطأ وكبر حجمه. فأين المنطق في هذا التباين. نرى هذه العقوبات الضعيفة في حين أننا سمعنا بعقوبة على نادي برشلونة الأسباني بمنعه من التعاقد لفترتي تسجيل بسبب مخالفة شروط التوقيع الخاصة بلاعب صغير، وليس بسبب تعدٍ سافرٍ على حرمة العقود واحترام المواثيق.
وبالعودة لعقوبة اللاعب المخالف، فلو افترضنا أن اللاعب تم إصدار الثلاث العقوبات عليه وبحدها الأقصى. فهل هي رادعة؟ وهل النادي الذي قام بإقناع اللاعب بالإخلال بعقده عاجز عن دفع المبلغ وكامل مرتباته الشهرية لحين انقضاء العقوبة ولو كان من تحت الطاولة؟ فإن قال قائل إن العقوبات لو ازدادت قسوة لتضرر منها اللاعب لدرجة كرهه للمجال الرياضي، ويجب علينا مراعاة خطئه غير المقصود. فأقول: لن يضير اللاعب (المحترف) القيام بما قمت به أنا شخصياً بمجرد الاطلاع على لوائح الاحتراف لمعرفة ما له وما عليه. فالعقد ليس مجرد مبلغ مالي يدفع مقدماً ومرتبات شهرية باهظة. بل هو عقد من بنود وأحكام وتفاصيل يجب أن يحترم بكامله أو يترك بكامله. فليس من حق الهواة فكراً وتعاملاً تقاضي ما يتقاضاه المحترفون قولاً وفعلاً. وكما قال القائل: (القانون لا يحمي المغفلين).
لن تستقيم أمورنا الاحترافية ونحن نسهل طريق المخالفات. ولن ترتقي شؤوننا الرياضية ونحن نتعامل معها من مبدأ الهواية.
لكل لعبة شروطها وأحكامها، فإما أن تكون أحد لاعبيها أو اترك الميدان واشغل وقت فراغك بهواية جديدة.
بقايا...
- نبارك للشباب تأهله من أمام الهلال في قمة مواجهات دور الثمانية. فقد استنسخ تجربة لقاء الدور الثاني في الدوري وقام بتطبيقه مرة أخرى. دع الهلال يلعب، واخطف الفوز بكل جدارة.
- لقاء الهلال مع الأهلي الإماراتي يجب أن ينظر له الهلاليون بنظرة مختلفة. ففقدان عناصر بحجم ناصر ونيفيز وياسر يميل الكفة كثيراً للمنافس. فإن كان للهلال حظ في فوز أو تعادل (بعد توفيق الله) فسيكون بسبب التجهيز النفسي والمعنوي للقاء المصيري.
- لا أعرف حقيقة إلى أين يسير الاتحاديون بعميدهم. مستقبل غامض، وأوضاع إدارية ملتهبة لا تليق بهكذا نمر.
- تغلغل مدروس ناتج عن خطط محكمة يشمل كل المفاصل الحيوية ذات العلاقة من قريب أو بعيد. فعلاً، نتائج العام سيتم قطف ثمارها حالياً ولسنين ليست بالقصيرة.
خاتمة...
كل العداوات قد تُرجى مودتها
لا عداوةَ من عاداك عن حسد