أنهى فريق طبي من مدينة الملك فهد الطبية معاناة مرضى أُصيبوا في العمود الفقري؛ وفقدوا القدرة على التحكم في مخارج البول والفضلات لمدة تزيد على 10 سنوات، وإحدى هذه الحالات لفتاة في عقدها الثاني، وذلك بزراعة جهاز مبرمج عصبي لأعصاب الحوض، يمكنهم من التحكم في عملية البول.
كانت حال المرضى خلال هذه المعاناة، التي استمرت أكثر من 10 سنوات، هي استعمال القسطرة التقليدية في المثانة؛ كونهم مصابين بفقدان التحكم في أعصاب المثابة والشرج، وكانت الفتاة تجد صعوبة بالغة وإحراجاً مستمراً، إضافة إلى أن هذه القسطرة تسبب معاناة بالالتهابات المتكررة، وصعوبة في نزعها واستبدالها؛ ما استدعى تدخلاً جراحياً باستخدام تقنية حديثة، تطبَّق لأول مرة في المملكة.
وقال الدكتور ماهر بن صالح المؤذن، استشاري جراحة المناظر رئيس قسم المسالك البولية في مدينة الملك فهد الطبية رئيس الفريق الطبي، إن جهاز المبرمج العصبي يعمل على تغذية أعصاب الحوض، وهي بدورها تغذي المثانة والصمام المسؤول عن التحكم في عملية البول والفضلات.
موضحاً أن الجهاز يعمل باستجابة عالية إذا كان هناك نوع من الإحساس الجزئي في الأعصاب. وأضاف الدكتور ماهر المؤذن: «يركَّب الجهاز على مرحلتين، تتم الأولى بوضع واير مجانب للعصب، يُزرع تحت الجلد في أحد الأرداف، ويعمل على إرسال ذبذبات للعصب، يحسها المريض حول مخرج البول والفضلات، وبتحكم كامل عن طريق ريموت يدوي يحمله المريض مرتبط بالجهاز، ويكون محفزاً خارجياً للإحساس». مستدركا بقوله «وعند وجود استجابة لأكثر من 50 في المائة، واستغناء عن القسطرة، تعمل المرحلة الثانية على زراعة البطارية (IPG) تحت تخدير موضعي».
وبيّن رئيس قسم المسالك البولية أن المرضى خضعوا قبل تركيب الجهاز لاختبار ديناميكية المثانة وفحص عملها مخبرياً، الذي يساعد على تحسين ومتابعة زراعة جهاز المبرمج العصبي. لافتاً إلى أنه يحتاج لبرمجة بين أوقات متفاوتة بسبب تنقل المريض في وضعية الجلوس والتحرك المستمر أحياناً.
وأكد رئيس الفريق الطبي أن حالة المرضى الحالية في تغير جذري ومختلف عما كانوا عليه سابقاً من المعاناة بعدم القدرة على التحكم، إضافة إلى تخزين كميات هائلة من أنابيب القسطرة البولية، واستعمالها في عملية إخراج البول والفضلات، والقدرة الكاملة أيضاً في عملية تفضية المثانة البولية بشكل جيد، وتقليل التخلص من التهابات البول المتكررة ببكتيريا شديدة المناعة للمضادات الحيوية التقليدية.