شاركت رواية «قبض الريح.. أيام وراحت» للكاتب الصحفي هشام يحيى في معرض الرياض الدولي للكتاب، والرواية صادرة عن دار روافد للنشر والتوزيع، ورغم تصنيفها كرواية إلا أنك ستقرأ كل الصنوف الأدبية بين سطورها، فالكاتب يمتلك أدواته جيداً ويغلب عليه أحياناً أسلوب حكي الرواة، بأدوات كبار الأدباء، وفي أحايين يكتب بأسلوب سيناريست بارع فيجعلك تقرأ وكأنك تُشاهد، رحلة حياة عمرها مائة عام، ثلاثين منها هي عمر الكاتب في الوسط الصحفي والثقافي، وستون عاماً هي عمر من نقل عنهم بعض حكاياته، فقد التقى بأسماء منها من بقى ومنها من رحل، منها من ملأ الدنيا ضجيجاً يخفى ما بداخله من خواء، ومنها من اختار الحياة خلف الكواليس، ورغم اقتراب الكاتب من شخصيات يعرفها الوسط الصحفي جيداً، ويعرف ما تُخبئه، إلا أن الكاتب اختار المشاهد الإنسانية لتلك التجربة الحياتية دون الخوض فيما يعتقد أنه قد يخدش رسالة روايته الإنسانية، لكنه كان قاسياً في تعرضه لحياته الخاصة، وخاض في بعض المناطق المحرمة، وكأنه أراد أن يتبرأ بتلك المصارحة والمكاشفة.
ثلاثون عاماً في العمل الصحفي لم تراود هشام يحيى فكرة نشر كتاب رغم كونه من أصحاب الأقلام المتميزة، ورغم إلحاح ومطاردة كل المقربين منه من أجل أن يُقدم على تلك التجربة، لكنه كان يكتفي بعمله كصحفي في جرائد «الأحرار- الوفد- الحقيقة»، وكذلك جريدة الدستور التي شارك في تأسيسها، وجريدة «عين» القاهرية التي ساهم أيضاً في تأسيسها، ولم يدفعه للكتابة غير صدمته في وفاة أقرب أصدقائه الصحفي الشاب وليد كامل والذي كان يمثل ابناً روحياً لهشام يحيى، وقد بدأت الفكرة بالحوارات المتبادلة بينهما عبر صفحة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» وسرعان ما تحولت الفكرة إلى مشروع أدبي تخليداً لذكرى صديقه الراحل وتقديم لمسة وفاء تكرس قيمة الصداقة في حياتنا.