مسقط - موفد الجزيرة - حسن الدهيمان:
بدأت بمسقط أمس أعمال ندوة تطور العلوم الفقهية الثالثة عشرة التي تقام فعالياتها هذا العام تحت عنوان (الفقه الإسلامي: المشترك الانساني والمصالح) والتي ستطرح عدة محاور من بينها ما يتصل بالمصطلحات والمفاهيم والمساواة في الجانبين الأصولي والفقهي وما يختص بفقه العدل وفقه حقوق الانسان في المواثيق الدولية والفقه الاسلامي وفقه المشترك الانساني عند فقهاء الاسلام والسياسة الشرعية وتقديم مقارنة بين الفقه الإسلامي والتراث الفقهي العالمي وتستمر حتى التاسع من الشهر الجاري.
ورعى افتتاح أعمال الندوة معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة. وسيتم خلال الندوة تقديم 68 ورقة عمل تتناول محاور القيم القرآنية في مجال الفقه وأصوله والعدل والرحمة والآثار الفقهية والمساواة في المواثيق الدولية من منظور إسلامي وما يتصل بمؤسسات العدل في الإسلام وحقوق المحاربين في الفقه وحقوق الطفل في القرآن الكريم وحقوق الانسان ومقاصد الشريعة الإسلامي والرؤية الفقهية حول اعلان الاستقلال الأمريكي والإعلان الفرنسي والاعلان العالمي وحقوق الانسان بين الاعلانين العالميين والمشترك الانساني وأثر الفقه الإسلامي في القانون الانجليزي والفرنسي والاسباني يشارك بها عدد من أصحاب السماحة والفضيلة المفتين وعدد من أصحاب المعالي وزراء الأوقاف والشؤون الدينية.
وقال الدكتور عبدالرحمن بن سليمان السالمي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر في كلمة وزارة شؤون الأوقاف والشؤون الدينية والتي ركزت على أهمية هذه النسخة من الندوة وما يمكن أن تضيفه إلى سابقاتها ضمن رسالتها المباركة: يتجلَّى المشتركُ الفطريُّ والإنسانيُّ في الإسلام ِمِن خلالِ أَمرينِ اثنينِ: القيَمُ القرآنيةُ، والمصالحُ الضَروريةُ لدى علماءِ أُصولِ الفِقه. أمّا القيَمُ القرآنيةُ فأساسياتها الواردة في القرآن الكريم هي: المساواُة، والرحمةُ، والحُرَّيةُ، والكرامةُ، والعدلُ، والتعارفُ، والخيرُ العام.
وأمّا المصالحُ الضَروريةُ فهيَ الحقوقُ الخمسةُ: حقُّ النفسِ، وحقُّ العقلِ، وحقُّ الدينِ، وحقُّ العِرضِ، وحقُّ الملك.وأضاف , لقد ظهرَ الاجتماُع الإسلاميُ قبل بدءِ التنظير لهُ، وكانت تجربةً مشتركةً بين الأطراف الثلاثة: القرآنُ الكريمُ والسنّةُ النبويةُ، ومجتمعُ المدينةِ المنوَّرةِ الأول، والسلطةُ المتكوِّنةُ والتي سمَّاها المسلموَن الأوائل: خِلافةً، تيمُّناً بالمصطلحِ الواردِ بصيغٍمتعددةٍ في القرآنِ الكريم.
ولأنّ القيمَ القُرآنيةَ كانت حاضرةً في الأذهان وطرائق تقاليدِ العيشِ، فسُرعان ما انصرفَ المتُكلِّمونَ في القرنِ الثاني الهجريِ للتأمُّلِ فيها والتنظيرِ لها في المبحثِ الذي عُرف باسم «الذاتِ والصفاتِ».
كما أنَّ الفقهاءَ المهتمينَ بقضايا العيشِ الإنساني في المجتمعِ الجديدِ، تَناولُوا بعضاً آخَر مِن تلكَ القيمِ. وكما صارت مَقولاتُ المتكلِّميَن مَبادئَ تتعلَّقُ بالإيمانِ والتوحيدِ والتنزيهِ؛ فإنَّ جواباتِ الفقهاءِ وفتاواهم وأحكامهم القضائيةِ تحَّولَت إلى نُظُم.
وهذانِ الأمرانِ، وهما المقولاتِ والمبادئُ من جهة، والنُظُم من جهةٍ أُخرى، وهي التي تُشكِّلُ مُجَملَ بحوثِ ودراساتِ الندوةِ الفقهية الثالثةَ عشرةَ مِن نَدَواتِ تطور العلوم الفقهية لهذا العام.واختتم السالمي حديثه قائلا: تقام هذه الندوة بتوجيهات سامية من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله تعالى، وتتفرَّعُ ندوةُ تطورِ العلومِ الفقهيةِ الثالثةَ عشرةَ لهذا العامِ (1435هـ) بيَن القيمِ والمصالحِ والنظمِ المترتبةِ عليها. وعنوانها: «الفقهُ الإسلاميُ: المشتركُ الإنسانيُ والمصالحُ».
فالقيُم والمقولاتُ القرآنيةُ تتضمنُ المفاهيمَ والمصطلحاتِ. والمصالحُ المترتبةُ عليها تتضمنُ المساواةُ والعدالةُ وحقوقُ الإنسانِ والسياسةُ الشرعيةُ. ولأنَّ الفقهاءَ يعتبرونَ هذهِ المصالحَ ضروَريةً، أي أنها مشتركةٌ بين الناسِ أو هي تُشكّلُ الجوامعَ التي ينبغي أنْ يتلاقَى مِن حولها الناس؛ فقدْ عقَدنا ثلاثةَ محاورَ لقراءةِ تلكَ المشتركات قراءةً تفصيليةً مقارنةَ وهي: فقهُ المشترك في التأصيلِ، وفِقهُ المشتركِ والسياسةِ الشرعيةِ، وفقهُ المشتركِ في منظورٍ مُقاَرنٍ مع تُراث الفقهِ العالمي.
ثم ألقى فضيلة الشيخ الدكتور كهلان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة كلمة تناول فيها بعد حديثه عن مكانة العلماء والفقهاء وأهم المفاصل الأساسية التي يجب على الأمة أن تحذرها ؛ لما لها من الأثر الكبير في زيادة وقع الابتلاءات وحلكة الظلام.
ومن أهمها اتباع الهوى والجمود والتقليد.وبعدها ألقى الدكتور شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية كلمة افتتحها بشكر القائمين على الندوة ثم عرج إلى مكانة علم الفقة بين علوم الشريعة ومناهج الفقهاء ثم تناول المقصود من المشترك الإنساني ومستنداته من النصوص الشرعية.