على مدار عشرات السنين ونحن نعلم جيداً أن العلاقة لن تستقر بيننا وبين مصدر الشر في العالم كله إيران فارس وكل من يتبعها. لن ننسى المواجهات الجانبية سواء مع التنظيمات التي تدعي الفكر الإسلامي أو مع التنظيمات التي تحمل أفكاراً تعارض العقيدة الإسلامية السلفية السمحة التي ننتهجها في المملكة. لكن تبقى المنظمة الفارسية هي الأساس والمحرك وراء كل شيء.
لم ننفك نحدث الناس عن هذا الخطر الفارسي وعن عدائهم لنا رغبة منهم أن تعود فارس كسرى أمبراطوريتهم إلى مجدها والتي يسعون بجد إلى تأسيسها، معتقدين أن أولى الخطوات تبدأ بهدم الأساس الذي انطلقت منهم حوافر الخيل التي هدمت عرش كسرى على رؤوسهم. يعلمون أن لا مجد لهم ولا عز ولا تاريخ ولا مستقبل سيكون بوجود دولة قوية منيعة على أرض جزيرة العرب, دولة تقوم في أساس كيانها على عقيدة التوحيد وعلى خدمة بيت الله وضيوفه, رايتها لا إله إلا الله محمد رسول الله.
لن ننكر أنه كان هناك من لا يصدق ما نقول أو من يتهمنا بالمبالغة أو الفهم الخاطئ, لكن بعد تصريحات رئيس الابتلاء العراقي المالكي الأخيرة والتي اتهم فيها بشكل مباشر وسافر المملكة بدعمها للإرهاب, بعد فلتان الكلمات وعدم سيطرة المالكي على محتواه الداخلي أصبح الأمر واضحاً جلياً لا مجال للشك فيه, الأمر الآن أننا في حالة حرب حقيقية مع هذا الحلف الشيطاني المؤسس لظهور المسيح الدجال ومن يحاولون تسويقه على أنه المهدي المنتظر.
لن أخطاب بكلماتي المالكي بل أخاطب الآن الداخل السعودي, أن علينا الحظر والانتباه, لأن كل قوى الشر تتكسر وتتحطم أمام أمر واحد فقط، ألا وهو الجبهة الداخلية المتامسكة القوية, المؤمنة بقضيتها وبوطنها وبقيادتها, لحمتنا الوطنية وشعورنا الوطني يجب أن لا يكون مجرد كلمات تسطر على الورق أو تنطقها الشفاه, بل عمل وعلم واجتهاد وسعي. قوتنا الحقيقية تكمن في إيماننا بأن الله اختارنا لخدمة بيته، وهو رب البيت الذي يحميه. قوتنا تكمن في أن نؤمن أن هذا الوطن هو وطن الخير وتستحق كل ذرة من رمل فيه أن نفديها بأرواحنا, والإيمان لا يكتمل إلا بالعمل والالتزام بالإطار العام للنظام الذي بنيت عليه الدولة السعودية, فشمروا عن سواعدكم، فوطن لا نفديه لا نحميه لا نضحي من أجله وطن لا نستحق أن ننتمي إليه ولا نعيش فيه.