قدّم الأخوان القديران الأستاذ/ سرحان بن مبارك القحطاني والأستاذ/ بادي بن ظافر القحطاني كتابهما العلمي الأول، وهو (أشعار الخنافر)، فهو باكورة إنتاجهما العلمي، كما أنه في محادثة لي مع الأستاذ سرحان قال لي إنهما بصدد إصدارات أخرى جديدة في القريب العاجل -بمشيئة الله- وهذا النتاج جهد مقدر لحصاد مميز، حيث قام به الكاتبان بدراسة موروث الخنافر من قحطان، فموروث الخنافر له عبق تاريخي مميز، وقد راعى الكاتبان تقاليد وعادات المجتمع بعيداً عن كل ما يمس أو يقلل من مكانة الآخرين(1). وإنه من خلال تتبعي للكتاب، فإن الكتابين اعتمدا على الجانب التاريخي والشعري معاً، حيث أوردا سيراً ونبذاً تاريخية عن كل شاعر مبتدئين بالشيخ والفارس الشاعر شالح بن هدلان، إذ ذكرا نسبه وبعض سيرته وقصائده، بالإضافة إلى شروحات تاريخية للشعراء الواردين في هذا الديوان، خلال ذكر بعض مواقفهم وزمنهم ووقعائهم التاريخية. إذن هذا الكتاب ليس فقط ديوان شعر بل يستفاد منه في معرفة سير وتاريخ بعض الشعراء الواردين فيه.
ويقول الكاتبان إنهما اعتمدا على التواصل مع الرواة من خارج الخنافر، سواء كان الرواة حاضرة أو بادية، وجمع هذه المادة المميزة عن أشعار الخنافر لفترة استغرقت سنوات عدة(2) قاما خلالها في التنقل بين المناطق والمحافظات من أجل جمع مادة الديوان.
فصعوبة البحث تكمن في التنقل في مناطق مملكتنا ومحافظاتها الشاسعة، وشح الرواة أو المصادر التي حفظت هذا الموروث الذي آمل أن يكون ما قدمه الكاتبان ينال رضى القارئ الكريم.
اعتمد الكاتبان على إيراد القصائد على النحو التالي:- الرثاء، والمدح، والحكم، والنصح، والغزل العفيف للشعراء المتوفين -رحمهم الله. أما الشعراء الأحياء فقد أوردوا لكل شاعر عدداً من القصائد مع ذكر الشوارد من القصيد، ونبذة يسيرة عن كل شاعر مع مراعاة ترتيب الشعراء حسب مكانة كبار السن بحسب أعمارهم(3).
وقد بلغ عدد الشعراء الذين تم إيرادهم في هذا الديوان من شعراء الخنافر مائة وثمانية وعشرين (128) شاعراً، بدايةً بالشاعر الفارس شالح بن هدلان ونهايةً بالشاعر نايف بن دلعان، عدد صفحات الديوان 470 صفحة من الحجم المتوسط، مقدمة الدكتور/ محمد بن ناصر الشثري.
ملاحظة:
-1 الخنافر من قحطان لذا كان من الواجب أن يقول الكاتبان جذم (بطن) أو فخذ الخنافر من قحطان وليس قبيلة الخنافر لأن القبيلة هي قحطان والخنافر من جذوم (بطون) أو فخوذ قحطان، وهذا هو التقسيم الصحيح لدى علماء النسب.
-2 أرى أن الكاتبين لم يهتما بشعراء الخنافر قبل القرن الرابع عشر وما بعده، وكان الأولى تدوين شعراء تلك الحقب الزمنية، إلا إذا لم تتوفر لديهما مصادر ومراجع فلهما العذر في ذلك.
-3رجع الكاتبان لبعض الرواة كما قالا في المقدمة إلا أنهما لم يوردا قائمة بأسماء الرواة في مصادر الكتاب.
وفي الختام اعتمد الباحث على قائمة من المصادر والمراجع التاريخية قديماً وحديثاً، وهذا يدل على حرص المؤلفين على خروج كتابهما بهذا العمل المميز، وتقبلوا تحياتي.
***
الهوامش
(1) أشعار الخنافر من قحطان، جمع وتحقيق الأخوين سرحان بن مبارك القحطاني وبادي بن ظافر القحطاني (الطبعة الأولى: 1435 هـ، 2014م) ص 5.
(2) المرجع نفسه، ص 5-6.
(3) المرجع نفسه، ص 6.