عندما «أتنكد» من أي أمر تذهب بي ذاكرتي مباشرة إلى مرحلة طفولتي، ولست بعالم نفس لأجد مبررا علميا لذلك، وما دعاني إلى ذلك خضم الكلام الدائر في شبكات التواصل الاجتماعية عن شيخنا عبداللطيف آل الشيخ رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاولة بعض النفوس الدنيئة الإساءة إلى سمعته وإنجازاته.
وهذه الإساءة جاءت بناء على تفسير ساذج من قبل ضعاف النفوس لكلمته التي وردت في أحد مقاطع اليوتيوب.
أقول عادت بي ذاكرتي إلى سوق الديرة في مدينة الرياض فحين دخولك السوق لا تسمع إلا ما يحلو من الكلام بين الناس من سلام وتحيات وسؤال عن الحال والنقاشات التجارية بينما تجد في وسط السوق أربعة أو خمسة رجال يجلسون على «سحارة كبيرة» تشع وجوههم بنور الإيمان ويتجلاهم الوقار. عندما تمر بهم تسمع ذكر الله والتسبيح وترى من يمر أمامهم يهديهم السلام ويبادلونه بأحسن منه. جو تسود فيه الحميمية والمودة قد أحبوا الخير للناس وتلطفوا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فبادلهم الناس بالحب والإجلال، بل كان الناس يأتون إليهم يحدثونهم عن شتى الأمور دون تكلف. كان تمازجا مثاليا.
ومرت الأيام واختلفت الأحوال وأصبح الجو والعلاقة بين جزء كبير من الناس مع رجال الهيئة ليس جواً صحياً.
توترت العلاقات وزاد الخلل حيث بدأ البعض من رجال الحسبة التعامل بغلظة وقلة صبر. والقليل منهم زاد الطين بلة كان يحاول «فرد عضلاته» وكل يوم نسمع عن حادثة أو واقعة بين أحد الناس وفرقة من الهيئة فانصرفت الصورة الإيجابية إلى صورة يشوبها الامتعاض العام.
ولست هنا لألوم الهيئة فجزاهم الله خير الجزاء، فكم من مآس وكوارث اجتماعية تم تجنبها لجهودهم الجبارة ولكن كما نقول «الزين ما يكمل» لأن تطلعاتنا لدور الهيئة تطلعات عالية جدا والمحبة كبيرة.
أعود إلى موضوع تقليب الأمور التي حدثت لمقطع اليوتيوب ولست بمستغرب لعسف الأمور من قبل أناس لم يرق لهم المنهج التصحيحي الذي بدأ به الشيخ عبداللطيف وإعادة بناء علاقة صحية بين الهيئة والناس، في محاولة مخلصة لإعادة بناء تلك العلاقة الحميمية.
أقول لم يرق ذلك للبعض من قبل قلة من المحسوبين على الهيئة أو من لا يريد أن تكون العلاقة بين الهيئة والناس علاقة مودة ومحبة.
أقول للشيخ لو أنك أبقيت الأمور على ما هي عليه ولم تحاول التصحيح لما كانت هناك أيد قذرة تحاول النيل من إنجازاتك التي يتحدث عنها الناس في مجالسهم.
الغالبية من الناس يقولون في مجالسهم الخاصة -وسوف يحاسبني الله على كلامي- إن الشيخ عبداللطيف أحدث نقلة نوعية بل رائدة في تقييمه لما اعوج داخل الهيئة، وما يجب اتخاذه من خطوات تصويبية كما أن تواصله المستمر مع المجتمع وتبسطه في الحديث وحسن إدراكه واقتلاع أي شائبة أو تطرف في الهيئة جعل له الكثير والكثير من المحبين، ولكنه بالتأكيد لم يسلم من «الحاقدين وأصحاب المصالح الشخصية» .... فسر على بركة الله.