كلما اطلعت على ردود صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على كتَّاب الجزيرة، علمت بأن من واجبي، تقديم ما لديّ، عبر هذه الصحيفة المنارة في التواصل ما بين وزارة التربية والتعليم وبين المواطنين والكتَّاب، وتعليقاً على ذلك أقول: لديّ اقتراح يا صاحب السمو، وهو كالتالي:
كل عام تنشر وزارة التربية والتعليم وإداراتها ومكاتبها خطط النشاط والقيم والآليات والمسابقات والفعاليات، وتبدأ قيادة المدرسة من خارجها، بينما الواجب قيادة المدرسة لكل المحيط.
لماذا لا تطبق وزارة التربية والتعليم هيكلاً إدارياً للطلاب فيما يخصهم وأنشطتهم، فلدى الطلاب مواهب وإبداعات وصفات رائعة، تحتاج لتعليق الجرس؟!
هيكلة الطلاب إدارياً ليتناغم وجودهم في المدرسة مع دور المعلمين في المدارس، وإبعاد شبح إملاءات إدارات التعليم سواء كانت من المشرفين بإدارة النشاط الطلابي بأنواعه العلمي، أو الثقافي أو الإسلامي أو الرياضي أو الاجتماعي أو الكشفي.
وبدلاً من التدخل المباشر في أنشطة الطلاب بحيث يدير دفة الأنشطة والأعمال والمشاركات كافة الطلاب بإشراف المعلمين.
بدلاً من بناء الخطط كل عام ودفعها للمدارس وتوقف الدور بانتظار المدارس لتفعيل الإملاءات والأوامر، ولتجاوز ضعف النشاط الطلابي داخل المدرسة، وبدلاً من الاتكاء على شكليات النشاط أو قصره على فئة من الطلاب يمكن برمجة نظام إلكتروني يشرع في تسمية مهام الطلاب، مسؤول إعلامي من الطلاب ومسؤول ثقافي من الطلاب ومسؤول شؤون إسلامية ومسؤول عن المرور بدلاً عن طلاب النظام ومسؤول علاقات عامة داخل وخارج المدرسة، ومسؤول التطوع والخدمة الاجتماعية ويمثلهم فرقة الكشافة، وذلك عبر عمل إداري متكامل يحاكي الواقع يقوم بأدواره الطلاب في داخل وخارج مدارسهم.
بدلاً من ملاحقة المعلم بإعداد خطة النشاط الطلابي والأنشطة الدينية، والدوري الرياضي وما شابه ذلك، وإرهاقه بالقيام بكل شيء نستطيع وضع الطلاب في قلب الحدث.
بعدها سيقوم الطلاب بتأسيس الفرق الرياضية وتسميتها وتسمية زملائهم واختيارهم وإعلان الخطة الكاملة للرياضة داخل المدرسة وخارجها أيضاً من خلال موقع خاص بهم.
والمدرسة التي ترزق بمعلمين متحمسين يمكن أن يقدموا لنا نماذج رائعة فيما يخص الأنشطة الخارجية، ليتمكن طلاب تلك المدرسة من قيادة كافة المدارس من خلال الهيكل.
الموقع المطلوب لرسم عمل طلاب كل مدرسة بشكل مستقل، فيحددون الأعمال الداخلية والعلاقات الخارجية عبر موقع مستقل، وبإدارة الطلاب أنفسهم، ويراقبه ويشرف عليه مسؤول النشاط من معلمي المدرسة ويشارك فيه مجموعات الطلاب كل في مجاله، وتسمي إدارة التعليم المدارس بحسب النشاط المميز، فالمدرسة المبرزة إعلامياً تقود دفة الإعلام الطلابي الخارجي، والمدرسة المميزة بالشؤون الإسلامية تتولى الإشراف على كل متطلبات الأنشطة والفعاليات الإسلامية المحددة.
أتمنى برمجة الموقع للمجال الرياضي والثقافي والإسلامي والمروري، والإعلامي والمسرحي والكشفي وخلافه، بحيث يحدد للطلاب كيفية إدارة المجالات المحددة، وفي أقل الأحوال للمرحلة الثانوية كتربية قيادية ولتحقيق المجالات المحددة.
ومن خلال الموقع يمكن إرشاد الطلاب لكيفية إدارة أنفسهم وزملائهم وتوزيع الأدوار بينهم.
