حمَّلت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو المسؤولية عن وصول المفاوضات إلى طريق مسدود بسبب مواصلتها البناء الاستيطاني، ونقضها اتفاق إطلاق سراح قُدامى الأسرى الفلسطينيين المعتقلين قبل اتفاق أوسلو.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في تصريح نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية: إننا نرفض ما تطلبه رئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض تسيبي ليفني من ثمن مقابل إطلاق سراح الدفعة الرابعة من أسرى قبل اتفاق أوسلو.
واستغرب أبو ردينة تصريحات ليفني، التي قالت فيها إن إسرائيل لن تطلق سراح الدفعة الرابعة من أسرى قبل اتفاق أوسلو دون مقابل.
وأضاف أبو ردينة بأن ليفني بصفتها رئيس الطاقم الإسرائيلي تعلم جيداً أن الاتفاق الأمريكي الفلسطيني الإسرائيلي نص على إطلاق سراح الأسرى مقابل عدم الذهاب إلى المنظمات الدولية لمدة تسعة أشهر.
وأكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية أن المسؤول عن وصول المفاوضات إلى طريق مسدود هو الحكومة الإسرائيلية التي واصلت الاستيطان، ولم تنفذ الاتفاق الخاص بإطلاق سراح الأسرى. وشدَّد أبو ردينة على أن ليفني تعلم جيداً أن الرئيس محمود عباس كان وما زال ملتزماً بمفاوضات حقيقية وجادة، تؤدي إلى سلام عادل وشامل ينهي الاحتلال، ويؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية أن الجانب الأمريكي واللجنة الرباعية والمجتمع الدولي يثمنون موقف الرئيس عباس، وأنه شريك حقيقي وجاد في صنع السلام إن وجد الشريك في الجانب الإسرائيلي.
وسبق أن قالت وزيرة القضاء الإسرائيلية ورئيسة طاقم المفاوضات تسيبي ليفني: إن مفاوضات الأشهر الثمانية الماضية كانت في غالبيتها مع الأمريكان، ولم تكن مع السلطة الفلسطينية.
ووصفت ليفني لقاءها الأخير برئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات بالقاسي جداً لأنها كانت حادة جداً معه.
وأشارت ليفني إلى أن السلطة الفلسطينية خربت الجهود الأمريكية للخروج من النفق الأخير عبر توجهها للمنظمات الدولية وتضييعها فرصة تحقيق «رزمة اتفاق» بالتعاون مع الإدارة الأمريكية.
وقالت ليفني خلال برنامج واجه الصحافة الذي بثته القناة العبرية الثانية مساء أمس الأول السبت: إن الأسبوع الأخير لم يكن سهلاً، فقد أخل الفلسطينيون بتعهداتهم، وعلينا التحلي بضبط النفس خلال هذه الفترة.
ورداً على سؤال حول بقاء الرئيسالفلسطيني محمود عباس شريكاً للسلام، على الرغم من الخطوة الأخيرة ردت ليفني بالقول إن على «أبو مازن» أن يثبت أنه لا يزال شريكاً للسلام.
وتطرقت ليفني إلى إعلان وزير البناء والإسكان الإسرائيلي الأخير لبناء مئات الوحدات الاستيطانية في حي «جيلو» بالقدس الشرقية قائلة: «إنه فعل ذلك بقصد إحباط أي تقدم في المسيرة السلمية».
من جهة أخرى، شن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح «عباس زكي» هجومًا عنيفًا على الوسيط الأمريكي، الراعي للمفاوضات المتعثرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، متهمًا إياه بأنه «صهيوني».
فيما تنصلت حركة «فتح» من تصريحات زكي، وقالت الحركة في بيان صحفي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية السبت: «التصريحات التي أدلى بها عضو مركزية الحركة عباس زكي بخصوص الولايات المتحدة الأمريكية والمبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط مارتن انديك لا تمثل إلا نفسه، ولا تمثل الموقف الرسمي للحركة».
وقال عباس زكي في تصريح نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: إن القيادة الفلسطينية تعمل بثقة ومعنويات عالية، واستطاعت إظهار العجز الأمريكي أمام المتطرفين الإسرائيليين.
وأضاف زكي بأن السلطة الفلسطينية ذاهبة إلى الأمم المتحدة لأخذ العضوية رغم أنف أمريكا، التي تقرأ الأمور بعيون «ليكودية» إسرائيلية من خلال وساطتها للعملية السياسية، كما قال.
وشدد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح على أن الوسيط الأمريكي في المفاوضات مارتن إنديك هو «صهيوني»، ويدافع عن مصالح إسرائيل.
وتابع زكي قائلاً: «إذا ظن الإسرائيليون أننا نقايض قضيتنا بالإفراج عن 30 أسيراً فهم مخطئون».
ودعا القيادي في حركة «فتح» كل الفصائل الفلسطينية للعمل معًا؛ لأن القضية الفلسطينية مستهدفة، مطالباً بـ«طي صفحات الرهان على الأعداء»، كما قال.