الجزيرة - الرياض / تصوير - فتحي كالي:
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز - رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي - بدأت صباح أمس اجتماعات الهيئة العامة الـ( 40 ) للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر وقد بدأت الجلسة الافتتاحية بالقرآن الكريم بعد ذلك تم عرض فيلم تعريفي بهيئة الهلال الأحمر السعودي يحاكي مسيرة الهيئة منذ نشأتها ومرورا بمراحل التطوير التي مرت بها ووصولا بما حققته من رقي في مستوى خدماتها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظة الله - ويستعرض أبرز الأعمال التي تقوم بها الهيئة على الصعيد الداخلي والصعيد الدولي وتطور علاقات الهيئة بالمنظمات الدولية والجمعيات التي تعنى بالعمل الإنساني في كافة بلدان العالم .
بعد ذلك ألقى الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الأستاذ عبدالله الهزاع كلمة شكر فيها هيئة الهلال الأحمر السعودي على استضافتها لاجتماعات الهيئة العامة الـ(40) بمدينة الرياض وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز - رئيس الهيئة - على رعايته الكريمة لاجتماعات الهيئة في دورتها الـ(40) كما وجه الهزاع شكره للجمعيات والهيئات المشاركة في الاجتماعات مشدداً على أهمية التعاون مابين الجمعيات والهيئات التي تعنى بالعمل الإنساني بما يخدم الشعوب العربية لاسيما في الوضع الراهن وما تمر به المنطقة من نزاعات خلفت عددا كبيرا من النازحين واللاجئين ويتمت الأطفال ورملت النساء وهو وضع إنساني غير مسبوق بالمنطقة مما يحتم على الجمعيات والهيئات الوطنية بالدول العربية مضاعفة جهودها لتخفيف وطأة هذه الكارثة الإنسانية التي تمر بها عدد من الدول العربية نتيجة هذه النزاعات بعد ذلك تم التطرق إلى مجمل الأعمال التي قاموا بها منذ انتهاء الدورة السابقة لاجتماعات الدورة السابقة ومستجدات الأوضاع الإنسانية التي تمر بها المنطقة العربية من متغيرات ونزاعات والدور الذي قامت به الجمعيات والهيئات كلا حسب نطاق عمله الجغرافي بعد ذلك تم تكريم المانحين للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر .
بعد ذلك ألقى الأمين العام للهلال الأحمر الإماراتي الدكتور محمد عتيق الفلاحي كلمة رئيس الدورة السابقة الـ39 للهيئة العامة عبر فيها عن شكره وتقديره للهيئة الهلال الأحمر السعودي على استضافتها الاجتماع الأربعين للمنظمة العربية, كما نقل تحيات سمو الشيخ حمدان بن زايد رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وأكد أن الوضع الإنساني خلال الثلاث السنوات الأخيرة المتردي في العديد من دول المنطقة حتم ضرورة التنسيق والتشاور في نطاق المنظمة, بالإضافة مع مكونات الحركة الدولية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر, بالإضافة لتكثيف التنسيق مابين الهيئات والجمعيات مع المنظمات الدولية الأممية ذات العلاقة لمحاولة التخفيف من وطأة المعاناة لهؤلاء الضحايا والمنكوبين الذين يدفعون الثمن غالياً في نزاع لم يشاركوا فيه.
ثم ألقى الأستاذ محمد بابكر ممثل الاتحاد الدولي في اجتماعات الهيئة العامة كلمة الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر تحدث فيها عن شكره وتقديره نيابة عن السيد بكيلي جيليتا الأمين العام للاتحاد الدول لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والسيد إلياس غانم مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لاستضافة المملكة هذا الاجتماع الهام بالرياض بضيافة ورعاية من كريمة من هيئة الهلال الأحمر السعودي وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله رئيس الهيئة, وأكد أن هذا الاجتماع ليس فقط من حيث الزمان والمكان بل في ظروف إنسانية بالغة التعقيد وتحديات كبيرة تواجه العمل الإنساني في المنطقة تتطلب تضافر الجهود والعمل المشترك لمجابهتها والاستجابة العاجلة للاحتياجات الإنسانية الهامة, وقدم بابكر شكره لهيئة الهلال الأحمر السعودي على الدعم الذي يلقاه الاتحاد الدولي لمبادرة سد الفجوة الرقمية ومساهمتها بمبلغ مليون دولار كدعم لهذا المشروع.