تخيلت بأن كل مدرسة فيها فريق طلابي مهتم بالتربية المرورية فيحدد قائد المرور كمسؤول عن النظام وفريق النظام باسم فريق المرور، مع تحديد حراس الدخول والخروج، فيضبطون كل ما يتعلق بالتربية المرورية، بداية من دخولهم ومروراً بتوزيع وجباتهم الغذائية، وعناية بانتقالهم للمصلى ثم يتولى فريق الشؤون الإسلامية مصلاهم وترتيبه والنداء للصلاة وأدائها كما يجب وبأفضل من حالهم بل وبأفضل من حال المساجد.
بحيث لا يغفل مدير وفريق المرور عن ثقافة دخول وخروج الطلاب من المدرسة وإلى المصلى ونحوه، ليتم نقل صورة مصغرة عن كيانات الحكومة.
الطلاب بحاجة لمحاكاة ما يتم في البيئة الاجتماعية والإسلامية والمرورية والرياضية، بل والبيئة والغذائية.
فبدلاً من تسمية طلاب النظام يمكن تسميتهم بفريق المرور بحيث يحاكون الواقع، ويبتكرون ما يضبط حالهم مرورياً داخل وخارج المدرسة، وبدلاً من طلاب التوعية يكون دورهم عاماً للشؤون الإسلامية ليشمل المصلى وما يحتاج.
وأقترح ربط مدارس قيادة السيارات بالمدارس الثانوية، بحيث تعقد كل الدورات المرورية في المدارس كتحضير لمنح رخصة قيادة السيارة، فيحجز مسؤول المرور مع الطلاب موعداً لإقامة دورة مرورية نظرياً، يدرب فيها رجال مدرسة قيادة السيارة طلاب المدرسة، ثم ينتقل فريق المرور ومن شارك في الدورات النظرية (طلاب الصف الثاني والثالث الثانوية) لمدرسة رخص القيادة بعد الاختبار النظري داخل المدرسة وإكمال الاختبار العملي في مدارس القيادة، أو حتى حول المدرسة.
لو استهدفت مدرسة قيادة السيارات بالتنسيق مع الطلاب وبإشراف المعلمين في الفصل الدراسي الأول فلن يقل عن أربع عشرة ثانوية وأكثر من أربعة آلاف طالب، أي كل أسبوع في مدرسة.
أفكار كثيرة للتربية المرورية يمكن تفعيلها عن طريق الطلاب، كتبت عن بعضها مراراً، ولكن وزارة التربية والتعليم لا تهتم بالتواصل مع الأفكار العملية بشكل عملي منظم، وإن كانت تحتفي بالتجارب وتجمعها.
هيكلة الطلاب الإدارية لا تعني إلغاء دور إدارات النشاط والتوعية الإسلامية ونحو ذلك، بل تهدف لتعزيز دور الشباب وتربيتهم على القيادة وتنمية القيادة والتربية الشخصية، وتحميس الطلاب لخوض تجارب حقيقة تحاكي واقع المجتمع المدني والإداري والاجتماعي والإسلامي وخلافه، للتأكيد على كل ما في المقررات من نظريات وتعاليم، ولكي لا يكون التنظير بعيداً عن التطبيق.
ستظهر الشخصيات الإدارية الطلابية، ثم رعايتها عملياً، وتهدف الهيلكة لترتيب دور الإدارات مع الطلاب وبإشراف المعلمين، بحيث يتحول دور إدارات النشاط الطلابي والتوعية الإسلامية إلى دور شبه أكاديمي، بدلاً من الإدارة التقليدية، وأعتقد أن المدارس لم تعد كالسابق فعصر المفتش والموجه والمشرف انتهى أو لا يجوز استمراره على نحو إدارته الحالية، ليتمكن هو والمدارس لإبراز القيادات الحية سواء من المعلمين أو الطلاب.
عندما تعزم يا صاحب السمو الملكي على ذلك، فهناك ما هو أهم لجعل الطلاب يتسابقون إلى هذه الهيكلة الإدارية الخاصة بهم، أترك قولها هنا، فهي بلسم الهيكلة، وصدقني أجيالنا ينتظرون البسمة المفقودة في المدارس، وطالما سمعناك تسأل عن البسمة، فالبسمة يا أمير التربية والتعليم هي احترام الطلاب، فإذا عزم مسؤول الغداء من الطلاب على أن يقول كلمته في المقصف المدرسي فيجب أن يسمع كلامه، فإشارة منه ستكون كفيلة بربط هيئة الغذاء والدواء بالمدرسة، وإشارة منه ستكون كفيلة بالعزم على تغيير كل فساد في المقصف المدرسي!