حينما تهبط الفرق الكبيرة والمرصعة بالذهب، ومن تمتلك تاريخا كبيرا في المسابقات الكبرى للدرجة الأدنى يصاب المتابع الرياضي «المحايد» بشيء من قسوة كرة القدم حتى وإن لم يكن مشجعا لذلك الفريق, فالفرق ذات الطابع البطولي أو القريبة من البطولات لا يود المحب لرياضة البلد أن تبتعد عن المسابقة الأقوى حتى لا تفقد الرياضة عنصرا من عناصرها المؤثرة.
ما سبق من مقدمة ينطبق على فريق الاتفاق صاحب الصولات والجولات وصاحب التاريخ الكبير في المسابقات المحلية والخارجية, كيف لا ونحن نتحدث عن أول فريق يحقق بطولة الدوري بدون أي خسارة, وعن فريق يتزعم فرق الخليج بأربع بطولات, ناهيك عن تحقيقه للقب كأس ولي العهد وكأس بطولة الأندية العربية عدة مرات.
إذن نحن نتحدث عن فريق حقق بطولات محلية وخليجية وعربية, ومعظم سنواته وهو ينافس على تحقيق الألقاب سواء على مستوى الدوري أو على مستوى بقية الألقاب المحلية, وهذا ما يجعل المتابع الرياضي يشعر بأن كرة القدم كانت قاسية بحق فريق لم يقدم الكثير خلال هذا الموسم إلا أنه من الظلم أن يهبط لدرجة أقل منه ومن تاريخه الكبير.
إننا إذ نجزم بأن في فريق الاتفاق أخطاء إدارية وأخرى فنية جعلت منه صيدا سهلا لكل الفرق, إلا إننا وفي نفس الوقت نجزم بأن هنالك أياد عبث بالفريق الملقب بفارس الدهناء, تلك الأيادي التي لم تساعد الفريق على تخطي محنته التي مر بها ولم يسلم من شرها, ولكنها أصرت على العبث بمكونات ناد كان في يوم من الأيام بطل يشار له بالبنان, وأصبح بين يوم وليلة مجرد محطة عبور, لا يقدم ولا يؤخر ولا يمكن أن يؤثر.
إن أي فريق في العالم يريد أن يكون في دائرة المنافسة عليه أولا وثانيا وثالثا أن يبحث عن الاستقرار الفني سواء على صعيد المدرب أو اللاعبين, ولكن ما فعله فريق الاتفاق خلال هذا الموسم ينافي ما يؤكده خبراء كرة القدم, فالفريق مر عليه خلال هذا الموسم أربعة مدربين ابتداء بالألماني بوكير الذي قاد الفريق في بطولة الدوري (خمس مباريات) ومرورا بالروماني إيسبيو تودور إلى قاده في (مباراتين فقط) ومن ثم الصربي غوران، وهو يعتبر أكثر مدرب قاد الفريق من خلال (أربع عشرة مباراة) وانتهاء بمدربه الحالي الروماني ايوان أندوني الذي قاده في خمس مباريات, وهذا خلل واضح في منظومة الفريق الفنية, فالفريق لم يمر بأي حالة من الاستقرار على المستوى الفني, وهذه إحدى الإشكالات التي عانى منها الفريق الشرقاوي الكبير, ناهيك عن التغيير الذي طال اللاعبين الأجانب.
وهنا لا بد أن نشير إلى أن فريق الاتفاق «صاحب الشعبية الكبرى في المنطقة الشرقية وأعظم فرقها من حيث الإنجازات» لعب ستا وعشرين جولة في دوري عبداللطيف جميل لم يفز إلا في ست مباريات!!! واستقبل مرماه واحدا وأربعين هدفا!!
من سيصدق ذلك؟ نعم أنه كما شبهه بعض محبي الفريق بحلم وقع عليهم وهم في غفوة!
ختاما.. نؤكد بأن ردة الفعل التي شاهدناها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد خسارة الفريق من الأهلي وهبوطه لدوري ركاء توحي بأن الهابط ليس فريقا عاديا وهو كذلك, فردة الفعل خاصة من أنصار الفريق كانت محزنة ومؤلمة وكأن أصحابها ينعون فريقا ضاع بأيدي أهله!