الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أكد مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بحي السويدي في الرياض الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله العجلان على ضرورة دعم مكاتب دعوة الجاليات مادياً ومعنوياً لتقوم بدورها في التعريف بالإسلام ودعوة غير المسلمين، وقال العجلان إن مكاتب الدعوة تعاني من نقص حاد في الموارد والتبرعات والهبات وهي غير مستقرة، وتزيد وتنقص، جاء ذلك في حوار الشيخ العجلان مع «الجزيرة» وفيما يلي نصه:
* ما أبرز ماحققه مكتبكم من إنجازات خلال الفترة الماضية؟
- أبرز ماحققه مكتبنا من إنجازات خلال العام الماضي يتمثل في العديد من المناشط حيث تم توزيع المصاحف القرآنية، وترجمات معانيه وبلغ عددها (8.300)، وبتوزيع الكتب والمطويات الدعوية في العقيدة والأحكام الشرعية التي بلغ عددها (120.800) من كتب ومطويات، كما تم تنظيم عدد من الدروس العلمية والمحاضرات والكلمات التوجيهية في عدد من المساجد التي تقع في نطاق عمل المكتب، وبلغت خلال العام الماضي مامجموعه (3665)، وقام المكتب بعدد من الجولات الدعوية الميدانية للجاليات بلغت ما مجموعه (795) جولة ميدانية، وأقام المكتب مشروعاً لتفطير الصائمين خلال رمضان المنصرم بلغ عدد المرتادين له طيلة الشهر (6125) صائما، وقدمت لهم البرامج الدعوية المناسبة من أحكام الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وقد بلغ عدد الداخلين في الإسلام بحمد الله وتوفيقه خلال تلك الفترة (773).
* الدعوة إلى الله عصب عمل المكاتب التعاونية، فما أبرز المناشط الدعوية التي تؤدونها؟
- منجزات المكتب بحمد الله وتوفيقه كثيرة، ولكن من أبرز المناشط الدعوية التي يقدمها المكتب: إقامة المحاضرات والدروس والكلمات في المساجد والجوامع لكبار العلماء وطلاب العلم والدعاة إلى الله تعالى، وإقامة الدروس والمحاضرات والكلمات داخل المكتب، وتزويد كل مسلم دخل في الإسلام حديثاً بالكتيبات والرسائل والمطويات المناسبة، واستقطاب الدعاة المتخصصين في دعوة الجاليات، خلال شهر رمضان المبارك لإلقاء الدروس العلمية والكلمات الوعظية، التي تتضمن أحكام الصيام والقيام، وإقامة برامج دعوية للجاليات تصاحب مشروع التفطير، كالمسابقات الثقافية مثلاً وتحفيزهم بالجوائز العينية، وطباعة الكتيبات والرسائل والمطويات والأشرطة بلغات مختلفة وتوزيعها على مختلف الجاليات المسلمة وغير المسلمة. وهي تتضمن سماحة الإسلام ومحاسنه، والتعريف بأحكام الصيام والقيام، والعقيدة السلفية الصحيحة، ونشر برامج وأنشطة المكتب المتعددة من المحاضرات والندوات والكلمات من خلال قنوات الإعلام المختلفة والإعلانات المطبوعة التي توزع في المساجد والمكتبات والأماكن العامة، وتنظيم رحلات العمرة الجماعية لهم، وإرسال الدعاة معهم لتفقيههم بمناسك العمرة وأحكامها، وإمدادهم بالكتيبات والمطويات المتعلقة بها، وأما بالنسبة لغير المسلمين هو دعوتهم للإسلام, وبيان محاسنه العظيمة وأنه دين الإحسان والرحمة والسلام، وإهداؤهم الكتب والأشرطة، بلغاتهم التي يتحدثون بها, وتتضمن هذه الكتيبات والأشرطة والمطويات، إيضاح الصورة الحقيقية للإسلام، وتبرز شيئاً من أحكامه وعظمته، وأنه الدين الذي لايقبل الله غيره.
