في تسعينات القرن الماضي توقف فنان العرب الأستاذ محمد عبده «قسريًّا» عن الحفلات العامَّة، بما يشبه اعتزال المسرح «المؤقت»، والاكتفاء بطرح الأعمال الغنائية عن طريق الكاسيت، أو المناسبات الوطنيَّة، لكنه عاد «مدويًّا» بحفلته الشهيرة في لندن التي أطلق منها مجموعة من الأغاني الجديدة، ومجدّدًا الأغاني القديمة التي ما زال صداها يتردَّد حتَّى يومنا هذا.
واليوم تتكرر الحالة «تمامًا» مع الفنان عبدالمجيد عبد الله الذي ترك المسرح ست سنوات «تقريبًا» مكتفيًّا بطرح الأعمال الغنائية الرسمية أو المنفردة والمناسبات الوطنيَّة، وعاد بحفل جماهيري في دبي، نهاية مارس الماضي.
فنان العرب عاد عبر شاشة mbc، في حفل حضره «نخبة» من الشخصيات المهمة، التي وجهت لها الدعوات بشكل «رسمي»، ولم يكن الحفل مباشرًا، بل عرض للجمهور بعيد فترة من إقامته في عاصمة الضباب، فيما «ضجّت» الصحف ووسائل الإعلام المختلفة حينها بتغطيات ومتابعات وتحليلات لتلك العودة التي لم يقل وقع صداها قوة عن الاعتزال الشهير لمحمد عبده.
أما عبدالمجيد عبد الله فكانت عودته عبر شركة روتانا للصوتيات التي «أقنعته» بالعودة حسبما قالت في بيان، وجعلت من عودته تجمعًا جماهيريًّا تجاوز الـ2500 شخص في واحدة من أجمل قاعات دبي للحفلات، والحفلة أيْضًا لم تكن منقولة على الهواء مباشرة، لكنها ستعرض للجمهور لاحقًا على قنوات روتانا.
الغريب في عودة عبدالمجيد عبد الله أن الإعلام السعودي لم يتفاعل معها، ربَّما لـ»تسديد فواتير» سابقة مع عبدالمجيد عبد الله أو مع روتانا، وهذا خطأ مهني فادح أن «تصمّ» بعض الصحف صفحاتها عن فنان سعودي «كبير» كعبدالمجيد عبدالله، بينما نفسها تفرّد مساحات كبيرة لفنانين لا يبلغون وزنًا في التأريخ الفني، بل إن أغنية واحدة من عبدالمجيد عبد الله تساوي تأريخ «فنانة ما» كاملاً، العجيب أن الصحافة الخليجيَّة والعربيَّة احتفلت بعودته في «غفلة» منّا.
هذه ليست انتهازية أو قفزًا على الواقع أو مزايدة رخيصة، بل هي حقيقة لا يجب علينا النوم في عسلها، ولا الفلسفة تجاهها لمجرد تسجيل موقف هنا أو هناك، لأن البعض أكثر من استخدام الزجاج في بناء منزله.