الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو صاحب بعد ثاقب ورؤية مستقبلية مستنيرة وصاحب حس استراتيجي للدولة والمجتمع. وليس جديدا على المواطنين وعلى الاعلام ان نشير إلى مثل هذه الرؤية التي يمتلكها خادم الحرمين الشريفين وخاصة ما يتعلق بمصالح الدولة والمواطن،
فقد تعودنا أن يستبق التوقعات ويتقدم التطلعات من أجل أن يعرض رؤيته المستقبلية نحو الأحداث ونحو التوجهات ونحو المستقبل.
إن التنظيم التراتبي في العائلة المالكة السعودية هو مصدر استقرار كبير لهيكل الدولة وامتداداته المستقبلية، ولا شك أن اختيار الأمير مقرن بن عبدالعزيز ومباركة الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد وتأييد مجلس العائلة هو بمثابة تأكيد لنهج الاستمرارية وتواصل قوة الكيان السياسي نحو المستقبل.
الأمير مقرن بن عبدالعزيز يعد شخصية سياسية من الدرجة الأولى بتأهيله وخبرته الاستراتيجية في المجال العسكري ولرئاسته للاستخبارات بما يحتويه هذا الجهاز من رؤية قريبة من الاحداث والمشاركة في صناعتها إقليميا ودوليا، ثم تواجد الأمير مقرن إلى جانب اخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله مبعوثا ومستشارا وإلى جانب أخيه سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز في كثير من المناسبات. هذه الحزمة السياسية المتكاملة في التأهيل والخبرات والتجارب هيأت هذا الرجل ليكون اختيار المستقبل. وكذلك من خلال إمارة الأمير مقرن لحائل والمدينة المنورة تعرف على التعامل مع المواطن في قضاياه وهمومه ومشاكله واستطاع أن يدير شئون الدولة وشئون المواطنين في مختلف المهام التي برز فيها.
إن اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز وأخيه الأمير سلمان وتأييد مجلس العائلة ليكون الأمير مقرن هو وليا لولي العهد هو اختيار موفق وقرار راجح يعكس مناسبة الشخص ليكون في سلم القيادة السعودية للمستقبل. كما أن جموع المواطنين من مختلف مناطق المملكة باركت هذا الاختيار وبايعت القرار وايدته، وكذلك فمؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية وكذلك مؤسسات القطاع الخاص قد عبرت عن ارتياحها البالغ بهذا الاختيار المهم.
إن الاختيار الملكي لم تكن أهميته فقط في اختيار الأمير مقرن وليا لولي العهد، بل تكمن أهميته في الانتقالات السلسة والمنظمه للقيادات السعودية ورسم معالم المستقبل بوضوح تام، وهذا ما تحتاجه الدولة ويحتاجه المجتمع السعودي في زمن المستجدات الكبيرة التي تمر بها المنطقة والعالم. إن بناء استقرار الحكم في دولة مثل المملكة كدولة محورية في منطقة الخليج والعالمين العربي والإسلامي يشكل ركيزة استقرار مهمة في التعاملات الدولية، لا سيما مع الثقل الدولي الكبير الذي تحتله المملكة في العالم. وإذا كان ترتيب البيت الداخلي له أهميته على مستوى الداخل، فإن أهميته تزداد خارجيا.
وختاما، نحن نبارك لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي رسم معالم الدولة السعودية في القرن الحادي والعشرين على أفضل صورة، وأتقن - يحفظه الله - إدارة الشأن المحلي بكفاءة وحنكة ودراية، كما أنه رسم سياسة خارجية للمملكة صعبت على أعداء الأمة محاولات التضليل والاختراق وبعثرة الاوراق بما تتعشمه تلك الدول والجماعات من محاولات ضرب كيان الدولة السعودية ومصالحها الوطنية والإقليمية. فتحية لسيدي خادم الحرمين الشريفين صاحب الرؤية الإستراتيجية للدولة، وصاحب الحب الكبير الذي يكنه له مواطنو هذه المملكة الغالية..