* في النصف الأول من عقد الثمانينات الهجرية من القرن الفائت.. بدأت علاقة الأمير الراحل عبد الرحمن بن سعود -رحمه الله- مع ناديه النصر مشجِّعًا ومحبًا وداعمًا.. سرعان ما تحوّل هذا العشق العاطفي إلى علاقة متأصلة وضاربة في العمق ألانتمائي، ليترأس كيانه العريق في بداياته التكوينية، ونشأته البنائية.. حيث ساهم دخوله للرياضة عبر البوابة الصفراء في النهوض بالحركة الرياضيَّة بالمنطقة الوسطى، ودعم مسيرتها (تنافسيًّا وفنيًّا) خاصة بعد انطلاقة قاطرة المنافسة بين قطبي الوسطى الهلال والنصر في تلك الحقبة الفارطة، خلاصتها النهوض بالكرة العاصمية ودخولها بوابة البطولات التاريخية والمنجزات الخالدة لأول مرة.. بدأها «زعيم الأندية» الهلال في الثمانينيات الهجرية، عندما ألغى احتكار العميد وهيمنته على بطولات كأس الملك وفاز بلقبي الموسم عام 1384هـ، ثمَّ دخول «فارس نجد» لعالم الذهب في التسعينيات الهجرية، ونجاحه في كسر الاحتكار الأهلاوي الذي كان يلقب بـ(بطل الكؤوس) بفوزه بلقبي الموسم عام 1394هـ، وهذا التفوق لقطبي الوسطى وتنافسهما ساهم في صناعته مؤسس الهلال الراحل الشيخ عبد الرحمن بن سعيد، وباني الأمجاد النصراوية الأمير عبد الرحمن بن سعود- رحمهما الله- بدعمهما المباشر واهتمامهما الكبير.
* يقول نجم الرعيل الأول بفريق النصر (رزق سالمين): علاقة الأمير عبد الرحمن بن سعود -رحمه الله- مع نادي النصر بدأت في أوائل عقد الثمانينيات الهجرية وكان من أعضائه الذين نجحوا في إقناعه بتولي رئاسته بعد صعوده عام 1383هـ، أخي غير الشقيق (فرج) باعتباره كان يعمل سائقًا عند الرمز الراحل ووافق على ذلك وتزعم الفريق بعد صعوده مباشرة، ويضيف (سالمين) كان الأمير الراحل وقبل ترشيحه للرئاسة محبًا للفريق ويحضر تمارينه باهتمام ويدعمه بـ300 ريال شهريًّا مصروفات النادي.. وتأمين مستلزماته من كور وملابس وأحذية وأمور الصرف ولكن بعد صعود النصر واختياره رسميًّا رئيسًا للنادي تحوَّل الدعم من الرمز الراحل بصورة أكبر واستطاع بسماته القياديّة وإدارته الحكيمة أن ينقل النصر من عالم البداية إلى عالم الريادة (الجزيرة- العدد: 11859)، أما أول سكرتير في تاريخ النصر (محمد مختار).. يشير قائلاً: إن انضمام الأمير عبد الرحمن بن سعود للنصر شكَّل دعمًا قويًّا وإضافة نوعية في المسيرة الصفراء ويتذكّر المختار قائلاً: اجتمعنا يومًا في بيت فرج سالمين وطلبنا منه إحضار شخص قوي ماديًّا يشرف على الفريق فذكر لنا الأمير عبد الرحمن بن سعود ووجهنا له دعوة لحضور مناورة للفريق واستجاب بكلِّ تواضع وأبدى إعجابه بالمجموعة، وبعد أيام قمنا نحن أنا وراشد فهد الراشد وأخي عبد الله مختار وبعض اللاعبين بزيارة الرمز الراحل في بيته وعرضنا عليه فكرة ترؤسه للفريق ورحب بالفكرة فبدأ يشرف على الفريق ويحضر معه يوميًّا زمازم الشاي والقهوة والتموين الغذائي من تمور وخلافه للاعبين، بالإضافة إلى مستلزمات الفريق من كور وملابس وأحذية، فبدأ النصر يدخل مرحلة جديدة من مراحل البناء الرشيد على أرضيَّة صلبة بدعم ومتابعة واهتمام (أبي خالد).
وبعد صعود الفريق ترأسه رسميًّا عام 1383هـ، (الجزيرة: العدد11649).
* ويحتفظ التاريخ الرياضي بالمملكة.. بالإسهامات الريادية، والتضحيات الجسيمة، والعطاءات البارزة التي قدمها الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود لناديه العريق قرابة أربعة عقود زمنية قضاها في البيت النصراوي فجعل منه واحدًا من أكبر الأندية المحليَّة التي اشتهرت بنجومها ومنجزاتها وشعبيتها الجماهيرية، وصنع حضورها التنافسي بحنكته الإدارية وحكمته القياديّة.. قبل أن يغادر-رحمه الله- هذه الحياة عام 1425هـ، ويترك نادية العاصمي.. لرجال النصر الأوفياء منهم رمزه الجديد الأمير فيصل بن تركي الذي أعاد نصر زمان بعد سنوات من الأحزان والحرمان إلى منصات التتويج والذهب هذا العام.. بفوزه بكأس ولي العهد الأمين، ثم بطولة دوري جميل للمحترفين بكلِّ جدارة واستحقاق بعد أن حطَّم (العالمي) الأرقام القياسية ونجح في جمع اللقبين للمرة الثالثة في تاريخه، ومع الأجواء الفرائحية التي يعيشها النادي الستيني هذه الأيام.. نتمنى أن يكّرم النصراويون رمزهم الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود -رحمه الله- تقديرًا لدوره الريادي وإسهاماته الخالدة وبصماته الواضحة على مسيرة ناديهم العريق، وربما تكون البطولتان فرصة لتكريمه من أهل الوفاء في البيت الأصفر.