أوجد التقدم العلمي المتسارع والتغيرات الاقتصادية الكبيرة والثورة التكنولوجية والمعرفية الهائلة التي يشهدها عالم اليوم، وما يترتب على ذلك من تغيرات وتطورات كبيرة في أسواق العمل بمختلف المجالات العديد من العقبات فيما يتعلق بالتوظيف واختيار المهن التي سوف يعمل عليها الأفراد من ذوي الإعاقة بعد تخرجهم، حيث يعد التوظيف واختيار مهنة المستقبل من أهم القرارات التي يتخذها الفرد في حياته، نظراً لأن الاختيار الجيد للمهنة المناسبة لقدراته واستعداداته يضمن له الأمن الاجتماعي والاطمئنان النفسي والاستقرار الوظيفي، أما الاختيار العشوائي للمهنة فيؤدي إلى الاضطراب وعدم الاستقرار في العمل وهو الأمر الذي يؤدي في أغلب الأحيان إلى الفشل، لذلك كان لا بد من مساعدة الأفراد من ذوي الإعاقات بالاعتماد على ما يسمى بالتوجيه والإرشاد المهني، ويبرز دور التوجيه والإرشاد المهني في توعية الطلبة المعاقين بقدراتهم وميولهم واهتماماتهم واكتساب القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرار المهني المناسب لقدراتهم وميولهم وتكوين اتجهات إيجابية نحو المهن فخدمات الإرشاد المهني مكملةً ومنتمية للعملية التعليمية وتشكل عنصراً لا يتجزأ منها، ونظراً للتطورات المتسارعة في بنية المهن فأصبح مهماً تنمية الطلبة المعاقين على القدرة بتطوير الذات والتعليم المستمر مدى الحياة وتطوير المهارات بما يتواءم مع هذه المتغيرات المتسارعة، فالإرشاد المهني تعرفه القواعد التنظيمية بالمملكة العربية السعودية على أنه هو عملية علمية منظمة يتم بموجبها مساعدة الفرد لتفهم حقيقة نفسه وقدراته، واستغلال مواهبه، والتعرف على الأعمال المتاحة، واختيار أكثرها مناسبة له، وتوفير المشورة اللازمة بشأن اختيار العمل والتدريب والتطبيق، ومع كون هذه الطريقة مفيدة لأفراد المجتمع عامة فهي لذوي الإعاقة أكثر أهمية وفائدة، وتعتبر من الخدمات المساندة الهامة في هذا الميدان، وتعرفه رابطة التوجيه والإرشاد المهني الأمريكية بأنه العملية التي يتم من خلالها مساعدة الفرد على أن يختار مهنة ما ويعد لها ويدخلها ثم يتقدم وينمو فيها، فيهدف الإرشاد المهني للأفراد من ذوي الإعاقة إلى مساعدة التلميذ المعاق على اكتشاف قدراته وميولة المهنية، وتهيئته لاختيار مهنة أو تدريب مهني معين أثناء سنوات الدراسة النظامية، بالإضافة إلى توفير الدعم الاجتماعي والانفعالي لهم، ومساعدتهم على التكيف الاجتماعي، وعريفهم بالمهن المتوفرة في البيئة المحلية والعمل على دعم ورعاية المبادرين والمبدعين الذين يتميزون بقدرات ومهارات ابتكارية، وتنمية تقبل جميع أنواع المهن عند الطلبة المعاقين لمواءمة احتياجات المجتمع من المهن المتنوعة، وكذلك توعية أولياء الأمور بأهمية الإعداد الأكاديمي والمهني، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وأخيراً مساعدة الشخص المعاق على تحديد نواحي النقص لديه والتي قد تؤدي إلى عدم نجاحه في اختيار المهنة الملائمة له.