عبد العزيز بن فهد بن معمر، ولد في مدينة عنيزة عام 1327هـ والده فهد بن عبد العزيز بن ناصر بن معمر أحد الرجال الأبطال الذين شاركوا مع الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه - في استرداد الرياض عام 1319هـ وقد شارك مع الملك عبد العزيز في كثير من معارك القتال في حائل عام 1339هـ. كان - رحمه الله - شجاعاً فارساً شهماً جواداً ذا قوة وعزيمة مهاباً محبوباً ورعاً، وكان من أرقى أهل زمانه.
والدته هي- نورة بنت صالح بن معمر.
نشأ عبد العزيز في بريده أثناء إمارة والده فيها وتلقى تعليمه على يد المطوع محمد ابن هويمل - رحمه الله - فتعلم القراءة والكتابة وختم القرآن الكريم، وتأثر بالجو المحيط به حيث كانت القصيم في تلك الفترة ساحة معارك طاحنة مع قوات حائل فأظهر اهتماماً بتلك المعارك وصحب والده في الكثير من الغزوات، وأكسبه التصاقه بوالده الكفاح والشجاعة فتعلم الرماية وركوب الخيل، وكان مع والده أثناء حصار حائل وكان عمره (13) ثلاثة عشر عاماً عندما قُتل والده عام 1339هـ، وبعد ذلك أقام فترة قصيرة في بريده ثم انتقل إلى الرياض، وكان محط العناية الشخصية للملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه - وفاءً لوالده رفيق جهاده وأحد قادته المخلصين وأمر بإسكانه في أحد المنازل القريبة من قصره إذ اعتبره ابناً له ورباه مع ابنيه الأمير محمد والملك خالد - رحمهم الله - وكان يتردد على مجلس الملك عبد العزيز بصفة دائمة، ولما رأى منه الملك عبد العزيز النجابة والقدرة والكفاءة على تحمُّل المسؤولية عيَّنه قائداً لفرقة من الفرسان أثناء حصار جدة عامي 1343هـ، 1344هـ وهو عمره آنذاك 17 عاماً فشارك في حصار جدة إلى أن دخلها مع الملك عبد العزيز - رحمه الله - كما شارك في معركة السبلة عام 1347هـ.
وفي 21 صفر عام 1348هـ صدر أمر الملك عبد العزيز بتعيينه أميراً لينبع خلفاً لأميرها صالح العصيمي ثم نقل من ينبع وعيّن أميراً لجدة في 21-4-1351هـ ثم عيّن أميراً للطائف في 1-3-1354هـ خلفاً لأمير الطائف السابق عبد الله بن محمد بن معمر.
وأثناء إمارته للطائف مرض فسافر للعلاج في الهند ولكن الأدوية التي استخدمها في الهند كان لها أثر سلبي، حيث أضعفت سمعه تدريجياً ثم سافر إلى أمريكا لاستكمال العلاج.
وفي عام 1384هـ طلب إحالته على التقاعد فأحيل بناء على طلبه.
توفي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته في 12-7-1409هـ.
حدّثني عمي عبد العزيز بن عبد الله الفرزان - رحمه الله - الذي عمل مع الأمير عبد العزيز بن معمر، عن كرمه ولين جانبه وذكائه وحلمه وتواضعه، وعن وقفته مع الضعيف والمظلوم، وأن القوي عنده ضعيف حتى يأخذ الحق منه، وأنه عادل في حكمه.
الناس عنده سواسية لا يفضل أحداً على أحد وأن العاملين لديه مثل أبنائه وإخوانه غفر الله للجميع.
خلف عبد العزيز بن فهد بن معمر ثلاثة أولاد وهم: - معالي محافظ الطائف فهد بن معمر، ومعالي الدكتور عبد العزيز وزير الزراعة السابق، والدكتور محمد عضو مجلس الشورى السابق ووكيل وزارة النقل السابق، وله من البنات ثلاث - طرفة تزوجها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، وأنجبت منه ابنته سمو الأميرة لولوة، ونورة تزوجت الأمير ناصر بن عبد العزيز وأنجبت الأمير ثامر والأميرة هيفاء، والجوهرة تزوجت عبد الرحمن بن فيصل المعمر.
المرجع: كتاب إمارة العيينة وتاريخ آل معمر، للدكتور: عبد المحسن بن محمد بن معمر.