الجزيرة - واس:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على ما يشهده التراث الوطني في المملكة من رعاية ودعم واهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، وما أصدرته الدولة من قرارات متتالية لحماية التراث وتطويره التي توّجت بالقرار الذي أصدره مجلس الوزراء مؤخراً بالموافقة على «مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري», الذي يعكس حرص الدولة على تعزيز مكانة التراث الوطني باعتباره ثروة وطنية مهمة. وأكد سموه في كلمته التي ألقاها خلال افتتاحه، أمس، معرض (جوانب من التراث العمراني بالمملكة العربية السعودية)، وذلك في قاعة سيقور بالمقر الرئيسي للمنظمة في باريس، أكد أهمية المعرض الذي تحتضنه هذه المنظمة العالمية الرائدة في إبراز التراث الحضاري للمملكة والتعريف به، مشيراً إلى أن المملكة مهد الإسلام والقوة الاقتصادية التي جعلتها ضمن أعظم عشرين اقتصاداً في العالم، وهي الثقل السياسي الأهم في المنطقة، ولا يكتمل فهم منطلقاتها، وأسباب استمرارها إلا بمعرفة الجذور التاريخية والتراثية لهذا المجتمع من خلال استقراء الشواهد الأثرية الباقية. وأبان سموه أن العناية بالتراث الحضاري العمراني في المملكة تنامى في السنوات الأخيرة نتيجة رعاية ودعم الدولة له، وبذل كافة الجهود التوعوية والاستثمارية والتطويرية من الهيئة وشركائها ومنظومة القرارات لحماية التراث الوطني والمحافظة عليه، ونتج عنه ما نراه من حراك كبير من الدولة والمواطنين في استعادة الوعي بأهمية التراث الوطني وتطويره واستثماره. ولفت إلى أن الهيئة تعمل حالياً على تطوير (70) من القصور والقلاع وقصور الدولة وأواسط المدن بشكل عام ومنها وسط مدينة الرياض والمتمثل في حي الظهيرة على مساحة 750 ألف متر مربع، وجدة التاريخية، ووسط الطائف وعسير والهفوف والعديد من المشاريع، لتكون محطات مهمة وأمكنة للتاريخ المعاش وذلك لربط المواطنين بتاريخ بلادهم وملحمة تأسيسها، مشيراً إلى أن الهيئة تسلمت العديد من البيوت والقصور التي قام المواطنون بإهدائها للهيئة، وهي تعمل لتحويلها إلى مراكز ثقافية ومراكز للإبداع الحرفي ومراكز للتراث العمراني ومقار للجمعيات المهتمة بالتراث في المملكة»، لافتاً إلى العمل مع الجامعات السعودية لتتولى تطوير مواقع تراثية تكون بمثابة نقاط لخدمة المجمع». من جانبها قالت إيرنا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في الكلمة التي ألقتها أثناء المناسبة: «نقف اليوم لنحتفل بالحضارة والتراث السعودي، ونحتفل أيضاً بالمملكة العربية السعودية كملتقى للحضارات وعمق تاريخي للتغير، من خلال واحدة من فعاليات الحوار بين الشرق والغرب، ويسعدني أن أعلن لكم عن تظاهرة تاريخية ثقافية لشعب عريق، ومن هنا نستحضر مبادرات خادم الحرمين الشريفين الداعية والداعمة للحوار بين الشعوب والثقافات في المحافل الدولية». وأضافت: «تحتفل اليونسكو اليوم بمعرض يعبر عن تعدد وثراء الثقافة السعودية، النابعة من ملتقى حضارات امتزجت على أرض الجزيرة العربية، فمدائن صالح تحكي تاريخاً إنسانياً، وقد سنحت لي الفرصة لزيارتها قبل أن أكون المدير العام لليونسكو، فهي شاهد على تراث إنساني نقي في قلب الجزيرة العربية، ولهذا تم تسجيلها في قائمة التراث العالمي لليونسكو». وأبانت مديرة اليونسكو أن المملكة وجهة دينية للإسلام والمسلمين، فهي تحضن الأراضي المقدسة ويتجه لها يومياً أكثر من مليار مسلم من جميع بقاع العالم، وتلتقي فيها حضارات شعوب من مصر وسوريا وتونس، وبها نجد تاريخ العديد من اللغات القديمة مثل الإغريقية واللاتينية، هذا يجعلنا نتذكر بأن المملكة كانت ملتقى للثقافات والحضارات والإنسانية جمعاء، ملتقى مؤطر باحترام الإنسانية والتسامح بين البشر. من جهته، أوضح معالي أمين محافظة جدة الدكتور هاني بن محمد أبوراس أن المعرض يعكس ما تزخر به المملكة من تراث عمراني وحضاري عريق ومتنوع في جميع مناطقها، مشيرا إلى أن إقامة المعرض خطوة مهمة لإبراز العمق التاريخي والتراثي الذي تتميز به المملكة. وأكد المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو الدكتور زياد الدريس أن المعرض يعكس جهود الدولة في حماية التراث العمراني بالمملكة, مشيراً إلى الثروات الكبيرة التي تتمتع بها المملكة في مجالات مختلفة منها الثقافية والحضارية التي يجب أن تبرز بالشكل الذي يليق بمكانتها، مؤكداً تسجيل جدة التاريخية على لائحة التراث العالمي في شهر يونيو القادم. وقد تجول صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان في المعرض الذي يستمر خمسة أيام، ويحتوي على 80 صورة تاريخية تجسد الطراز والتراث العمراني والحضاري المتنوع للمملكة.