في تصريح خاص للجزيرة، قال عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، معالي فضيلة الشيخ محمد بن حسن بن عبدالرحمن آل الشيخ، بمناسبة تعيين سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد:
نحمد الله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه أن مَنّ على هذه الدولة الراشدة المباركة باجتماع كلمة ولاة أمرها، وتكاتفهم وتآلفهم، وما يتسمون به من روابط قوية متينة، تتجلى من خلال المواقف الكثيرة بين ولي الأمر - حفظه الله - والأسرة الكريمة والرعية مواطني هذه البلاد.
إن مما تنشرح له الصدور، وتبتهج له النفوس، وتقر به الأعين، ما كان من توفيق الله - عز وجل - لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز من اختيار سديد ورأي رشيد، نابع عن حكمة وفائض عن حنكة، انبلج في الاختيار الموفَّق بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد؛ ما يؤكد نهج القيادة الرشيدة، وحرصها على تحقيق الاستقرار وتحرير اللحمة والوحدة الوطنية.
لقد أضفى القرار الحكيم على المواطنين كثيراً من الارتياح والاطمئنان على مسيرة الدولة المباركة، التي تسير بخطى ثابتة وسياسة مُحْكمة، غايتها رضا الله، ومرامها تطبيق شرعه، ثم السعي في عز المواطنين ورغد عيشهم وأمنهم وأمانهم.
إن هذه البوادر المباركة ليست غريبة على الأسرة المباركة؛ فأبناء الملك عبدالعزيز - رحمه الله تعالى - أثبتوا أنهم يسيرون على خطى والدهم المؤسس من حرص على اجتماع الكلمة، والتكاتف والتعاون على ما فيه الخير والصلاح للعباد والبلاد.
ولا شك أن هذه القرارات الحكيمة من ولاة أمرنا - وفقهم الله - قد خيّبت ظنون المرجفين، وبددت أهداف الحاقدين الحاسدين، الذين يريدون زعزعة أمن واستقرار الوطن والمواطنين، فلله الحمد من قبل ومن بعد، رب العالمين.
فنسأل الله العلي القدير أن يوفِّق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لكل خير، وأن يجعلهما مفاتيح للخير مغاليق للشر، وأن يديم عزهما، ويكبت عدوهما، ويجعلهما ذخراً للإسلام والمسلمين.
كما أننا نبايع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد، ونسأل الله سبحانه أن يوفق سموه لما يحبه ويرضاه، وأن يعينه على ما ولي من مهام، وأن يبارك في عمله، وأن ييسر له تحقيق ما يتطلع له خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والمواطنون من آمال.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.