جدة - عمر عبد العزيز:
نزل خبر هبوط الاتفاق إلى مصاف أندية دوري ركاء للمحترفين كالصاعقة على كافة متابعي الكرة السعودية خصوصاً وأن غياب أحد ركائز الكرة السعودية عن المشاركة في الدوري الممتاز للموسم المقبل يُعتبر أمراً أقرب إلى أن يتم وصفه بالكارثي، وكانت (الجزيرة) قد تواجدت في المباراة الأخيرة للاتفاق في دوري عبد اللطيف جميل أمام الأهلي وعايشت اللحظات الصعبة والمأساة التي حلت بلاعبي الاتفاق وإدارة النادي والجماهير التي زحفت خلف فريقها من الدمام إلى جدة في محاولة لبث الحماس في نفوس اللاعبين والمساهمة في إنقاذ ناديها العريق من الأزمة إلا أن الكارثة حلت، وكان لزاماً على الاتفاقيين أن يجدوا أنفسهم في أصعب لحظات النادي وأكثر حزناً منذ 1977م.
وبالعودة إلى تفاصيل الأيام الأخيرة للاتفاقيين في هذا الموسم الصعب منذ بدايته، كانت الإدارة قد أقامت معسكراً قصيراً للفريق في جدة لمدة يومين قبل المواجهة الهامة أمام الأهلي، وتابعت (الجزيرة) كافة التفاصيل الاتفاقية منذ الوصول إلى جدة وحتى المغادرة بخفي حنين وبطاقة مؤدية إلى دوري ركاء للمحترفين.
جدة تستضيف المعسكر «ما قبل الكارثة»!
كانت البداية عقب اللقاء الصعب والمصيري الذي خاضه الاتفاق أمام الفيصلي في الجولة قبل الأخيرة من الدوري حيث خرج الفريق بتعادل إيجابي لم يكن كافياً لإبعاده عن دائرة الخطر ولو قليلاً حيث تحولت الأنظار نحو اللقاء الأخير أمام الأهلي في جدة وأصبح الظفر بنقاط المباراة ضرورة قصوى ومطلباً ضرورياً للبقاء بين الكبار، لتقرر إدارة النادي التوجه إلى جدة مبكراً لإبعاد اللاعبين عن الضغوطات وتحقيق الإعداد الأمثل قبل اللقاء المصيري، وقام الأهلي باستضافة معسكر الاتفاقيين في جدة حيث أجرى الفريق تدريباته على ملاعب النادي الأهلي بين الملعب الرئيسي (ملعب الأمير محمد العبد الله الفيصل) وملعب أكاديمية النادي، كما شهد المعسكر روحاً عالية من اللاعبين وإصراراً واضحاً على تحقيق المراد وتفاؤل كبير بتجاوز الأزمة.
الدقائق تسير.. والاتفاق مطمئن وباقٍ في جميل
وفي يوم المباراة كانت كافة الأمور طبيعية حتى وقت اللقاء خصوصاً أن لاعبي الاتفاق وجدوا أنفسهم متقدمين في النتيجة مبكراً ويقدمون أداءً جيداً طمأنهم على وضع اللقاء داخل الميدان وكذلك خارجه بفعل خسارة الشعلة أمام الرائد من الاتحاد الآخر.
رأسية الراشد قتلت كل شيء!
قبل أن تأتي المصائب تباعاً، الشعلة يتعادل هناك، ولكن مهلاً التعادل يبقي أبناء فارس الدهناء في دوري جميل والدقائق تمضي والابتسامة بدأت ترتسم على الوجوه، حتى جاء وقت الكارثة، الدقيقة 94 واللقاء يلفظ أنفاسه الأخيرة، وقتها تحصل الأهلي على خطأ في منتصف الملعب، سلطان السوادي يرمي بالكرة داخل الصندوق، الكوري سوك يرتقي والبديل محمد الراشد يزاحمه حفاظاً على بطاقة البقاء، ولكن رأسه أخطأت الاتجاه، الكرة في المرمى والذهول يعم الجميع.. الاتفاق هبط!
جماهير الأهلي تعيش الصدمة رغم هدف الفوز!
كان للهدف مفعول السحر على كل من في الملعب سواءً كان أهلاوياً أو اتفاقياً، كيف لا وكبير المنطقة الشرقية يترك مقعده بين الكبار، للمرة الأولى جماهير الأهلي لا تحتفل بهدف سجله فريقها، بل كان الذهول هو عنوان الوجوه والصدمة ارتسمت على الجميع والألسنة لم تنطق أي كلمة إلا أن تعابيرهم تقول: (عذراً يا اتفاق ولكن هذه هي أصول المنافسة الشريفة).
لاعبو الاتفاق وجماهيرهم في ملعب المباراة حتى الثانية عشرة صباحاً
وعقب صافرة النهاية كانت القصة مختلفة والوضع مأساوياً بكل ما تعنيه الكلمة، سقط الاتفاقيون بفريقهم وسقطوا داخل أرضية الملعب، بقي اللاعبون داخل أرضية الملعب لأكثر من نصف ساعة ودخل الإداريون في نوبة بكاء حادة، قبل أن يتوجه الجميع إلى غرفة الملابس الخاصة بهم في ملعب المباراة حيث أغلقت الأبواب ولم يخرج أي فرد من أفراد الفريق إلى الحافلة المقلة لهم سوى بعد الثانية عشرة صباحاً أي أنهم استمروا داخل غرفة الملابس لأكثر من ساعة. بينما كان الوضع أكثر صعوبة لدى الجماهير الاتفاقية التي انتقلت من الدمام إلى جدة لمساندة الفريق، حيث دخل أغلب الجماهير في نوبة بكاء حادة بينما اكتفى البعض بالبقاء في أماكنهم دون أي تحرك لوقت طويل بفعل الصدمة حيث ارتسمت على الوجوه الكثير من علامات التعجب وكأنهم غير مصدقين لما حدث.
الصدعان أكثر المتألمين بعد الخسارة
وفي جانب آخر كان وضع المتحدث الإعلامي محمد الصدعان أكثر صعوبة حيث دخل في نوبة بكاء حادة، بل وتطور الأمر إلى معاناته من عارض صحي داخل غرفة الملابس نظير شدة الغضب وألم الصدمة من الحادثة.