سقط رجلٌ عجوزٌ على رصيف في أحد شوارع نيويورك فحملته سيارة الإسعاف إلى المستشفى، واستطاعت الممرضة أن تقرأ من محفظة الرجل الملوثة اسم ابنه وعنوانه، وكان في السلاح البحري فبعثت إليه برسالة عاجلة فحضر.
وعندما وصل إلى المستشفى، قالت الممرضة للعجوز الذي غطي بكمامة الأوكسجين (ابنك هنا) فمد الرجل يده، وهو تحت تأثير المهدئات، فأخذها الشاب المجنّد وضمّها إلى صدره بحنان لمدة أربع ساعات! وبين الحين والآخر، كانت الممرضة تطلب من الشاب أن يستريح أو يتمشى قليلاً .. فيعتذر بلطف! وعند الفجر، مات الرجل العجوز .. فقال الابن للممرضة: من هو ذلك العجوز المتوفى؟! فأجابت في ذهول: إنه أبوك!، فقال: لا، إنّه ليس أبي، بل إنني لم أره قبل ذلك في حياتي، فسألته: ولماذا لم تقل ذلك عندما صحبتك إلى سريره؟! فقال: لقد أدركت أن هناك خطأً ما قد حصل، ولكنني عرفت من عينيه اللتين لا تريان شيئًا أنّه في حاجة إلى ابنه، وهو لا يعرف ولا يدرك إن كنت أنا ابنه أم لا؟ وهكذا بقيت وتواصلت معه إلى أن توفاه الله، وهو قرير العين! «قدِّم الخير لمن يحتاجه تجد من يقدم لك الخير من حيث لا تحتسب».