* ما أكثر الأعمال الدعوية تأثيرا وتحقيقا للفائدة المرجوة في أوساط المستهدفين بين المواطنين والمقيمين؟
- لاشك أن أعمال الدعوة جميعها بحمد الله مؤثرة في نفوس المدعوين، لأنها في أصلها دعوة إلى الله تعالى وإلى دينه الإسلامي القويم،ولكن يوجد لبعضها تأثيراً أكثر من بعضها الآخر، ومن ذلك على سبيل المثال, الكلمة المختصرة, والمحاضرة القصيرة, وكذلك الجولات الدعوية المستهدفة للمدعوين في مواقعهم، فإنّ لها أثراً وتأثيراً بالغاً في نفوسهم، لما يرونه من اهتمام الداعية بهم وشخوصه له في مواقع سكنهم، ومواقع ورشهم وأعمالهم، فيدفعهم ذلك إلى تقبل النصح والدعوة غالباً، ويستفيدون منها، ويتأثرون بها.
* مالذي ترونه لتوفير دعم ثابت للمكتب؟
- مما لا شك فيه أن مكاتب الدعوة تعاني من نقص حاد في مواردها المالية، وتعتمد بشكل كبير ومباشر في تنمية مواردها المالية، على التبرعات النقدية العامة والصدقات والهبات، ولاريب أن الدعم المادي من أكبر الوسائل وأهمها في استمرارية رسالة المكاتب الدعوية، ومن هنا لابد للقائمين على هذه المكاتب أن ينشطوا ويجتهدوا لإيجاد أسس ثابتة لدعمها المادي المتواصل، ذلك أن الدعم الفردي الذي يقدمه الأشخاص سيتعرض للتوقف في يوم ما, ولا يخفى على كل ذي لب أن المال هو عصب الحياة، وعند تعذره ستتعطل كثير من الأعمال الدعوية وستتعثر بعض الوسائل الدعوية كطباعة الكتيبات والمطويات والأشرطة إلى غير ذلك، ولن تتمكن من مواصلة مسيرتها الدعوية إلا بالدعم المادي والتي ستسهم الأوقاف فيه بشكل كبير ومباشر، إذا استغلت تلك الأوقاف استغلالاً جيداً، ومثال ذلك، أن يخصص سنوياً لكل مكتب دعماً مالياً من غلال هذه الأوقاف على حسب نتاج كل مكتب ونشاطه، وبهذا سيتم القضاء على مشكلة الدعم المادي للمكاتب.
كما أنه يمكن توفير موارد مالية من خلال الآتي:
1- إقامة الأوقاف لصالح المكاتب التعاونية ليكون ريعها دعماً لمسيرة المكاتب التعاونية وعطاءاتها المستمرة .
2- بيع الكتب المطبوعة بسعر رمزي ليكون دعماً لأعمال المكتب.
3- بيع الأشرطة السمعية لتكون قيمتها دعماً لرسالة المكتب.
4- توزيع الكتب والأشرطة التي يصدرها المكتب على المكتبات التجارية والتسجيلات الإسلامية لتساهم في بيعها ونشرها بحكم أن روادها من طلاب العلم وغيرهم كثير.
5- عقد لقاءات واجتماعات بأهل البذل والثراء في نطاق عمل المكتب وتعريفهم بأعمال المكتب ومناشطه وعدد الداخلين في الإسلام من رجال ونساء واطلاعهم على تقارير المكتب السنوية والإحصاءات الرسمية لما تم توزيعه من كتب ومطويات ومصاحف وأشرطة ليكونوا على علم ودراية بمهام المكتب وأعماله ومنجزاته ثم بعد ذلك يتم طرح فكرة دعم المكتب بالطريقة التي تناسبهم سواء كانت شهرياً أو دعماً مقطوعاً أو الإسهام في بناء وقف خيري أو نحوه من مجالات الدعم المتعددة.
6- طباعة أبواك الاستقطاع الشهري وتوزيعها على رجال الأعمال وأصحاب المنشآت وأهل البذل والعطاء في المجتمع ويكون ذلك بالتنسيق مع البنك الذي يودع فيه راتب المتبرع .
