أصبح الآن أمامنا خريطة جديدة للجامعات السعودية الحكومية بعد أن وافق الملك عبدالله -يحفظه الله- على إنشاء (3) جامعات جديدة هي: جامعة حفر الباطن، جامعة بيشة، جامعة جدة. أعلن عنها يوم الأربعاء الماضي ليصل عدد الجامعات الحكومية (28) جامعة و(11) جامعة أهلية تتوزع جغرافيا على (13) منطقة إدارية بواقع جامعة أو أكثر في كل منطقة. وبإضافة الجامعات الثلاث يكون التوزيع:
منطقة الرياض (8) جامعات.
منطقة مكة المكرمة (4) جامعات.
المنطقة الشرقية (4) جامعات.
منطقة عسير (2) جامعة.
منطقة المدينة المنورة (2) جامعة.
أما بقية المناطق فإنها على جامعة واحدة:الحدود الشمالية الجوف، تبوك، حائل، القصيم، الباحة، نجران، جازان. وكما هو معروف أن الكثافة السكانية التقليدية في المملكة في ثلاث مناطق الشرقية, والرياض, ومكة المكرمة، لكن في السنوات الأخيرة شهدت مناطق المملكة تغيراً في الكثافة السكانية لصالح مدن رئيسة ومحافظات كبيرة وليس مناطق مثل جدة، وهي تعد أعلى نسبة تعداد سكاني بعد مدينة الرياض ثم تليها الدمام (جامعة حفر الباطن) وهي المدينة الخامسة بعد مكة والمدينة المنورة، أما منطقة عسير (جامعة بيشة) تعيش تحديا جيولوجيا وجغرافيا صعبا يتطلب أن يكون لبيشة جامعة مستقلة لتغطى المساحات ما بين جامعة الأمير سلمان بالخرج, وجامعة الملك خالد بأبها, وجامعة الباحة وهي مساحة جيمورفولجية تتطلب أن يكون لها جامعة مستقلة.
في الحقيقة أن المبررات التي تطرقت لها تنطبق أيضا على محافظات أخرى مثل: الرس، الدوادمي، صبيا، القنفذة, وادي الدواسر. التي من المفترض أن تغطى بالجامعات بالمرحلة القادمة، فبعض المناطق تحتاج إلى أكثر من جامعة بعد أن بدأ التوطين يأخذ شكله, وتحولت الجامعات إلى نواة لنمو المحافظات التي يمكن أن نشاهده في الخرج (السيح) والمجمعة وشقراء، وهي أحدث جامعات ما قبل الأخيرة, وأقصد هنا بالاستقرار التعليمي ودعم انتشار التعليم الجامعي.
إنشاء الجامعات أصبح ضرورة في التجمعات التي يزيد سكانها عن (100) ألف نسمة كمعيار سكاني، وضرورة أيضا في الحالات ذات البنية الجيولوجية الصعبة، كما هو الحال في منطقة عسير ذات التركيبة الجيولوجية والجغرافية المركبة, أيضا في تباعد المحافظات عن محور تجمع السكان كما هو الحال في حفر الباطن الواقعة على أبعاد طويلة ما بين الدمام، الرياض, القصيم، الحدود الشمالية.
تأتي الجامعات الثلاث: حفر الباطن, بيشة, جدة. لتغطي تجمعا سكانيا واقعا بين الحدود الإدارية التي قسمت فيها المناطق وفق اعتبارات سياسية واجتماعية واقتصادية وجغرافية لم تكن الكثافة البشرية معياراً فاعلاً في تقسيم المناطق، لكنه في خطط التعليم العالي المعيار الأهم والأبرز في فتح الجامعات.