عن «جداول» صدر كتاب سعيد السريحي «الروُّيس» وهو يحكي عن حياة أبناء «الروُّيس».. ويقول: سقطنا بين مرحلتين..
سقطنا بين بداوة تموت وحضارة لم تولد بعد.. بين بداوة لم نعد نعرفها وحضارة لم تعترف بنا.. هكذا نحن أبناء الرويس..
آباؤنا.. أولئك الذين فروا من جدب القرى ووحشة الصحاري وبؤس السواحل.. لم يجدوا في قلب المدينة متسعاً لهم فاستوطنوا الهامش...
دنوا من المدينة دنو المحتاج إليها والمرتاب فيها..
لا تغنيهم ولا يستغنون عنها.. بينهم وبينها سور له باب، وبيهم وبين قراهم..
ويقول في جزء من الكتاب:
على الأفق الشمالي لجدة كانت تلوح بيوت الرويس.. تلك التي آوى إليها آباؤنا حيث ألقت بهم أقدارهم.. أكواخ من القش وصندقات من الخشب وبضعة بيوت من الطين والحجر.
كل بنى من سعته، أو كل بنى من ضيقه، يتفاوتون في مقدار الفقر الذي يوحد بينهم جميعاً على اختلاف القرى التي حملوا جثامينها معهم حين جف الماء وانقطعت بهم فيها سبل الرزق.
في فناء كل بيت من بيوت الرويس قبر مضمر يضم رفات قرية ماتت أو جنازة مهيأة لقرية تنتظر الموت.