توصلت دراسة علمية مشتركة أجريت في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض بالتعاون مع المعهد الوطني للصحة والأبحاث بفرنسا إلى تحديد مركبات مشابهة لهورمونات السترويد المتواجدة في الجهاز العصبي والتي من الممكن أن تكون خطوة أولى مشجعة لتأمين فوائد علاجية في المراحل المبكرة لمرض الزهايمر، وذلك في بحث نشرته مجلة علمية محكَّمة في علم العقاقير (Psychopharmacology) مؤخراً.
وأوضحت الدكتورة فاديه خضر البيطار الباحث الرئيس من مركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، أن هذه الدراسة البحثية ترتكز على كيفية إيجاد مركب يحمي من موت الخلايا العصبية جرّاء تعرضها لترسبات مادة بروتينية تسمى (أميلويد بيتا) المتواجدة بكثرة حول الخلايا العصبية الدماغية عند مريض الزهايمر وبالتالي تعمل على تحسين تدهور الذاكرة الناتجة عن هذا المرض.
وبينت الدكتورة البيطار، أن مرض الزهايمر ينتج عنه أعطاب في الخلايا العصبية التي تؤدي إلى موتها وبالتالي تعجز عن أداء وظائفها. مشيرةً إلى أن هناك دراسات كثيرة تبحث في مسببات ومظاهر وخصائص مرض الزهايمر، وتصب في مجال تطوير العقاقير وفهم ميكانيكية عملها، لافتةً إلى أنه مجال علمي معقد يحتاج لأبحاث مركزة.
وفي هذا الإطار، أظهر الفريق البحثي السعودي الفرنسي أن استعمال مكونات مشابهة بتركيبتها الكيميائية لهورمونات السترويد العصبية والمتواجدة بالأصل في الدماغ ولكن بنسبة أقل عند مرضى الزهايمر قد زاد بنسبة كبيرة من بقاء الخلايا العصبية حيّة ووفّر الحماية لهذه الخلايا من أضرار بروتين (أميلويد بيتا). كما بيّنت هذه الدراسة من خلال فئران التجارب أن هذه الأنواع المشابهة للسترويد قد حسّنت من فقدان الذاكرة الذي سببته بروتينات (بيتا) كما أدت إلى تقليل المواد المؤكسدة الضارة بالخلايا العصبية.