كتاب (بلابل العرب.. صور لشعراء من الماضي القريب) .. تأليف عثمان مليباري .. اشتمل على نماذج عدة لإبداع عدد من الشعراء.
ويقول المؤلف عن شاعر الأطلال إبراهيم ناجي: أساتذة الجامعات كتبوا عن شعره وكثير من نقاد الأدب أعجبوا بنتاجه الأدبي وأخرجوا كتباً احتوت على دراسات مطولة عن حياته وأدبه .. فريق من النقاد أطلقوا عليه لقب شاعر الأطلال وشاعر الرقة والعاطفة وشاعر الألم الدفين.
إبراهيم ناجي كان يتنفس عبر الحب والهجران ويصوغ درره من الدموع ورؤى الفكر.
وروى المؤلف قصة عن الشاعر الطبيب إبراهيم ناجي فقد كان يتجول في أحد شوارع لندن فشاهد المعارض الواسعة والحوانيت الكبيرة المكتظة بالأدوات والمعدات والأثاث حتى وقف أمام باب مكتبة تبيع الجرائد فابتاع جريدة (الوادي) وقلب صفحاتها وقرأ نقد الدكتور طه حسين لديوانه الأول (وراء الغمام)، حيث قال عن الديوان: إنها أشعار حسنة ولكنها أشعار صالونات لا تتحمل أن تخرج إلى الخلاء فيأخذها البرد من جوانبها.
وهنا طوى الشاعر إبراهيم ناجي الجريدة وأحس بالضيق والأسى وشعر بالألم .. وسار في الشارع شارد الفكر موزع النفس.. فصدمته سيارة ونقل إلى مستشفى (سان جورج) ولزم سرير المستشفى أسابيع، ولما عاد إلى وطنه وبدت له الإسكندرية من بعيد قال:
خرجت من البلاد أجر همي
وعبرت إلى البلاد أجر ساقي