بعدها ألقت السيدة كرستين برللي نائب رئيس اللجنة الدولية كلمة اللجنة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر قدمت فيها شكرها وتقديرها نيابة عن اللجنة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر لاستضافة المملكة هذا الاجتماع وقالت: إن الاجتماع الحالي يعتبر من أهم الاجتماعات للمنظمة حيث تتصدر الأزمة السورية الطاحنة هذه النقاشات وتداعياتها على المجتمع السوري بالإضافة لتأثر بعض دول المنطقة من هذه الأزمة, وأكدت كرستين برللي أن اللجنة تطمح للدعم الدبلوماسي للجنة من قبل حكوماتكم للتذليل العقبات أمام اللجنة في تقديم المساعدة لدول المنطقة.
ثم ألقى معالي الدكتور محمد الحديد عضو اللجنة الدائمة ورئيس الهلال الأحمر الأردني كلمة اللجنة الدائمة للصليب الأحمر والهلال الأحمر بدأها بتقديم الشكر باسمه واسم أعضاء اللجنة الدائمة للصليب الأحمر والهلال الأحمر لسمو رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي ولأمين عام المنظمة العربية على دعوتهم الكريمة لحضور الاجتماعات في عاصمة الخير والعطاء وقال الحديد بأن العالم يعاني اليوم من أزمة أخلاقية تسود فيها المصالح الأممية على أي اعتبارات أخرى مما أودى بحياة الملايين وأوضح الدكتور الحديد بأن اللجنة الدائمة هي الجهاز المفوض من قبل المؤتمر الدولي لمتابعة قرارات المؤتمر والحفاظ على الانسجام بين مكونات الحركة والتعامل مع الأمور التي تهمها وحرصاً من اللجنة في هذا السياق فقد حرصت على التحضير للمؤتمر الدولي الثاني والثلاثين والذي سيعقد في نهاية عام 2015م بجنيف وأننا نأمل أن يكون هناك مشاركة فاعلة للجمعيات العربية في تحديد ملامح ومضمون المؤتمر القادم .
واستعرض الحديد خلال كلمته أبرز العوائق والتحديات التي تواجه الحركة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر والتي تؤثر سلبا على سرعة الاستجابة والقيام بالمهام الموصولة .
وفي ختام كلمته كرر الدكتور الحديد شكره لهيئة الهلال الأحمر السعودي ممثلة في سمو رئيسها على استضافة الهيئة لاجتماعات الهيئة العامة ولأياديها البيضاء في المحافل الإنسانية لتخفيف المعاناة ولابد أيضاً أن نشيد بدورهم الكبير في مواسم الحج والعبء الذي يلقى على عاتق كوادرها داعيا الله أن يحفظ المملكة وشعبها من كل سوء .
ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز - رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي - راعي الحفل كلمة عبر فيها عن بالغ سعادته ومنسوبي هيئة الهلال الأحمر السعودي باستضافة أعمال الدورة العادية الـ(40) لاجتماعات الهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر متمنياً سموه لهم طيب الإقامة في المملكة طوال فترة الاجتماعات .
واستعرض سموه في كلمته مسيرة الهيئة ودعمها لأعمال المنظمة العربية منذ نشأتها عام 1975 م وحتى تحقق لها ما وصلت إليه اليوم من أهمية بالغة على المستوى الدولي والعربي وقال سموه بأنهم دائماً في هيئة الهلال الأحمر السعودي يتطلعون إلى تنسيق عمل عربي مشترك لمصلحة الفئات الأكثر ضعفاً في كل مكان وبين سموه في كلمته أن أهم عوامل النجاح هي العمل المشترك وما يقتضيه من تكاتف جميع الهيئات والجمعيات الوطنية لتحقيق الأهداف الإنسانية المشتركة وبين سموه ما يواجهه العمل الإنساني في العالم العربي من تحديات ينبغي تجاوزها للدفع قدماً بالعمل الإنساني خاصة في الدول التي تعاني من كوارث طبيعية وبشرية ناجمة عن اضطرابات ونزاعات مسلحة ألقت بظلالها القاتمة على المنطقة العربية وخاصة سوريا وذلك لعدم القدرة على إدخال المساعدات الإنسانية للنازحين السوريين في الداخل إنفاذاً لقرار مجلس الأمن رقم 2139 وتاريخ 22 فبراير 2014م والذي يقضي بتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في داخل سوريا مما يتطلب علينا كما قال سموه في كلمته العمل بشكل جماعي لإيصال هذه المساعدات تحت إشراف المنظمات الدولية المعنية بهذا الشأن إضافة إلى ضرورة تنفيذ جميع قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالمساعدات الإنسانية وأن يتحمل المجتمع الدولي ممثلا بهيئاته الإنسانية مسؤولياته في هذا الشأن .
