رغم النهضة الشاملة التي شهدتها وتشهدها جميع القطاعات التنموية في المملكة العربية السعودية.. ورغم وجود مشاريع إصلاحية وتطويرية عديدة ومتنوعة تشرف بحمل اسم خادم الحرمين الشريفين وتحظى بالدعم المادي والمعنوي من لدن مقام قيادة بلادنا الحكيمة، ورغم...فإن السمة الأساس والصفة الأبرز في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أنه «عهد التعليم العالي بامتياز»، ولا أدل على ذلك من انتشار الجامعات الشمولية في مناطق ومحافظات المملكة العربية السعودية، والتي بلغ عددها بعد أن صدر الأمر الملكي الكريم منتصف الأسبوع الماضي بافتتاح ثلاث جامعات جديدة «ثماني وعشرين جامعة حكومية» خلاف الجامعات والكليات الأهلية التي تحظى بالدعم والتشجيع والمؤازرة من قبل وزارة التعليم العالي.
إن المتتبع لخطوات هذه الوزارة العملاقة.. والراصد في سجل انجازاتها على أرض الواقع..والمتنقل بين مدنها الجامعية التي تتربع على أرض الوطن في جميع جهاته الرئيسة والفرعية..والقارئ في سير رجالها وأخبار فِعالها.. إن هذا الإنسان أياً كان ومن أي بلد أو ملة هو ليسجل بكل الشكر والتقدير هذه القفزة النوعية فضلاً عن الكمية لقائد مسيرتنا التنموية رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس التعليم العالي، كما أنه في ذات الوقت يجزم أن لهذا الكيان التنموي الهام فريق عمل منجز - يقوده معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري، ويساعده معالي نائب الوزير الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد السيف وأصحاب السعادة وكلاء الوزارة ومديرو العموم كل في مجاله، وينتظم في عقده ويشرف بعضوية مجلسه ثمان وعشرون (28) صاحب معالي مديراً لجامعة من جامعات الوطن الغالي»- وإن للوزارة رؤية واضحة، وتحمل رسالة ثمينة، وعندها أهداف محددة تسعى لتحقيقها في غضون سنوات معدودة.. وهذا ينم عن تفكير إستراتيجي متزن وواع للمرحلة وتحدياتها، والصعوبة التي تكتنف مسيرة الإنجاز والعطاء فيها، الشيء الذي تفتقده وللأسف الشديد عدد من الوزارات والهيئات التي أنيط بها المشاركة الحقيقية في البناء والتغيير سواء في باب « إصلاح إنسان الوطن وتعزيز فعاليته التنموية والنهضوية» أو في مجال «الأنظمة والأحكام التي تضبط إيقاع حركة خطوط التواصل وتحدد ماهية نقاط التماس بين المواطن والمسئول أياً كان وفي أي موقع هو» أو في...
إنني وأنا أسجل بكل فخر انتمائي لهذه الوزارة المنجزة والحريصة على التوظيف الأمثل للكوادر البشرية والموارد المالية لأدعو المواطن الراغب في قراءة شيء مما هو على أرض الواقع زيارة المدينة الجامعية القريبة منه ليتعرف على بعض من معالمها التي نفخر ونفاخر بها، ليس هذا فحسب بل عليه أن يقرأ في تقارير هذه الجامعات ليدرك حجم النقلة النوعية التي تمت في عهد عبد الله بن عبد العزيز، ومن أراد شاهداً آخر وبالأرقام والإحصاءات الدقيقة فما عليه إلا أن يطلع على ما يصدر من مركز إحصاءات التعليم العالي التابع لوكيل الوزارة للتخطيط والمعلومات عبر موقع الوزارة في الشبكة العنكبوتية ليعرف حجم النقلة النوعية التي تمت وفي سنوات قليلة.
لقد أضحى التفكير الإستراتيجي ضرورة ملحة لضمان التوظيف الأمثل للإمكانيات والقدرات، كما أنه السبيل الأوحد لتلافي العشوائية والارتجال التي لا مكان لها اليوم في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء الذين يملكون روح المبادرة ويمسكون بزمام القرار الواعي لجميع الظروف والمعطيات المحيطة بمجمل البيئة المحلية الحاضنة لهذا المنجز أو ذاك.. ولا يكفي أن يكون لدى مؤسساتنا وهيئاتنا الحكومية أو الأهلية أو حتى الخاصة خطط إستراتيجية مكتوبة ومطبوعة وبإخراج مميز بل لابد أن تنتقل هذه الخطط التي عكف عليها فريق مختص من دائرة التنظير والتحليل لتمتزج بالواقع المعاش، وتصبح موجهة لبوصلة التحرك في جميع مستويات الإدارة، ولدى جميع متخذي القرار والتنفيذيين مهما كان موقعهم في الهرم الإداري، وهذا باختصار ما عملت على وجوده وتفعيله وبامتياز وزارة التعليم العالي محل الحديث، فضلاً عن أنها ربطت وقارنت ما تم ويتم داخل أروقتها بما هو عالمي سواء في الجانب الأكاديمي أو البحثي أو الخدمي، ولذا استطاعت أن تغازل العالمية بكل ثقة واقتدار، وصار لها في خارطة التواجد الدولي مكاناً مميزاً ومؤثراً يستحق الإشادة والافتخار، والشواهد والأمثلة في هذا كثيرة ومتعددة، أترك الحديث عنها لقادم الأيام بإذن الله، دمتم بخير وإلى لقاء والسلام.