من السنن الحميدة والجميلة لولاة أمر هذه البلاد والمسؤولين هو تفقد أحوال الرعية وزيارتهم في أماكنهم للتواصل معهم والاطمئنان على راحتهم وما يقدم لهم من خدمات. ولعل زيارات سمو أمير منطقة الرياض سيدي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز وسمو نائبه سيدي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز هذه الأيام للمراكز والقرى والهجر تأتي في هذا السياق، فاستكمالاً لجولات سموهما السابقة للمحافظات والتي استكملها سموهما لكل محافظات منطقة الرياض قبل أشهر عدة، رأيا بثاقب بصيرتهما أن لمواطني المراكز والقرى والهجر نصيباً من هذه الزيارات، وذلك من منطلق الحرص والمتابعة لمشاريع التنمية والخدمات التي تقدم للمواطن في مركزه وهجرته. ولا شك أن مواطني هذه المراكز والهجر سيكونون سعداء بوجود سمو أمير المنطقة ونائبه بينهم ولو لساعات أو دقائق، فالفرحة بإطلالة الأمير الشهم المتواضع وساعده الأيمن الأمير الكريم البشوش لا حدود لها، وسوف تغمر الجميع رجالاً ونساءً شباباً وشيباً، وستسجل هذه الزيارات بمداد من ذهب في سجلات هذه المراكز والقرى، ولا شك ستدفع هذه الزيارات بعوامل التنمية والتطوير لهذه الأماكن إلى الأمام. ولقد سعدنا نحن رؤساء مراكز محافظة شقراء قبل أسبوعين بأن كنا في استقبال سموهما في مركز القصب، فكان التقاء الرئيس بالمرؤس والمواطن، فصقل لدينا هذا الالتقاء مع سموهما الحرص على العمل وخدمة المواطن والحرص على التنمية، واستفدنا من ديناميكية سموهما على التجديد والعمل بإنتاجية لخدمة المواطن، وغمرتنا الفرحة ونحن نرى ابتسامة سموهما واحتضانهما للأهالي والاستماع بتواضع لشكاواهم وهمومهم والعمل على تحقيق مطالبهم، وحمدنا الله على أن هيأ لنا ولاة أمر صالحين ناصحين لمواطنيهم راعين لمصالحهم، يسهرون على راحتهم، زائرين لهم في بلدانهم لقضاء شؤونهم، بينما نجد في بعض البلدان الأخرى لا يتوفر لمواطنيها هذا الحنو وهذا الاهتمام من حكامها وولاتها. فنحمد الله على ذلك، وقد تشرفنا أن كنا في ضيافة سموهما في تلك الليلة بعد انتهاء زيارتهما لمركزي القصب والمشاش، وأكرمونا، وكان حديث سمو الأمير الأبوي بلسماً على كل الحضور، مبدياً اهتمامه بالجميع من خلال هذه الزيارات التفقدية، واعداً باستكمالها، وسيدي الأمير خالد ونائبه تركي لهما موعد مع المواطن بشكل مستمر كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع، هو يوم بمثابة التقاء وزيارة لكل محافظات ومراكز المنطقة، وهه في اعتقادي هي الفلسفة الإدارية الناجحة اليوم بعيداً عن المكاتبات الورقية، وهي التي تحقق المتابعة والرقابة للعمل في آن واحد. وكمواطن أهنئ سموهما على هذا الأسلوب الإداري الناجح، ولا غرو فهما قامتان درسا ومارسا العمل الإداري والميداني بدقة وفاعلية.
وختاماً أقول لسموهما مرحباً بكما مع كل نبضة من نبضات قلوبنا وما أصدق لغة القلوب لغة البراءة والطهارة لغة لا يسترها بريق الكلمات ولا متاهات الألفاظ، وهي عبارة طويلة يرددها أهالي منطقة الرياض احتفاءً وترحيباً بأميرهم وراعي نهضتهم وسمو نائبه في عهد ملك القلوب عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده المحبوب حفظهما الله.