كما أوضح سموه في كلمته إلى تطلعه وتطلع الجمعيات والهيئات التي تعنى بالعمل الإنساني إلى إنشاء موقع خاص متعدد اللغات لتبادل المعلومات وتحديد الاحتياجات الفعلية لأي كارثة قد تحدث على مستوى العالم مما يساعد الهيئات والجمعيات الوطنية على تقديم المساعدات حسب إمكانياتها وبدون أي ازدواجية في تلبية أعمال الإغاثة وذلك تحت مظلة الاتحاد الدولي وأن تسهم هذه الهيئات والجمعيات في تكاليف إنشاء هذا الموقع .
وتمنا سموه في ختام كلمته أن تكلل اجتماعات الهيئة بالنجاح وأن تسهم القرارات الناتجة من هذه الاجتماعات في تعزيز العمل العربي المشترك وأن تتضافر الجهود لخدمة العمل الإنساني في كل مكان .
بعد ذلك قام سمو رئيس هيئة الهلال الأحمر والأمين العام للمنظمة العربية بتكريم المانحين للمنظمة العربية حيث تم تكريم صندوق أوبك للتنمية الدولية والبنك الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي.
بعد ذلك بدأت جلسات العمل الأولى بانتخاب رئاسة الاجتماع القادم ثم انتخاب لجنة الصياغة بعد ذلك تم استعراض تقرير الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر وتقرير الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر وتقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتقرير اللجنة الدائمة للصليب الأحمر .
بعد ذلك تم تقديم أوراق عمل الأمانة العامة وأوراق عمل هيئة الهلال الأحمر السعودي والتي تركزت حول ورقة عمل إعادة الروابط العائلية حيث اطلع الأعضاء على التجربة الرائدة للهلال الأحمر السعودي في إعادة الروابط العائلية من خلال تقديم المساعدة والتواصل ما بين المعتقلين السعوديين خارج المملكة وأسرهم بالداخل, وتم خلال ورقة العمل تعريف الأعضاء على كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات وتذليل الصعوبات ما بين المعتقلين وأسرهم والالتقاء بهم من خلال البث المباشر من خلال الاتصال الهاتفي أو المرئي, بالإضافة للتجربة في إعادة المعتقلين السعوديين خارج المملكة للمملكة وإكمال المحكومية الصادرة بحقهم في السجون السعودية, حتى يكونوا قريبين من أسرهم وذويهم.
وتم طرح ورقة العمل الثالثة للدولة المستضيفة والتي كانت عن تجربة الطيران الجوي للهلال الأحمر السعودي, بداية الفكرة وكيفية التنفيذ ونشر الثقافة عن الطيران الجوي في المجتمع السعودي والتعامل مع الحالات الطارئة التي تحتاج للنقل الجوي, وتحدثت ورقة العمل عن الأداء المتسارع والعالي رغم قصر الفترة الزمنية لاستخدام الطيران الجوي في الهلال الأحمر والرؤيا الجديد في تقديم أفضل الخدمات للمرضى والمصابين في الحالات الطارئة وتعميم هذه المنتج الجديد على مستوى المملكة بشكل تدريجي حتى تتم الفائدة المرجوة منه. جدير بالذكر أنه سيتم استكمال باقي جلسات اجتماعات الهيئة العامة اليوم بقاعة الأمسيات ببرج الفيصلية .