منذ أن كان عبدالعزيز ورجاله الأولون رحمهم الله وقصر الحكم مدار الحدث وعنوان التقدم والتميز يسكن، حين شيده الإمام تركي بن عبدالله آل سعود وهو الشاهد على تاريخ المملكة قديما وحديثا، فيه التأسيس ومنه المسيرة، شهد الفرح والترح، حين دخله عبدالعزيز وكانت الشرارة الأولى فأخبرنا يا قصر الحكم كم كان الرجال يصرون على أن لا إله إلا الله محمد رسول الله هي راية الوطن الذي يعيش تحت ظلالها ويهتدي بشرع أساسها، في أروقتك كان الحضور ومنها كان الرحيل، للوطن معك رواية فخر واعتزاز، فانطق أيها الشاهد فكلماتك نسمعها ويسمعها من به صمم.
اشهد يا قصر الحكم حين بايع عبدالعزيز الوطن قبل أن يبايعه اهل الوطن، حين نذر عبدالعزيز أهله لخدمة الدين، منذ عبدالعزيز وأنت تشهد البيعات والولاءات ووقفات الرجال الحقيقية، منذ عبدالعزيز وأنت تشهد كيف يكون الاتفاق والمحبة والإخاء، منذ عبدالعزيز وما زلنا نقسم في قصر الحكم على العهد باقون وفي بيعة الحق سائرون، منذ عبدالعزيز وقصر الحكم يعلم أكثر من غيره أن البيعة لا نقض لها ما دامت راية التوحيد فوقه خفاقة عالية.
منذ البيعة الأولى وحتى بيعة مقرن وقصر الحكم يعلم أن عبدالعزيز ما زال يسير في أروقة القصر، ما خطه عبدالعزيز من الثقة بالقيادة التي تعمل لخدمة الوطن ومن المحبة بين الأخوة والكبير يعطف على الصغير الذي يحترم بدوره الكبير، حين تكون ملكا أو وليا للعهد أو وليا لولي العهد وتقبل يد أخاك الأكبر منك سنا فأنت فعلا من نهج عبدالعزيز ومدرسته تخرجت، ألا تنطق يا قصر الحكم وتفرحنا بالبلاغة كم هو جميل وطني، كم أنت مفتخر بتقوى الله التي تسكن ذراتك. دعني أشهد معك أنا وأنطق بما رأيت في مبايعة مقرن حين كان الآلاف حاضرين يتوافدون كبارا وصغارا والكل على قلب رجل واحد: «لكم في رقابنا بيعة نعيش بها ونموت عليها»، الكل هناك كان حاضرا على مستوى الحدث، صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر أمير الرياض ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله، رجالات الإمارة بجميع كوادرها وفي مقدمتهم معالي سحمي بن شويمي المشرف على مكتب سمو الأمير ووكيل الإمارة معالي عبدالله القرني ورئيس التشريفات فيصل السديري وسلمان بن شويمي وفهد العبدالواحد، الإمارة ومنتسبوها ورجالاتها الأمن والمراسم والتشريفات يستقبلون الكل بابتسامة، الآلاف يتوافدون وهولاء كالنحل في خليته يعملون، بسعة الصدر وسرعة الاستجابة والتدير السليم.
اشهد يا قصر الحكم أنك ازددت جمالا وأن الراحلين كلهم كانوا اليوم فيك حاضرين فرحين ببيعة مقرن حيث الوفاق واللحمة من نبع حب الوطن، هذا ما عاش عليه الأولون وهذا ما ماتوا عليه، ونحن يا قصر الحكم نسير على دربهم ولا نطلب منك إلا أن تشهد يوم تنطق حجارتك أن فيك كانت القلوب بيضاء والنيات صافية والعمل صرف لمرضاة الله، منك كانت الصرخة الأولى للوطن صرخة نعيش عليها ونموت عليها صرخة الحق صرخة التوحيد صرخة «الحكم لله ثم لعبدالعزيز».