* تنشط كثير من المكاتب التعاونية في دعوة المقيمين وخصوصاً غير المسلمين, في حين تقصر كثيراً في دعوة أبناء الوطن، ماهو السبب في ذلك؟
- نعم هي تنشط في دعوة المقيمين وخصوصاً من غير المسلمين، لأن هذا هو أصل عملها, دعوة غير المسلمين للدخول في الإسلام، أماعن دعوتها لأبناء الوطن فهي دعوة قائمة ـ بحمد الله ـ وذلك من خلال إقامة الكلمات التوجيهية والمحاضرات العلمية في المساجد، وكذلك الملتقيات الدعوية، وقد يوجد لدى بعض المكاتب تقصيراً في دعوة أبناء الوطن، ولعل ذلك يرجع إلى ضعف الإمكانات البشرية والمادية, لدى بعض المكاتب، أو عدم السماح لها بإقامة الملتقيات الدعوية الخاصة بفئات الشباب، مما تسبب في ضلال كثير من الشباب وانحرافهم دينياً وسلوكياً واجتماعياً, فنرى كثيراً بعضهم وقع في شراك المخدرات والحشيش والمؤثرات العقلية، وبعضهم وقع في الشذوذ الجنسي، وبعضهم وقع في الإلحاد, ولتدارك هذا الخطر, لابد من بذل الأسباب التالية:
أ) دعم مكاتب الجاليات مادياً من قبل وزارة الشؤون الإسلامية، ولو من غلال الأوقاف.
ب) دعم الوزارة للمكاتب بالدعاة الرسميين، لتخصيصهم لدعوة الشباب وإقامة برامجهم.
ج) سماح الوزارة والجهات المختصة للمكاتب بإقامة الملتقيات والمخيمات الشبابة.
د) أذن الوزارة وفسحها للدعاة الشبابين المؤثرين في نفوس الشباب لدعوتهم والتأثير عليهم.
* وما السبل لتعزيز المناشط المتعلقة بالمرأة؟
- النساء هن شقائق الرجال وللمرأة دور كبير في التأثير على بنات جنسها ومن الضروري جداً أن يفعّل دور المرأة وتثرى جوانبه وتعزز مكانته وتستقطب الأخوات الداعيات لتضع يديها في يد المكاتب وتقوم بدورها الريادي والقيادي في جانب توعية المرأة ودعوتها وإحاطتها بمسئوليتها في الأمة ومكانتها في المجتمع، كل ذلك لأنها اللبنة الكبرى والنواة الأولى التي يقوم عليها عمود الأسرة لأنها نهضةُ الأمة وبناء حضارتها كيف لا وهي الزوجة الحنون المؤنسة والأخت الكريمة السارة والبنت اللطيفة البارة بل هي المدرسة الحقيقة لإعداد الأجيال وصناعة الرجال وصدق من قال:
الأم مدرسة إذا أعددتها
الأم روض إن تعهده الحياء بالري
الأم أستاذ الأساتذة الأولى
أعددت شعباً طيب الأعراق
أورق أيما إيراق
شغلت مآثرها مدى الآفاق
وهناك مقترحات لتفعيل دور الجانب النسائي في الدعوة إلى الله وذلك على النحو التالي:
1- تخصيص أقسام نسائية في مكاتب الجاليات لتتولى الإشراف على الأنشطة النسائية حسب الاختصاص.
2- إشرافهن على استقبال الجالية النسائية المسلمة الجديدة ودعوتهن للدخول في الإسلام وإيضاح أحكام الدين لهن.
3- متابعتهن للمسلمات المستجدات وإمدادهن بالجديد والمفيد من الكتيبات والمطويات والأشرطة بعد أخذ صناديق البريد الخاصة بهن لتتم مراسلتهن عن طريقه.
4-إقامة المحاضرات النسائية باللغة العربية لنساء الحي على مستوى نطاق المكتب، واستضافة الأخوات الداعيات القديرات المؤثرات على العنصر النسائي.
5-إقامة المسابقات النسائية والبرامج الصيفية والدورات الشرعية التي تفقه النساء في عقيدتهن وأمور دينهن.
* بصراحة ما معوقات العمل الدعوي في المكاتب؟
- نعم توجد معوقات فالمكاتب كغيرها من الجهات الأخرى يعتريها بعض المعوقات التي قد تضعف مسارها أو تقلل من نتاجها، ومن أبرز تلك المعوقات قلة الموارد المالية، وعدم وجود مصادر تمويل مالية, والتي تعاني منها أكثر مكاتب الدعوة اليوم، وهي تهدد استمرار أكثر مناشطها الدعوية، وضعف الدعم المالي بشكل عام، وتحمل أعباء صرف رواتب الدعاة والمترجمين، وعدم القدرة على المواصلة في ذلك، وعدم القدرة على المواصلة في دفع تكاليف قيمة إيجار بعض مقرات المكاتب المستأجرة، وتسرب الكفاءات الوظيفية الناجحة إلى جهات أخرى، أكثر رواتب ومميزات.