سألني صديقي: كيف يطبّل ويزمّر ساسة «الكريملن» في موسكو تحت القبة الحمراء للطاغية بشار الأسد وما يفعله بشعبه من مجازر تقشعر لها الأبدان؟ فقلت له إنني لا أعرف أولئك القوم ولا أجيد لغتهم ولا أقرأ صحفهم ولم أسافر إلى بلادهم ولكننا يمكننا أن نكتشف عقلياتهم المريضة من خلال موقفين حدثا في بلادهم تكلمت عنهما بإسهاب وسائل الإعلام العالمية في حينها.
عام 2000م أبحرت غواصة روسية نووية على متنها 118 بحاراً أصابها عطل فني فبدأت ترسل إشارات استغاثة لمدة أربعة أيام متتابعة ولكن لا مجيب، فالجنرالات الروس تكتموا على الموضوع خوفاً من الفضيحة، إذ لا يملكون أجهزة إنقاذ، حيث كل ما لديهم أجهزة تدمير وخراب فتركوا جنودهم يغرقون في أعماق البحر وأبى كبرياؤهم المريض أن يطلبوا المساعدة من الأجانب!! رصدت البحرية الأمريكية الحادث بأجهزتها المتطوّرة فاضطر الروس بعدها للسماح لفرق الإنقاذ البريطانية والنرويجية لإنقاذ جنودها الذين لم ينج منهم أحد بسبب التأخر في الإنقاذ.
عام 1983م دخلت طائرة ركاب مدنية تحمل 250 راكباً الأجواء الروسية ليلاً عن طريق الخطأ في رحلة تجارية ما بين أمريكا وكوريا الجنوبية فاستغلها الروس فرصة لتصفية حساباتهم مع الأمريكان فأرسلوا لها مقاتلة حربية حلّقت خلفها فسلّطت عليها الأضواء الكاشفة ثم أمطرتها بصاروخ جو جو حوّلها بركابها إلى رماد ولسان حال قادة الروس يقول: إذا أنتم رجال يا الأمريكان ادخلوا أجواءنا مرة ثانية بلا إذن تشوفون وش نسوي بكم!!
عزائي للشعب الروسي العريق الذي يحكمه هؤلاء الأشاوس المسترشدون بسيرة بطلهم القومي «ستالين» قيمة الحياة عندهم هي أمجاد الاتحاد السوفيتي البائد وكبرياؤه وغطرسته وأحلامه الوهمية وما عدا ذلك فكله هيّن ولو أُزهقت أرواح الناس كلهم.