نحن نعيش كارثة اجتماعية طالت كل أسرة بل وكل منزل في وطننا الحبيب وهي مشكلة ارتفاع تكاليف الزواج وغلاء المهور. وكم كتبت وكتب غيري من مقالات بهذا الخصوص دون جدوى. وكانت نتيجة هذه الكارثة هي مليون ونصف المليون من العوانس في وطننا بما فيهن المطلقات اللائي أصبحن يشكلن نسبة مخيفة في مجتمعنا، ونحن يجب أن لا ندفن رؤوسنا في الرمال خوفاً من العاصفة الرملية كما تفعل النعامة, بل يجب أن تكون هناك إستراتيجية متكاملة تقوم بها الدولة والمجتمع لمواجهة هذه الكارثة الاجتماعية، وهناك طرق عديدة يمكن أن تساعد في نجاح هذا المشروع مثلا الزواج الجماعي أثبت نجاحه في كثير من الدول وعندنا في السعودية كذلك، وأيضا تحديد المهور، يمكن أن يجتمع الآباء في كل قبيلة أو في كل قرية أو مدينة ويتفقوا على تحديد المهر المناسب وهذا أيضا يطبق الآن لدى بعض القبائل والأسر وأثبت نجاحه ودعم الصناديق الخاصة بالزواج من قبل الحكومة ومن قبل المواطنين المقتدرين ودعم الجمعيات الخيرية التي تساعد الشباب المحتاجين على تكلفة الزواج وعلى أجهزة الإعلام بكل أنواعها والكتاب والمثقفين وعلمائنا الأجلاء والدعاة الدور المهم في نجاح هذه الإستراتيجية، كما أنه يجب عليهم تنوير الآباء والأمهات برأي الشرع في قضية تكاليف الزواج والمهور الباهظة التي لا يقدر عليها أحد، وكذلك توضيح خطورة أن تصل ابنتهم إلى مرحلة العنوسة أو أن يتم طلاقها من زوجها لأسباب تافهة من الزوج أو الزوجة.
إن ما نعاني منه ليس سببه الأسر فقط ولكن هناك أسبابا كثيرة؛ منها أسباب اقتصادية مثل البطالة السائدة لدى الشباب الذي وصل سن الزواج، وهناك أسباب اجتماعية كالعادات والتقاليد القبلية كحجر البنت لابن عمها، ومنها المسلسلات والأفلام وصيحات الجوال والإنترنت والعصر بكامله فهو عصرهن، وأنا لا أعفي الرجل من دوره؛ لأن على الرجل الدور المحوري في المحافظة على استقرار حياته الزوجية، وعليه أن يكون قائداً حكيماً حليماً عفيفاً وأن يكون ذا فراسة وبصيرة نافذة.
ختاماً.. أذكركم بقول النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).
هذا والله من وراء القصد.