بريدة - عبدالرحمن التويجري:
في ظل تنامي الحركة التجاريَّة وتوسع شركات الصناعة في منطقة القصيم بشكل ملحوظ في السنوات القليلة الماضية، وتعدد مكونات المواد الاستهلاكية وما يحيط بالسكان من مخاطر المواد الصناعيَّة وخوفًا من تسرب غازات غير تقليدية تصنع أو تستخدم في تصنيع منتجات من هذه المصانع، بات من الضروري مواكبة المستجدات، وتوفير سبل السلامة للوقاية من المخاطر المحدقة بهذه المواد الخطرة سواء كانت مخزنة أو منقولة أو قيد الاستعمال، ولأن خطر هذه المعضلة أضحى هاجسًا لا يكاد يفارق أذهان لمن يقطنون بالقرب من المدن الصناعيَّة أو في أحياء قريبة من المصانع كونها تمثِّل قوة هائلة تشكّل خطرًا على الحياة أكبر من المخاطر الاعتيادية التي تسببها حوادث الحرائق أو اصطدام السيَّارات، كما أن التعامل مع البلاغات التي يتلقاها رجال الدفاع المدني التي تتعلّق بتسربات الغاز تتسم بخصوصية التعامل معها..
من هذا المنطلق ولمواكبة تلك المستجدات أدخلت المديرية العامَّة للدفاع المدني للخدمة وحدة خاصة للتدخل في حوادث المواد الخطرة في منطقة القصيم وباشرت عملها منذ عام تقريبًا، حيث تتمركز في مدينة بريدة وتخدم محافظات المنطقة وباتت مسئولة عن مباشرة الحوادث ذات السمة الخاصَّة التي تحتاج إلى آليات وطاقم بشري مؤهل للتعامل مع تلك الحوادث..
وحول استحداث هذه الوحدة وكيفية عملها أكَّد مدير الدفاع المدني بمنطقة القصيم العميد دكتور علي بن عطالله العتيبي في تصريح خاص لـ(الجزيرة) أن الضرورة الملحة لاستحداث مثل هذه الوحدة التي تغطي كافة محافظات المنطقة بات من الأولويات وذلك لمكافحة حوادث المواد الكيميائية وحوادث التسرب الإشعاعي في حال حدوثها - لا قدر الله - نظرًا للتزايد المستمر في إنشاء المصانع والشركات في مدينة بريدة وباقي محافظات المنطقة، مبينًا أن العاملين في وحدة التدخل في حوادث المواد الخطرة حاصلون على دورات متقدِّمة في مواجهة المواد الخطرة وكيفية التعامل مع الآليات المجهزة للخاصة بأعمال التطهير، فهم مجهزون بكافة المعدات لأداء أعمالهم بالشكل المطلوب وعلى أعلى درجات الجاهزية..
وعن نوعية تلك الآليات المستخدمة في الوحدة قال العميد الدكتور العتيبي: هناك آلية مخصصة للتدخل في حوادث المواد الخطرة وأخرى مجهزة لأعمال التطهير، وعن الطريقة التي يواجهون فيها الحوادث الإشعاعية وتسرب المواد الكيمائية وكيفية التعامل معها وضمان سلامة العاملين والسكان المحيطين والقريبين من هذه التسربات، أوضح أن ذلك يتم عن طريق فريق الرصد أولاً الذي يتولى قياس نسبة الغاز في الهواء، وتحديد مصدره والتعرف على نوعية المادّة الكيميائية الملوثة، ومن ثمَّ تحديد الطريقة المثلى لمواجهته بينما يتولى فريق آخر إسعاف المصابين، ونقلهم إلى منطقة التطهير، وتطهيرهم بالكامل بالماء قبل أن يَتمَّ نقلهم إلى منطقة الفرز الطّبي لتقديم الإسعافات الضرورية لهم، ونقل الحالات الحرجة للمستشفيات المتخصصة، ومتى ما تطلب الأمر يتم إخلاء السكان من الأحياء المجاورة وإخلاء الجهات التعليميَّة والحكوميَّة، وإجراء مسح ميداني عبر مجموعة الاستطلاع والرصد لقياس تركيز الغازات وإبلاغ عمليات الدفاع المدني بكلِّ ما يتم رصده لحين اختفاء تركيز الغاز، بالإضافة إلى إيواء جميع المتضررين في مواقع الإيواء المجهزة بكلِّ المستلزمات الضرورية من مواد الإغاثة والإعاشة، لتبدأ فرق التحقيق فور إعادة الأوضاع وضمان سلامة الجميع لمباشرة مهامها في معرفة أسباب الحادث وحصر الإصابات والوفيات، وقبل العودة لمقر العمل يتم تطهير كامل أعضاء الفريق المشارك في مباشرة الحادث وتطهير الآليات قبل عودتها لمقر الوحدة. حيث تَمَّ تجهيزها بكلِّ الإمكانات التي يجعلها تُؤدِّي عملها في أيّ زمان ومكان بالمنطقة، مضيفًا أن الوحدة قامت بتنفيذ العديد من التجارب الفرضية بنجاح ولله الحمد.