أمام عينيك رحلوا!
فلا تجزع وأنت من علمنا كيف نصمد!
حتى وإن نسيت أو تناسيت فنحن
ندرك أنك رجل من نوع خاص!
صدمة.. بل هي أكبر!
لنقل أنها مصيبة عظمى!
ولكن الله سبحانه شاء وقدر
أن يبلوك بهذا الفقد فهل لك من الأمر من شيء..؟ فأنت عبد مبتلى.. سلمت أمرك.. لخالقك..!
نعم.. هالك المشهد.. صعقك.. وأبكاك.. أقعدك..
ولكننا لا نريده أن «يقتلك»..!
أو يسلسلك ويكبلك!
نريد أن ننتشلك من تلك اللحظات!
لا نملك أن نطمسها من مخيلتك!
لا نملك أن نقتلعها بجذورها المبتلة بدموعك وآهاتك!
لا نملك أن نفصلك عنها كتوأم سيامي!
فحتماً هي أشد إطباقاً على نفسك من نفسك!
ولكن أنت وحدك من يستطيع أن يمنحنا
فرصة الخلاص للخلاص من تلكم اللحظات الحزينة!
رحل الخمسة أمامك.. ولكنهم حتما يرغبون
أن تبقى.. أن تتنفس.. أن تكون كما عاشوك!
لا يرغبون أن يشاهدوا أباهم في نحيب وعجز وقلة حيلة!
يريدونك كما كنت أمامهم في المواقف الصعبة ثابتاً بل أكثر ثباتاً..!
لا يجهلون ما يحويه قلبك من مشاعر جياشة!
يدركون حجم المصاب.. لكنهم يعلمون أنك
شجاع وذو بصيرة.. وكما استطعت أن تتجاوز كل عقبات الدنيا السابقة.. ستتجاوز هذه العقبة الكؤود!
فالحياة معبأة بمحطات أشد وطأة!
وحسبك أنك مؤمن!
انهض واشحن قلبك عزيمة.. وإيمان وطمأنينة!
قاوم ما اعتراك من شحوب وهموم وكروب!
فإن رحل خمسة من فلذات كبدك
فهناك آلاف من أبنائك الذين يخشون عليك
من هول الصدمة.. ولا يودون أن يفقدوا
رجلاً بمرتبة والد!
فأهل الجوف جميعاً حزنوا وبكوا وتأثروا
ورفعوا أكفهم ولهجوا بالدعاء وما زالوا!
وكيف لا يتأثرون ولقد عاشوا معك
أروع ملاحم العطاء والبناء..؟!
كيف لا يتعاطفون وقد شاهدوك تبني لأبنائك بالجوف أثمن اللبنات العلمية.. وتضع بيديك حجر الأساس لأحلامهم العظيمة على أرض الواقع بمشروعات جبارة تحكي وتجسد حرصك الأبوي على مستقبلهم الزاهر!
لن ينسى أهل الجوف (إسماعيل البشري) إلا إذا أصر هو على أن يوقف حبه عن فلذات كبده!
فلا تفجع الجوفيين مرتين!
فيكفيهم ألم ما قبل مجيئك!
وألم مصابك..!
و بلا شك فإن عودتك لإكمال المسيرة العظيمة هي حلم آخر يأملونه..
فلا تجعلهم ينتظرون أكثر!
فالبشرى كلها فيمن يزف لهم عودة (البشري) كما كان.. بل أكثر رغبةً في إكمال مسيرة الإنجازات..!