بدت ملامح حلم «جامعة بيشة» تظهر للعيان منذ أن أُنشئ معهد المعلمين في محافظة بيشة؛ إذ عُدّ اللبنة الأولى لمسيرة بناء الجامعة، واستهل مشواره بتخريج عدد من القيادات التعليمية، لتتطور مخرجات ذلك المعهد، ويكبر الحلم معه بفضل الله ثم بفضل اهتمام ولاة الأمر بتطوير مؤسسات التعليم في المملكة، ويتحول إلى كلية للمعلمين، تتبع جامعة الملك خالد في أبها، حتى اكتملت أركان هذا الحلم الكبير بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الذي أمر بإنشاء جامعة بيشة.
وقال معالي أمين مجلس الشورى الدكتور محمد بن عبدالله آل عمرو، الذي كان أحد أعضاء هيئة تدريس الكلية المتوسطة آنذاك: لم تصل جامعة بيشة إلى هذا المستوى حتى مرت بمراحل تعليمية مختلفة، لكنها أسهمت في تخريج عدد من أبناء الكلية والفرع، حتى أصبحوا اليوم من أهم القيادات التعليمية في المنطقة. ويتطلع أهالي المحافظة إلى أن تكون الجامعة منارة علم شامخة، يزخر منها أبناء وبنات المحافظة بالعلوم والمعارف المتجددة التي تُقدَّم لهم وفق أعلى معايير الجامعات العالمية؛ إذ استقطبت عددًا من أعضاء هيئة التدريس والباحثين؛ لينهضوا بحركة التعليم في الجامعة، ويسهموا في بناء الوطن بعد تخرجهم وانضمامهم إلى مَن سبقهم في إدارة عملية التنمية الوطنية.
ويُعد فرع جامعة الملك خالد في بيشة أحد الصروح العلمية البارزة التي خرّجت أجيالاً من شباب الوطن، استفاد منهم سوق العمل في المملكة في مختلف التخصصات التي تتطلبها مراحل التنمية. وبدأ فرع جامعة الملك خالد في بيشة بكلية للمعلمين؛ إذ صدر قرار وزارة التعليم العالي بإنشائها سنة 1407هـ بوصفها كلية متوسطة، ثم تطورت إلى أن أصبحت كلية معلمين عام 1412هـ، وخرّجت العديد من المعلمين في عدد من التخصصات والأقسام الأكاديمية، من أهمها أقسام: الدراسات القرآنية، الدراسات الإسلامية، اللغة العربية، الرياضيات، العلوم، التربية الفنية، التربية البدنية، الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية.. لتنضم كلية المعلمين إلى وزارة التعليم العالي، ومن ثم إلى جامعة الملك خالد. وكان الهدف من هذه الكلية هو تخريج معلمين للتدريس في المرحلة الابتدائية، عدا قسمي الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية؛ إذ تم تأهيل الطلاب فيهما للتدريس في كل مراحل التعليم.
ومن ثم أُنشئت كليتا المجتمع والعلوم والآداب؛ إذ صدر سنة 1424هـ قرار وزارة التعليم العالي بإنشاء كلية المجتمع في بيشة لتقديم دبلومات أكاديمية في بعض التخصصات. وفي عام 1428هـ صدر القرار بإنشاء كلية العلوم والآداب، التي تضم مجموعة من الأقسام، من أهمها: اللغة الإنجليزية، العلوم الطبية، الفيزياء، الكيمياء، الأحياء، الرياضيات وعلوم الحاسب الآلي. وتم الانضمام للمنظومة التعليمية في جامعة الملك خالد في أبها خلال العام نفسه. وفي عام 1431هـ أُنشئ فرع جامعة الملك خالد في محافظة بيشة، استهل بإدارة تتولى الإشراف على كليات البنين والبنات في بيشة وبلقرن وتثليث. وفي عام 1432هـ صدر القرار السامي بإنشاء كليتَي الطب والهندسة، ومن المتوقع أن تبدأ الدراسة الفعلية فيهما العام المقبل بمشيئة الله.
وكان قرار مجلس التعليم العالي قد صدر بإعادة هيكلة كليات المعلمين وكليات البنات في بيشة؛ ليصبح مجموع كليات فرع جامعة الملك خالد بموجب هذا القرار (13) كلية، تشمل: التربية، العلوم، الآداب، المجتمع، العلوم الطبية التطبيقية (بنين وبنات)، الإدارة، العلوم والاقتصاد المنزلي، العلوم والآداب (بنين) في بلقرن، العلوم والآداب (بنات) في بلقرن، كلية العلوم والآداب (بنات) في تثليث، كلية الطب وكلية الهندسة.
وفي الثاني من شهر جمادى الآخرة الجاري أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - بتحويل فرع جامعة الملك خالد في محافظة بيشة والمحافظات المجاورة إلى جامعة مستقلة، تسمى «جامعة بيشة». وسوف تضم هذه الجامعة الكليات في محافظات: بيشة والنماص وبلقرن (سبت العلايا) وتثليث. وتبلغ الكليات التي تتبع الجامعة ثلاث عشرة كلية.